وظائف الاذن وتقنية زرع الحلزون/استطباباته/مستقبله
زرع_الحلزون
#cochlear_implant
( #استطبابه، #تقنياته_ومستقبله )
**********************************
ندرس الأذن –وكل العلوم والمعارف- حسب منظومة علمية طبية ثقافية حضارية مستقبلية جديدة متوازنة بين الإنسان والحياة والمجتمع والكون، وليس حسب المفهوم الطبي الغربي التقليدي الهزيل البسيط الذي يعتبر بأن الأذن تقوم بالسمع والتوازن فقط، ولكن الأمر أكبر من ذلك بكثير فيمكن تصنيف وظائف الأذن على شكل ضفائر أو طيف متصل متسلسل من الوظائف المتعددة:
فالوظيفة الحلزونية: تبدأ كضفيرة أدناها الوظيفة السمعية وأعلاها الوظيفة الإنمائية بيولوجياً وثقافياً ونفسياً مروراً بتفعيل حاسة السمع عند الجنين بالموسيقى والتعليم وبالاتصال اللغوي وبالمعالجة الصوتية والمعالجة الموسيقية..
أما الوظيفة الدهليزية: فهي ضفيرة أو طيف متسلسل أدناه التوازن العادي في الحياة اليومية بالتنبيه بالتسارع الخطي في الحركة المستقيمة وبالتسارع الزاوي بالحركات الدائرية في الألعاب البهلوانية والسيرك.. وأعلاه الوظيفة الفراغية الكونية حيث تشكل طاقة احتياطية مستقبلية تفعل عند السفر بين الكواكب بهدف الاستيطان الحياتي الكوني.
ونؤكد على أهمية الكشف المبكر لنقص السمع عند الأطفال حيث إن بعض الحالات المرضية علاجها سهل ولكنها إذا أهملت من قبل الأهل فإنها تؤثر سوءاً على التطور العقلي والجسمي والنفسي واللغوي والتعليمي والثقافي للطفل كحالة التهاب الأذن الوسطى المصلي الذي يعتبر مسؤولاً عن أكثر من 81% من حالات نقص السمع عند الأطفال، فعند وجود التوعية الصحية الثقافية في المنزل والمدرسة والمجتمع فيكشف بسهولة من قبل الطبيب المختص ويعالج ويشفى الطفل منه بسهولة أيضاً.
وبحثنا موضوع زرع الحلزون واستطبابه وتقنياته الجراحية ونتائجه العلاجية ومستقبله.. فالغرسة الحلزونية تشتمل على الكترود (أحادي أو متعدد القنوات)، يزرع في الحلزون موصولاً بمستقبل مغروس وميكروفون ملبوس خارجياً، مستقبل إشارات ومحول، مستقبل الكلام يحلل الإشارة الصوتية الواردة من الميكرفون ويحولها عبر الجلد إلى المستقبل الداخلي وبهذا فإن التحريض الكهربائي بواسطة الغرسة الحلزونية يتجاوز الأجزاء غير الفعالة أو المعطلة من الحلزون وينقل الإشارات مباشرة إلى العصب السمعي، ونتيجة لهذا التحريض المباشر للعصب فإن غالبية مستعملي الغرسة الحلزونية يشعرون بإحساس سمعي لا يمكن الحصول عليه حتى مع أكثر المعينات السمعية التقليدية قوة وشدة، في حالة نقص السمع الحسي العصبي المزدوج العميق أو الشديد..
ونؤكد إن عمليات زراعة الحلزون سوف تصبح من الماضي خلال السنوات القادمة لكونها باهظة الثمن وتحتاج الى عمل جراحي طويل ودقيق بالإضافة الى تعقد جهازها الإلكتروني بتقنية داخلية وخارجية وغالية الثمن، والطفل غير قادر على تحمل منظرها، وقد يعبث بالمكرفون الملبوس خارجاً.. بقية الأطفال في الروضة والمدرسة، كما إن النتائج غير مشجعة من الناحية السمعية التواصلية اللغوية مع الآخرين لأنه يكتسب إحساس سمعي بحاجة فترة من التدريب و التأهيل الكلامي والصوتي والدعم النفسي والاجتماعي في عمليات زرع الحلزون طويل قد يستمر إلى أشهر بل سنوات، لكي يتمكن المريض من التواصل اللغوي الاجتماعي في الحدود الدنيا.. حتى إن بعض الأطباء لا ينصح الأهل بزرع الحلزون لطفلهم إذا لم يملكوا الوقت والجهد والرغبة والمال.. للاستمرار في التأهيل الصوتي الكلامي.. وتلك السلبيات لزرع الحلزون جعلت طرق علاجية سهلة متطورة ومتقدمة تقنياً وعلمياً وعملياً وطبياً وتجريباً.. تنافسه في معالجة نقص السمع الحسي العصبي الشديد المزدوج المكتسب عند الأطفال والبالغين والكبار، وأهم تلك الطرق العلاجية الحديثة والمستقبلية هي معالجة نقص السمع الحسي العصبي الشديد المزدوج بتقنيات وآليات طب تقنية النانو (الطب النانوي) nano Technology medicine وطب زرع الخلايا الجذعية Stem cell medicine.. وقد أفردنا لكل منهما كتاباً مستقلاً وفصلاً..
نأمل أن تهتم وسائل الإعلام العربية بأشكالها المختلفة بنشر الثقافة العلمية العملية المبسطة من مختلف فروع المعرفة والطب والهندسة والفلك والفيزياء والرياضيات والمعلوماتية.. للمساهمة في بناء المجتمع الثقافي الحضاري العلمي الإنساني الذي يحترم المبدعين ويكرم المخترعين والمتفوقين وبالتالي نكون قد ملكنا أسلوباً حضارياً فريداً نقود فيه موكب الإنسانية قاطبة لخير وسلام وسعادة ورقي العالم كله..