الهبات الساخنه وتقلبات المزاج
انقطاع الطمث (سن اليأس): الأعراض والأسباب والتغيرات المصاحبة:
1. تعريف انقطاع الطمث ومراحله:
انقطاع الطمث هو مرحلة طبيعية وحتمية في حياة المرأة، تُعرف بأنها التوقف الدائم للدورة الشهرية. يتم تشخيص انقطاع الطمث رسميًا بعد مرور اثني عشر شهرا متتاليا دون حدوث أي دورة شهرية. تبدأ هذه المرحلة عادهً بين سن 45 و 55 عاما، ويسبقها فترة انتقالية تُعرف باسم ما قبل انقطاع الطمث، والتي قد تستمر لعدة سنوات وتتميز بتقلبات هرمونية شديدة وظهور الأعراض الأولية.
2. السبب الرئيسي لانقطاع الطمث: التغيرات الهرمونية:
السبب الأساسي لانقطاع الطمث هو الاستنفاد الطبيعي لمخزون البويضات في المبيضين. تولد المرأة بعدد محدود من البويضات، ومع تقدم العمر، يقل عدد هذه البويضات تدريجيًا. عندما ينخفض عدد البويضات بشكل كبير، يتوقف المبيضان عن الاستجابة للهرمونات المنظمة من الدماغ، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في إنتاج هرموني الإستروجين والبروجستيرون. هذا الانخفاض الهرموني هو المسؤول عن توقف الدورة الشهرية وظهور جميع الأعراض المصاحبة.
3. الأعراض الجسدية الشائعة لانقطاع الطمث:
تتنوع الأعراض الجسدية لانقطاع الطمث بشكل كبير في شدتها وتواترها. من أبرز هذه الأعراض:
* الهبات الساخنة: وهي شعور مفاجئ بالحرارة الشديدة ينتشر في الجسم، يليه تعرق غزير وقشعريرة.
* التعرق الليلي: هبات ساخنة تحدث أثناء النوم، مما يؤدي إلى اضطراب النوم.
* جفاف المهبل: يحدث نتيجة لنقص الإستروجين، مما يسبب ترققًا وجفافًا في الأنسجة المهبلية، وقد يؤدي إلى الألم أثناء الجماع.
* مشاكل في النوم: الأرق وصعوبة الخلود إلى النوم أو البقاء نائمًا.
* تغيرات في الجلد والشعر: جفاف الجلد، وترقق الشعر.
4. الأعراض النفسية والعاطفية:
لا تقتصر تأثيرات انقطاع الطمث على الجانب الجسدي، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والعاطفي. تشمل الأعراض النفسية الشائعة:
* تقلبات المزاج: الشعور بالتهيج أو الحزن أو الغضب بشكل غير مبرر.
* القلق والاكتئاب: قد تزيد التغيرات الهرمونية من خطر الإصابة بالاكتئاب أو تفاقم حالات القلق الموجودة مسبقًا.
* مشاكل في الذاكرة والتركيز: ما يعرف أحيانا بـ (ضباب الدماغ).
* انخفاض الرغبة الجنسية.
5. الأسباب غير الطبيعية لانقطاع الطمث (انقطاع الطمث المبكر):
في بعض الحالات، قد يحدث انقطاع الطمث قبل الأوان (قبل سن 40). تشمل الأسباب غير الطبيعية:
* الاستئصال الجراحي للمبيضين: يؤدي إلى انقطاع الطمث الفوري.
* العلاج الكيميائي أو الإشعاعي: يمكن أن يتسبب في تلف المبيضين وتوقف وظائفهما.
* قصور المبيض الأولي: وهي حالة تتوقف فيها المبيضين عن العمل بشكل طبيعي قبل سن الأربعين لأسباب غير معروفة أو لأسباب مناعية أو وراثية.
6. الآثار الصحية طويلة الأمد:
يؤدي الانخفاض المستمر في مستويات الإستروجين إلى زيادة خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية على المدى الطويل. من أهم هذه الآثار:
* هشاشة العظام: الإستروجين يلعب دورا في الحفاظ على كثافة العظام، ونقصه يزيد من خطر فقدان العظام والكسور.
* أمراض القلب والأوعية الدموية: الإستروجين يوفر حماية للقلب، ونقصه يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
* متلازمة الجهاز البولي التناسلي لانقطاع الطمث: وهي مجموعة من الأعراض التي تشمل جفاف المهبل، التهابات المسالك البولية المتكررة، وسلس البول.
