مرض الدرن (السل)
ما هو مرض الدرن؟ 
يُعد مرض الدرن أو السل من الأمراض المعدية التي ما زالت تمثل مشكلة صحية كبيرة في كثير من دول العالم، خاصة في المناطق الفقيرة والمزدحمة. ويصيب مرض الدرن الرئتين في معظم الحالات، وقد يمتد ليصيب أعضاء أخرى من الجسم، مما يجعل التعرف على أسباب مرض الدرن وطرق انتقال العدوى ووسائل الوقاية منه أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة الفرد والمجتمع.
ما هو مرض الدرن؟
مرض الدرن هو مرض معدٍ تسببه بكتيريا تُسمى Mycobacterium tuberculosis. قد يكون المرض حادًا أو مزمنًا، ويصيب الرئتين فيما يُعرف بالدرن الرئوي، أو يصيب أعضاء أخرى خارج الرئة مثل الأمعاء والعظام والغدد الليمفاوية، ويُعرف حينها بالدرن خارج الرئة. ويُعد الدرن الرئوي أكثر شيوعًا بين البالغين، بينما يظهر الدرن خارج الرئة بنسبة أكبر عند الأطفال، وهو غير مُعدي.
العامل المسبب لمرض الدرن
الميكروب المسبب لمرض الدرن له عدة سلالات، أهمها:
السلالة البشرية: وهي المسؤولة عن الإصابة بالدرن الرئوي.
السلالة البقرية: وتسبب الدرن المعوي نتيجة تناول اللبن أو اللحوم الملوثة.
ويتميّز ميكروب الدرن بقدرته العالية على مقاومة الظروف البيئية، وضعف قدرته على إحداث المرض، لذلك يحتاج إلى مخالطة طويلة ومتكررة. كما يمكنه البقاء حيًا لفترات طويلة في الغبار والظلام، ويمكن القضاء عليه بأشعة الشمس المباشرة أو بالتسخين مثل بسترة اللبن.
طرق تشخيص مرض الدرن
التاريخ المرضي والفحص الإكلينيكي.
الأشعة السينية على الصدر.
الأشعة المصغّرة (MMR).
فحص البلغم لاكتشاف ميكروب الدرن.
وبائيات مرض الدرن
يمكن أن يصيب مرض الدرن جميع الأعمار، إلا أنه أكثر شيوعًا بعد سن 15 عامًا بسبب زيادة الضغوط النفسية والجسدية وضعف المناعة.
يصيب الذكور أكثر من الإناث بعد سن البلوغ، ويرتبط انتشاره بالفقر وسوء التغذية وسوء السكن والازدحام.
كما تزيد فرص الإصابة بين العاملين في المناجم وصناعة الزجاج، والعاملين في المجال الطبي، ومرضى السكري، ومرضى نقص المناعة، ومن يتناولون أدوية تُضعف المناعة.
طرق انتقال مرض الدرن
ينتقل مرض الدرن بعدة طرق، أهمها:
عن طريق الهواء نتيجة السعال أو العطس من مريض الدرن الرئوي.
عن طريق تناول اللبن غير المبستر في حالة الدرن البقري.
عدوى داخلية عند انخفاض مناعة الجسم.
فترة الحضانة وفترة العدوى
تتراوح فترة الحضانة من أسبوعين إلى عشرة أسابيع، وقد يظهر المرض بعد أسابيع أو حتى سنوات.
وتُعد الفترة الأخطر لظهور المرض هي أول 6 إلى 12 شهرًا بعد الإصابة.
ويظل المريض مُعديًا حتى ظهور ثلاث نتائج سلبية متتالية لفحص البلغم بعد بدء العلاج.
الوقاية والسيطرة على مرض الدرن
تشمل الوقاية من مرض الدرن إجراءات عامة وخاصة، من أهمها:
التوعية الصحية بطرق انتقال العدوى.
تحسين ظروف السكن والتهوية.
التغذية السليمة لرفع المناعة.
بسترة اللبن ومنتجات الألبان.
ويُعد التطعيم بلقاح BCG من أهم وسائل الوقاية، حيث يُعطى داخل الجلد وتصل فعاليته إلى نحو 80%.
كما تُستخدم الوقاية الدوائية بعقار الإيزونيازيد للأطفال المخالطين لمرضى الدرن، ومرضى نقص المناعة، للحد من تطور المرض.
خاتمة
في الختام، يُعد مرض الدرن من الأمراض التي يمكن الوقاية منها والسيطرة عليها عند الالتزام بالتطعيم، والتشخيص المبكر، والعلاج المنتظم. ويظل نشر الوعي الصحي حول أعراض الدرن وطرق انتقاله من أهم الخطوات لحماية المجتمع والحد من انتشار هذا المرض.