التدخين لدى النساء مفتاح الأوبئة
المرأة و التدخين
لسنين طويلة كان الإعتقاد حتى في الأوساط الطبية أن لا علاقة بين التدخين وأمـراض القلـب لـدى المرأة , صحيح ان التدخين يسبب سرطان الرئة للرجل ولكنه ليس كذلك بالنسبة للمرأة, هكـذا كان الأطبـاء يبررون الأمـر ولكن المعلومات المتوفرة على ضوء الدراسات الحديثة تبين أن الخطر الأكبر على المرأة الشابة في هذا العصرهو التـدخيـن.
في دراسة أشرفت عليها جامعة هارفارد وتناولت مائة وعشرين ألف ممرضة تراوحت أعمارهن بين 55/30 سنة تبين وجود علاقة طردية بين عدد السجائر التي تدخنها المرأة من جهة وإصابتها بأمراض القلب أو الشريان التاجي من جهة أخرى وليس هناك حد مامون ينعدم عنده , ويزداد خطر التدخين على المرأة التي تتـوفـر فيـها عـوامل أخـرى مشجعـة مثل كبر السن وزيادة الوزن أو وجـود المرض في العـائلـة. وأخطرهـا يكون الأمر حين اقتران وسائل منع الحمل في الفم والتدخين.
وإعلانات شركات التدخين التي تشجع المرأة وتقول شيئا مثل «مع هذه السيجارة تكونين قـد انتقلت من الطفولة إلى طريق الشباب» يمكن تفسيرها أن تلك المرأة تكـون بالفعل قطعت شوطا على طريق الإصابة بأمراض القلب. كما تقول المجلـة الطبيـة التي تصدر عن جـامـعـة كاليفورنيا في بيركلي. وفي دراسة نشرت نتائجها مؤخرا أن 55% من أمراض القلب التي تصيب النسـاء تحت سن 50 هي بسبب التـدخيـن.
هنـاك حقائق علميـة تتعلق : بقلب المرأة ويغفلـهـا الأطبـاء في أكثـرالحالات إلا أنها تلعب دورا مهما في الإصـابـة أو عـدم الإصـابـة. المرأة المصابة بالقلب تتناوب عليها نوبات من الألام في الصدر تـارة تقوى وأخرى تزول وتختفي بالمرة لمدة طويلة قبل أن تصيبها نوبة في القلب، ولذلك فيعتبر الألم في الصدر كتحذير يمكن أن يدفع بها إلى مراجعـة الطبيب ولكن الرجل يتعرض لنوبة في القلب دون أن يصاب بألم في الصدر بالضرورة، أي أنه قد يصاب وقد لا يصـاب، ومن تلك الحقائق التي لم تعط حقهـا من الإهتمام أن المرأة حين تصـاب بـنـوبـة في القلب تصبح فـرص الحياة أمـامها أقل من الرجل - فلو أصيب رجل وإمـرأة بنوبة قلبية متساوية القـوة وكان الإثنـان في ظروف متماثلـة , فإن فرصة الحياة أمام المرأة تصبح أقل مما هي لدى الرجل.
و نسبة النساء اللواتي يمتن خلال شهر بعد نوبة القلب الأولى أعلى كثيرا من نسبة الرجال، ثم أن المرأة معرضـة لتتكرر معها نوبة القلب أكثر من الرجل. ويبقى السؤال المهم الذي يجول بخاطـر كل إنسان وخاصة المرأة ماذا عليها أن تفعل لتتجنب نوبة القلب ومرض الشريان التاجي ؟
المجلة الطبية الصادرة عن جامعة هارفارد تقول أن أهم خطورة هو أن تـدرك المرأة – كما الرجل – أنها ليست في منجي من الإصـابـة، ومن الممكن أن تصـاب بها رغم مـا يبدو عليهـا من صـحـة وعـافيـة. هـذا الإحساس أو الإدراك يجعلهـا تتصرف بحـذر وتفكير وحيطـة أيضـا.
والخطوة الثانية هي التقيـد برجيـم - حمية – مدروسة مع ضرورة الإقلال من تناول الصوديوم (الملح) والمواد الدهنية وتلك المسببة أوالمشبعة بالكولسترول مع بذل الجهد للإحتفاظ بوزن معتدل وتجنب التدخين إطلاقا وعدم التهاون أو التساهل ولو بسيجارة واحدة بدعوى أنها في مناسبة إجتماعيـة أو بسبب حالة نفسيـة من توتـر أو كآبـة وممارسة التمارين الـريـاضية أمـر مهم ومفيـد ولو في أدنى درجـات الريـاضـة.
وناحية أخـرى مهمة أيضـا هي إجـراء فحوصات طبية دوريـة ويستحسن أن تطلب من الطبيب فحص دهنيـات الدم وعنـد الإحساس بألم في الصدر أو عـوارض يشتبـه بها، يستحسن مـراجـعـة الطبيب خاصة إن كان أحدا من العائلة مصاب بالحالة نفسها من قبل.