-->
الليفوسيترزين: مضاد الهيستامين من الجيل الثاني

الليفوسيترزين: مضاد الهيستامين من الجيل الثاني

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

يعاني الكثير من الناس من أعراض الحساسية خاصة مع دخول فصل الشتاء، هذا الأمر يسبب إزعاجًا للمصابين بها، قد لا توجد أدوية لعلاج الحساسية بشكل جذري نظرًا لأنها مرض مزمن، لكن توجد أدوية تخفف من الأعراض وبالرغم من ذلك فإنه في بعض الأحيان مع العلاج قد تختفي الحساسية من تلقاء نفسها. تعرف الأدوية المستخدمة في العلاج باسم مضادات الهيستامين، وسنتناول في هذا المقال أحد مضادات الهيستامين ألا وهو الليفوسيترزين والذي يعرف بعدة مسميات تجارية مثل (Levocitrone, Xyzal). لكن في البداية يجب أن نتعرف عن مادة الهيستامين وكيف تسبب هذه المادة الحساسية على الرغم من أنها أحد مركبات الجهاز المناعي؟

ما هو الهيستامين؟

الهيستامين هو مركب أميني بيولوجي يتكون عن طريق نزع مجموعة الكربوكسيل من الحمض الأميني الهيستيدين. يتم تخزين الهيستامين داخل الخلايا البدينة (Mast cells) الموجودة في الأنسجة، وفي الخلايا القاعدية (Basophils) في الدم.

كيف يسبب الهيستامين أعراض الحساسية؟

تحدث الحساسية عندما يستجيب الجهاز المناعي بشكل مبالغ فيه لمادة غير ضارة يطلق عليها مسبب الحساسية (Allergen) مثل حبوب اللقاح والغبار وبعض الأطعمة، وتتم هذه الاستجابة على ثلاث مراحل يمكن تلخيصها كالآتي:

المرحلة الأولى: مرحلة التفعيل:

في هذه المرحلة يتعرف الجهاز المناعي على المسبب كخطر، وينتج أجسامًا مضادة متخصصة تسمى الغلوبيولين (IgE) والتي ترتبط بسطح الخلايا البدينة (Mast cells) والخلايا القاعدية (Basophils) مما يجعل هذه الخلايا في وضع الاستعداد لإطلاق الهيستامين المخزن بداخلها.

المرحلة الثانية: مرحلة الإطلاق:

عند التعرض لنفس مسبب الحساسية مرة أخرى يرتبط هذا المسبب ب IgE المثبت على سطح الخلايا البدينة (Mast cells) مما يتسبب في إطلاق كميات كبيرة من الهيستامين ومواد كيميائية أخرى في الأنسجة المحيطة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الأعراض:

ينتقل الهيستامين بمجرد إطلاقه للارتباط بمستقبلاته الموجودة على أنواع مختلفة من الخلايا (مستقبلات مخصصة للهيستامين تسمى H1)، بمجرد ارتباط الهيستامين بهذه المستقبلات تبدأ أعراض الحساسية في الظهور.

ما هي مادة الليفوسيترزين؟

الليفوسيترزين تمثل الشكل النشط لمادة السيترزين. هناك أدوية تستخدم مادة السيترزين، فعند دخول مادة السيترزين داخل الجسم يقوم الكبد باستقلابها (Metabolism) وتحويلها لمادة الليفوسيترزين. لذا فإن استخدام مادة الليفوسيترزين يعد خيارًا أفضل نظرًا لأنها بالفعل نشطة وبالتالي لن تحتاج إلى استقلاب داخل الكبد مما يجعلها خيارًا آمنًا لمرضى الكبد.

آلية عمل مادة الليفوسيترزين كمضاد للهيستامين

يعمل الليفوسيترزين كمضاد انتقائي وفعال لمستقبلا الهيستامين H1، حيث أن الليفوسيترزين يقوم بالارتباط بهذه المستقبلات فيقوم بعمل إغلاق لها، وبالتالي منع الهيستامين من الارتباط بمستقبلاته H1.

هل يعبر الليفوسيترزين الحاجز الدموي الدماغي (BBB)؟

الحاجز الدموي الدماغي هو نظام حماية انتقائي يفصل بين الدم الموجود في الأوعية الدموية الدماغية وبين السائل خارج الخلوي للدماغ، حيث أنه يحمي الخلايا العصبية من التقلبات الكيميائية والأمراض والسموم ويحافظ على بيئة مستقرة داخل الجهاز العصبي المركزي.

بالنسبة للسؤال هل تعبر مادة الليفوسيترزين الحاجز الدموي الدماغي؟ فإن الإجابة هي أنه يعبر بنسبة ضئيلة جدًا، ويعتبر هذا الأمر ميزة لمادة الليفوسيترزين حيث أن هذا الأمر يعني أنها تسبب النعاس بدرجة ضئيلة جدًا، وذلك عكس مضادات الهيستامين من الجيل الأول والتي تعبر الحاجز الدموي الدماغي وتسبب النعاس بدرجة عالية.

الخاتمة

مادة الليفوسيترزين تعتبر واحدة من مضادات الهيتسامين من الجيل الثاني والتي تم تطويرها لتلافي الأعراض التي تسببها مضادات الهيستامين من الجيل الأول. تعتبر مادة الليفوسيترزين خيارًا آمنًا على مرضى الكبد، كما أن بعض الدراسات تشير إلى أنها آمنة على الحامل بداية من الشهر الرابع لذا يتم تصنيف الدواء على أنه من الفئة B.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

5

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة
-