وبر السرة: الأسباب الخفية والعلاقة بالالتهابات والسكري والهرمونات

وبر السرة: الأسباب الخفية والعلاقة بالالتهابات والسكري والهرمونات

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

وبر السرة: الأسباب الخفية والعلاقة بالالتهابات والسكري والهرمونات

image about وبر السرة: الأسباب الخفية والعلاقة بالالتهابات والسكري والهرمونات

*وبر السرة: الظاهرة، الأسباب، والعلاقة بالالتهابات، السكري، والاضطرابات الهرمونية**

ظاهرة تكون مادة ليفية أو “قطن” داخل سرة البطن (السُرّة) هي ظاهرة شائعة، وتثير فضول الكثيرين. هذه التجمعات الصغيرة، التي غالبًا ما تكون ذات لون أزرق أو رمادي فاتح، هي في معظم الحالات **غير ضارة تمامًا** وتنبع من آليات جسدية وروتينية بسيطة. ومع ذلك، قد تكون السرة نفسها بيئة خصبة لمشاكل صحية أخرى، خاصة عند إهمال النظافة أو وجود ظروف صحية كامنة مثل السكري.

**لماذا يتكون “القطن” أو الوبر في سرة البطن؟**

الاسم العلمي لهذه الظاهرة هو (Navel Lint) أو وبر السرة. وفي معظم الحالات، يتكون هذا الوبر نتيجة تفاعل فيزيائي بسيط، ويمكن تلخيص أسبابه الرئيسية كالتالي:

 

 

 

**1. مصدر الألياف (الملابس)**

السبب الأكثر شيوعًا هو **تجمع ألياف النسيج من الملابس**، خاصةً الملابس القطنية الداخلية أو القمصان التي تلامس منطقة البطن مباشرةً. أثناء الحركة اليومية واحتكاك القماش بالجلد، تنفصل الألياف الدقيقة وتنجرف نحو السرة.

### **2. عوامل الجذب والتجميع الطبيعية**

* **شكل السرة (المنخفضة):** السرة المنخفضة أو “الغائرة” (Innie) تشكل مساحة مثالية لجمع الألياف والغبار.

* **شعر البطن:** يلعب شعر البطن، خاصةً لدى الرجال، دورًا رئيسيًا في توجيه الألياف إلى داخل السرة. تتجه شعيرات الجسم في نمط يشبه القنوات نحو السرة، وتعمل كـ “خطافات” لجر الألياف المتساقطة إلى الداخل.

* **الخلايا الجلدية والدهون:** تتجمع الألياف مع خلايا الجلد الميتة، والزيوت الطبيعية (الزهم)، والعرق، وبعض الأوساخ، لتشكل كتلة متماسكة. هذا المزيج قد يعطي الوبر لونًا داكنًا أو رماديًا.

**ملاحظة:** عادةً ما تكون هذه الظاهرة أكثر وضوحًا لدى الرجال في منتصف العمر وذوي شعر الجسم الكثيف حول البطن.

 

 

 

**علاقة السرة بالالتهابات والعدوى**

على الرغم من أن الوبر نفسه ليس مشكلة صحية، إلا أن السرة تُعد بيئة مثالية لنمو الكائنات الدقيقة. تشير الدراسات إلى أن السرة يمكن أن تحتوي على عشرات الأنواع المختلفة من البكتيريا والفطريات.

### **1. سوء النظافة والالتهابات البكتيرية والفطرية**

تُعد السرة مكانًا **دافئًا، ورطبًا، ومظلمًا**، وهي البيئة التي تزدهر فيها البطانات البكتيرية والفطرية، وأبرزها فطر **المبيضة البيضاء (Candida albicans)**. إذا تم إهمال تنظيف السرة وتراكم فيها الأوساخ والوبر، يمكن أن يتسبب ذلك في:

* **العدوى الفطرية (Candidiasis):** تظهر على شكل طفح جلدي أحمر، وحكة، مع إفرازات بيضاء سميكة تشبه “الجبن”.

* **العدوى البكتيرية:** تنتج عن أنواع مختلفة من البكتيريا (مثل المكورات العنقودية) وتسبب الاحمرار، والتورم، والألم، وقد يصاحبها إفرازات صفراء أو بنية ذات رائحة كريهة.

 

 

**2. مرض السكري (Diabetes Mellitus)**

هناك علاقة وثيقة بين ارتفاع خطر الإصابة بالعدوى في منطقة السرة ومرض السكري، وذلك لعدة أسباب:

* **ارتفاع نسبة السكر في الدم:** تعمل مستويات السكر المرتفعة كغذاء ممتاز لنمو الفطريات والبكتيريا، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى الفطرية خاصةً (مثل المبيضات).

* **ضعف المناعة:** غالبًا ما يكون لدى مرضى السكري مناعة أقل فعالية، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابات والالتهابات الجلدية في المناطق الرطبة مثل السرة.

* **الإفرازات المشابهة للجبن:** قد تشير إفرازات السرة البيضاء ذات القوام “الجبني” إلى عدوى فطرية، والتي تكون أكثر شيوعًا وشراسة لدى مرضى السكري.

 

 

**3. الاضطرابات الهرمونية**

على الرغم من عدم وجود رابط مباشر ومحدد يربط الاضطرابات الهرمونية مباشرة بظاهرة *وبر السرة*، إلا أن التغيرات الهرمونية قد تؤثر بشكل غير مباشر على:

* **إنتاج الزهم والعرق:** يمكن أن تؤثر الهرمونات على إفراز الغدد الدهنية والعرقية، مما يزيد من الرطوبة واللزوجة داخل السرة، وبالتالي يزيد من سهولة تراكم الأوساخ والألياف.

* **نمو الشعر:** تؤثر الهرمونات الذكورية (الأندروجينات) على كثافة وطول شعر البطن، الذي يلعب كما ذكرنا دورًا في توجيه الوبر إلى السرة.

* **قابلية العدوى:** قد تزيد بعض التغيرات الهرمونية المؤقتة (مثل الحمل) أو الاضطرابات الهرمونية المزمنة من قابلية الجلد للإصابة بالعدوى الفطرية (كالأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب اضطراب هرموني).

 

 

**متى يجب الذهاب للطبيب؟ (مؤشرات الخطر)**

في معظم الحالات، تكون نظافة السرة المنتظمة كافية. ولكن يجب استشارة الطبيب في الحالات التي قد تدل على وجود عدوى أو مشكلة صحية كامنة تتجاوز مجرد وبر السرة، وتشمل هذه الأعراض:

| الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب | التفسير المحتمل |

| :— | :— |

| **إفرازات غير طبيعية** | إفرازات صفراء، خضراء، بنية، بيضاء سميكة، أو دموية. |

| **رائحة كريهة** | رائحة قوية ومستمرة لا تزول بالتنظيف. |

| **احمرار وتورم وألم** | علامات واضحة لالتهاب أو عدوى في منطقة السرة وما حولها. |

| **حكة شديدة أو حرقة** | خاصة إذا كانت مصحوبة بطفح جلدي أو تقشر (قد يشير إلى عدوى فطرية). |

| **وجود كتلة أو كيس** | ظهور كتلة مؤلمة أو غير مؤلمة داخل أو حول السرة، مثل الكيسة أو الفتق. |

| **حمى وقشعريرة** | هذه علامات على احتمال انتشار العدوى إلى أجزاء أخرى من الجسم وتتطلب عناية فورية. |

| **عدم استجابة الأعراض للنظافة** | إذا لم تتحسن الأعراض بعد عدة أيام من التنظيف الجيد. |

 

 

 

**الوقاية والعناية بالسرة**

لتجنب تراكم الوبر والعدوى، يُنصح بالآتي:

1. **التنظيف المنتظم:** غسل السرة بلطف بالماء الدافئ والصابون المعتدل باستخدام الإصبع أو قطعة قماش ناعمة أثناء الاستحمام.

2. **التجفيف الجيد:** تأكد من تجفيف السرة بالكامل بعد الاستحمام أو السباحة، حيث أن الرطوبة هي العدو الأول.

3. **الملابس:** ارتداء ملابس داخلية أو قمصان فضفاضة ومصنوعة من مواد تسمح بتهوية الجلد إذا كنت عرضة لتراكم الوبر.

4. **إزالة الشعر:** قد تساعد إزالة الشعر حول السرة في تقليل كمية الوبر المتراكم لدى الأفراد ذوي الشعر الكثيف.

**الخلاصة:** وبر السرة هو ظاهرة فيزيائية طبيعية وغير مؤذية في أغلب الأحيان. ولكن يجب الانتباه إلى النظافة الشخصية، خاصة في هذه المنطقة الدقيقة، واستشارة الطبيب في حال ظهور أي علامات للعدوى أو الالتهاب، لاسيما إذا كان الفرد يعاني من السكري أو خضع لجراحة سابقة في البطن.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
محمد فروج تقييم 5 من 5.
المقالات

8

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.