ماذا يحدث عندما يلامس الإنسان الأرض؟

منذ انفصل الإنسان عن التراب الذي خُلق منه وهو يبحث عن شيء يرد إليه اتزانه الداخلي فقد صنع لنفسه طبقات من الإسفلت والبلاستيك والجدران العالية حتى صارت قدماه لا تعرف طريقها إلى الأرض وصار قلبه لا يسمع النبض الخفي الذي يدور تحت خطواته ومع هذا الانفصال تراجع شيء عميق بداخله كأن الإنسان فقد الأم التي كانت تغذيه بنور لا يُرى.

.💥فوائد ملامسة قدميك الارض:

الأرض ليست حجراً خامداً بل كيان حي يحمل نبضاً كهربياً مغناطيسياً يشبه النَّفَس المتواصل وكل شيء فوقها يتأثر بهذا النّبض النبات يزدهر حين يلامسها ويذبل حين يُعزل عنها ف الجسد البشري ليس مختلفاً لأنه بدوره حقل من الذبذبات لا يهدأ وحين تمنحه الأرض جسدها يهدأ اضطرابه ويستعيد تناغمه وكأن التراب يعيد ترتيب الفوضى الداخلية ويعيد شحن الروح من جديد .

.

الإنسان حين يضع قدمه على الأرض يتغير شيء لا يمكن قياسه بالأجهزة تتفكك التراكمات الكهربائية التي سببت التوتر ويبدأ الجسد يستقبل إلكترونات تحمل طاقة شفاء وكأن الأرض تعيد إليه ما فقدته روحه من انسجام في وسط الضوضاء الحديثة و هذه البساطة التي يراها البعض سذاجة هي في حقيقتها عودة إلى قانون قديم قانون الارتباط بين الكائن وأصله بين الجسم ومصدره الأول .

.

ولأن الإنسان محاط اليوم بموجات لا تُرى إشارات وأجهزة وترددات فإن هذا الاتصال يصبح ضرورة لا رفاهية فكل ما يبثه الخارج يؤثر على الداخل وما لم يجد الإنسان سبيلاً للتفريغ والاتصال بالمصدر سيظل يعيش في حالة فقدان خفيف لا يعرف سببه ف الأرض هنا ليست علاجاً فقط بل حضناً يعيد للنفس هدوءاً غاب عنها طويلاً

وهنا تاتى أهمية السجود فى الصلاة والذى يحدث فيه هو افراغ وخروج الطاقة السلبية من أجسامنا فورا عندما تلامس جبهتك الأرض وحينها يشعر الإنسان بالراحة والسعادة ولا يعلم أن مصدرها الحقيقى هو صلاته وسجوده .

.

وأسهل الطرق للعودة هي أبسطها أن يلمس الإنسان التراب و أن يمشي حافياً أن يجلس على العشب أن يستنشق الهواء وهو يعلم أنه يتصل بكيان أكبر منه ف هذه اللحظات الصغيرة ليست عادة صحية بل هي صلاة خفية تربط القلب بالكون وتعيد للوعي جذوره فإذا أراد الإنسان اتصالاً أعمق يمكنه أن يتخيل جذوراً تمتد من جسده إلى قلب الأرض وكأنها تفتح باباً للطاقة المتدفقة منه وإليه.

.

ومع الوقت يتعلم أن الكلمات أيضاً جذور وأن النية أيضاً جذر وأن ما يقوله لنفسه يشكل حقلاً من الضوء حوله فإذا كرر لنفسه “أنا ثابت أنا آمن أنا متصل بالأرض” سيشعر بأن جسده يلين وروحه تهدأ وعقله يستقر لأن الكلمات حين تُقال بصدق تتحول إلى ذبذبات تتناغم مع نبض الأم الكبرى.

.

كل لقاء مع الأرض هو لقاء مع الذات وكل مرة نلمس التراب نعيد ترتيب شيء في داخلنا وكأن الأرض تمد يدها لتقول لنا أن العودة إليها هي عودة إلى الاتزان والهدوء وأنها تعرف احتياجاتنا حتى قبل أن نعرفها نحن وأنها لا تنتظر منا شيئاً سوى أن نتذكرها دائما.