كيف نغيير انفسنا ؟ الى اين ؟ ومتى يكون التغيير ؟
للتغيير لابد من الرجوع الى ذواتنا:
هل لدينا ثقة بأنفسنا؟
نعطي تقدير لذواتنا
لدينا قناعة بأفكارنا
هل نحاول الرجوع إلى أخطائنا؟
هل نرضى بالقضاء والقدر؟
هل نعطي أهمية للأمور أكثر مما تستحقه؟
يقول الكاتب إبراهيم الفقي لابد للإنسان أن يكون في تحرك وتطور مستمرين وأن يساعد نفسه على اتخاذ القرارات، ولا يقول لم يعد هناك وقت، أو يقول لقد كبرت على أن أحدث تغييراً بحياتي.
الصحة النفسية هي شمس تضيء أجسادنا وتنير مسيرة حياتنا وهي أمر عظيم نعيش به
في هذه الدنيا والذي لا يتوفر باي ظرف إلا بالتغيير الذي ينبع من عقولنا.
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ )سورة الرعد 11
وقال : سبحانه (مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ [النساء:79
الثقة بالنفس :
لا تعني الغرور، وإنما هي نوع من الاطمئنان تهدف إلى إمكانية تحقيق النجاح والحصول على ما يريده الإنسان من أهداف.
ويعرفها الدكتور أكرم رضا: 'هي إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته, أي الإيمان بذاته'.
المظهر علاقتنا بجسمنا تقديرنا لذواتنا
لأنه ليس هناك جميل ،ولا قبيح وإنما تفكير الإنسان
هو الذي يصور أحدهما للأخر قال تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )آل عمران:6
فالإيمان بالقضاء والقدر يسبب الهدوء النفسي والطمأنينة القلبية، فلم ولن يظهر ما يسمى
بالعقد النفسية أو الأمراض العصبية، لأن المسلم المؤمن بالقضاء والقدر نراه متفائلا
راضيا بما قسمه الله لا يعرف التشاؤم إلى قلبه سبيلا ولا يعرف اليأس إلى نفسه طريقا.
مصداقا لقوله تعالى: ((َعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )) البقرة216
يقول الدكتور إبراهيم الفقيء للتحدث مع الذات ثلاث مستويات رئيسية :
من بينها التقبل الإيجابي هذا المستوى من التحدث مع الذات هو اقوى المستويات بمراحل
كما انه يكون مصدرا للقوة. وعلامة على الثقة بالنفس والتقدير الشخصي السليم والامثلة
على التقبل الإيجابي انا استطيع ان احقق اهدافي ، انا انسان ممتاز .....
كل هذه الرسائل الإيجابية تدعم خطواتنا بالحماس والثقة تجاه اهدافنا الى ان نحققها.
أن تكون لدينا قناعة بأفكارنا إذا كنا على صواب وعدم التأثير بأفكار الاخرين.
قال: العالم الألماني جوته شر الاضرار التي يمكن ان تصيب الانسان هو ظنه السيء بنفسه. يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا يَحقِرَنَّ أحَدُكم نَفْسَه"
الرجوع إلى أخطائنا
ان الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره ونضخمه ولابد من معالجة الخطأ بحكمة.
المهم هو الاستفادة من الخطأ لتفاديه مرة أخرى يقال الماضي صانع المستقبل.
فمن لا يرتكب أخطاء لا يستطيع تحقيق الاكتشاف لان بالشيء يعرف نقيضه.
عدم إعطاء للأمور أهمية أكثر مما تستحقه
في هذه الحياة لا نعطي لأي شيء أهمية أكثر مما يستحق ،لان معرفة الشيء هل لنا فيه خير أم شر فذاك يعلمه الله يقول عز وجل: ( فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (19) سورة النساء
فكيفما كان الامر لا يجب ان نعطيه أهمية كبيرة لان ذلك يعرض للتعب النفسي.
دائما نلجأ للتفكير الايجابي وطرد الأفكار السلبية واستقبال الأفكار الإيجابية لان التركيز الدائم أمر صعب .
لكن كي تستفيد من أفكارك الإيجابية التي تنبعث من عقلك عليك التخلص من أفكارك السلبية وهذا ما يسمي بعملية التطهير العقلي.
قال الله تعالى: (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )سورة الطلاق الآية 3
ان الظروف كيفما كانت نوعيتها وكيفما كانت مكانتك الاجتماعية أو حالتك الجسمية تبقى نفسيتك غير مريحة لان الشيء الذي يريح بالك.
هو الإيمان أي التصديق بالأشياء فالقضاء مفروغ منه ’ والمقدور واقع والصحف طويت
وكل أمر مستقر فالتشاؤم والقلق والحيرة وعدم ارتياح البال وعدم الثقة بالنفس... لا
يقدم في الواقع شيئا ولا يؤخر ولا يزيد ولا ينقص بل يسبب مشاكل نفسية وصحية.
إن القرآن يعيد تشكيل العقل من جديد، ويصوب كل فكرة خاطئة لدى الانسان، ويبني فيه
اليقين الصحيح لكل الأفكار والمعتقدات.
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[التغابن: 11]
يقول عالم النفس الأمريكي وليم جيمس William James الإيمان من القوى التي لابد من توفرها لمعاونة المرء على العيش.
فبالإيمان يرتفع الإنسان فوق مخاوفه وهمومه أكثر فأكثر لان به يتحقق التوكل على الله
والتفويض إليه بعد الأخذ بالأسباب والاعتراف بأن ناصية الإنسان في يد الله يصرّفه كيف
يشاء، وأنه ماض فيه حكمه، عدل فيه قضاؤه.
صارح نفسك لان الصراحة هي صابون للقلوب.
تحقيق الصحة النفسية:
عود نفسك على أن تتعايش مع هذا الواقع فسوف لا يصفو لك في هذه الدنيا صاحب ولا يكتمل لك فيها أمر لان الصفوة والكمال والتمام ليس من شانها و لا من صفاتها.
قال تعالى "لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ" سورة البلد الاية4
عند حدوث فشل في شي أو تأزم نفسي حاول الخروج من هذه الحالة وإلغاء التفكير السلبي حتى لا تتعرض للصراع النفسي.
تجنب الشكوى الدائمة لأنها تحسسك بان هناك بالفعل مشكلة كبيرة.
تذكر أن كل إنسان يتعرض للمشاكل وليس أنت وحدك ذو المشاكل في الحياة.
*ممارسة الرياضة
* تقوية الجانب الروحي في الإنسان عن طريق الإيمان بالله وتقواه.
* أداء العبادات المختلفة لتعزيز الجانب الروحي والصفاء النفسي.
وقد ثبت علميا أن للصلاة تأثيرا مباشرا على الجهاز العصبي، إذ أنها تهدئ من ثورته
وتحافظ على اتزانه، كما تعتبر علاجا ناجعا للأرق الناتج عن الاضطراب العصبي.
يقول الدكتور " توماس هايسلوب " : " إن الصلاة أهم أداة عرفت حتى الآن لبث الطمأنينة في النفوس وبث الهدوء في الأعصاب "
كيف لا تؤثر تجارب الحياة على النفسية
إن ذات الإنسان تغيرها الظروف وذات الإنسان ناتجة عن طبعه وطبع الإنسان لا يتغير إلا بتغير النفس.
فمن الطبيعي أن نتغير وتختلف فينا أشياء كثيرة بمرور الأيام وكثرة المسؤوليات بحكم أننا
نكبر يومًا بعد يوم وتتعمق بعض المفاهيم لدينا، ونمر بتجارب ،فكلما كانت التجربة قاسية كلما تغيرت شخصيتك.
ولكن هـــــذا بالطبع يعتمد عليك وكيف تحول تلك التجارب القاسية إلى دروس تعلمك.
كل إنسان ونوعية تفكيره وآرائه ومعتقداته أفكارك قنديل أو ظلام لحياتك.
لتعزيز الثقة بالنفس، هناك بعض النقاط :
عدم جعل الأمور أسوأ مما هي عليه في تلويم النفس ،إذا حصل وتصرفت بطريقة أو
شعرت أنها لم تكن الطريقة المثلى في التعامل مع الموقف ، فكر في كيفية إصلاح الموقف بتعقل.
فكل إنسان يخطأ ولكن المهم هو الاستفادة من الخطأ لا تدخل في دوامة تلويم نفسك لأن
ذلك يجعل الأمور أسوأ ويؤثر سلبا على ثقتك بنفسك.
اجعل قلبك منفتحا لتتعرف على نوع الانتقاد.
تعلم كيف تحمي نفسك .
تعود على حل مشكلاتك.
انظر إلى الأمور بإيجابية
عبر عن آرائك.
المراجع والمصادر:
أعرف شخصيتك : أ.د. عادل صادق - جامعة عين شمس – القاهرة
مقالات: للدكتور إبراهيم الفقي
مصادر: من القران