
6 أعراض نفسية تصيب الطفل بعد مشاهدة الخلافات الزوجية
لا ننكر جميعاً أنه مهما ارتفعت درجات التفاهم والمحبة بين الزوجين، فمن الطبيعي أن نجد في كل بيت خلافات زوجية ومشاكل بين الزوجين، سواء لأمور خاصة بينهما أو أمور تتعلق بالبيت والنفقات وتربية الأبناء والعلاقات مع الأهل وغيرها الكثير من الأسباب التي نعتبرها ضمن النطاق الطبيعي للحياة الزوجية.
لكن ما هو غير طبيعي هو أن تُناقش هذه المشاكل أو الخلافات بين الزوجين أمام أبنائهما، ظنًا منهم أن الأبناء لا يفهمون شيئًا ولن يُسببوا لهم أي مشكلة، لأنهم ليسوا مُعدّين لهذه المشاكل. بل على العكس، تُسبب المشاكل والنقاشات الصاخبة أمام الأطفال ضررًا بالغًا، وتؤثر عليهم بشكل أو بآخر، حتى لو لم يكونوا السبب الرئيسي للمشكلة. فمجرد استماعهم لهذه النقاشات بصوت عالٍ، سيتأثرون بها.
لأن الأب والأم هما مصدر الأمان للطفل، فإنهما سيفقدان كل مصادر الأمان عند سماعهما هذه المشاجرات. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد إلى خارج المنزل، فلا يجد الطفل من يثق به لأنه فقد مصدر الثقة الرئيسي. لذا سنتحدث عن أهم الآثار التي يتعرض لها الطفل نتيجة شجار والديه أمامه، وهي كما يلي:
-1 عدم الشعور بالأمان العاطفي:
إن الصراعات المستمرة بين الوالدين أمام أبنائهم تُحدّ من شعور الطفل بالأمن والأمان والاستقرار العاطفي الذي اعتاد عليه نتيجة استقرار الأسرة. ويتولد هذا الشعور لدى الطفل عندما يشهد شجارًا بين والديه، إذ يعتقد أن ذلك الشجار سينتهي بانفصال الوالدين أو الطلاق أو تعريض أحدهما أو كليهما للأذى، مما يؤدي إلى حرمان الطفل عاطفيًا. كما أن كثرة المشاكل المنزلية وعدم الاستقرار يُفقد الطفل تدريجيًا حقه في أن يكون طفلًا ينعم بكل الأمان والحب ضمن أسرة خالية من المشاكل.
-1 تدهور العلاقات بين الوالدين والأبناء:

مع استمرار النقاشات والشجارات بين الوالدين أمام أبنائهم، يشعر الأبناء بأن علاقتهم بوالديهم تتدهور تدريجيًا، ولم تعد كما كانت، بل أصبحت مجرد علاقة مشحونة بالقلق والتوتر. ويتجلى ذلك بشكل خاص عندما يرتبك الطفل بين كونه من جهة أبيه أو من جهة أمه، أو عندما يحاول فض شجار غالبًا ما ينتهي بالصراخ والضرب والترهيب والتهديد. وهذا يفقد الطفل دفء الأسرة والأمان والرغبة في بناء علاقة جيدة مع والديه، لأنها لم تكن على ما يرام منذ بدء الشجار أمامه.
-3 الأضرار الصحية والنفسية للطفل:
كثيراً ما يظن الأهل أن المشاجرات إن لم تكن موجهة للطفل فلن تُسبب له أي أذى، بل على العكس تماماً، فعندما يسمع الطفل الصراخ، لا يكترث إن كان موجهاً إليه أم لا، بقدر ما يهمه إيقافه خوفاً منه. وكلما ازدادت المشاجرات بين الوالدين أمام الأبناء، ازدادت مشاعر الخوف والقلق لديهم، مما يؤدي إلى حالات نفسية واكتئاب وأمراض عصبية تعيق نمو الطفل بشكل سليم، وتؤثر على نموه الصحي الطبيعي.
-4 ضعف التحصيل الدراسي للطفل:
تتراجع تدريجيًا قدرة الطفل على التحصيل الدراسي والمعرفي بشكل عام، سواءً في المدرسة أو المنزل أو بين الأصدقاء، ويفقد رغبته في التطور. يعود ذلك إلى أن المناخ الذي نشأ فيه الطفل وتعرض له هو جو عائلي مليء بالشجارات والصراخ، مما يؤثر على استقراره النفسي، فينحصر تفكيره في المشاكل بين والديه، ويشعر بالخوف من استمرارها، مما يؤدي إلى انخفاض قدرته على التركيز، وتشتت انتباهه. وبالتالي يتم ضياع الكثير من المعلومات، مما يتحول تدريجيا إلى قصور أكاديمي علمي ومعرفي، مما يؤثر على الطفل في البداية.
-5 مشاكل اجتماعية بين الطفل والآخرين:
نتيجة تعرض الطفل للمشاكل اليومية بين والديه، تزداد رغبته في العدوانية. كما يحاول تفريغ غضبه من تصرفات والديه بالاعتداء على الآخرين، سواءً على إخوته في المنزل، أو على أصدقائه في المدرسة، أو مع عائلته. ولصعوبة التعامل معه بلطف، يشعر برغبة في السيطرة على غضبه من خلال المشاكل التي يسببها للآخرين، فلا يثق بأحد لأنه فقد الثقة من مصدرها الرئيسي.
-6 اضطرابات صحية وخاصة الوزن:
قد لا يكون هذا صحيحًا لدى البعض، لكن بعض الدراسات أظهرت أن أحد أسباب السمنة لدى الأطفال هو مشاكل الوالدين. يلجأ الطفل إلى تناول الطعام بمفرده، ويأكل أي شيء يراه أمامه، سواءً كان صحيًا أم لا، سواءً كان جائعًا أو لانشغال والديه بمشاكلهما وعدم وجود من يُعِدّ له الطعام. في الوقت نفسه، عندما يأكل الطفل بشراهة كل ما يراه أمامه، قد يحدث العكس تمامًا، فقد يفقد شهيته ويُصاب بأمراض جسدية.
لذلك، من المهم جدًا أن يحرص الأهل على إيجاد المكان المناسب لحل جميع المشاكل التي يتعرضون لها، بعيدًا عن أعين الأطفال الذين لا يدركون تمامًا مدى خطورتها. قد يحل الأهل هذه المشاكل بعيدًا عن أعين الأطفال، لكن الطفل وحده يتذكر الموقف الذي مر به عندما يكون شاهدًا على مشاكل والديه، مصدر ثقته ومحبته.