"هما البركة".. كيف نحافظ على الصحة النفسية لكبار السن ونكسب رضاهم بذكاء؟

"هما البركة".. كيف نحافظ على الصحة النفسية لكبار السن ونكسب رضاهم بذكاء؟

تقييم 5 من 5.
4 المراجعات

"هما البركة".. كيف نحافظ على الصحة النفسية لكبار السن ونكسب رضاهم بذكاء؟

image about

هل سبق وجلست مع جدك أو والدك المسن وبدأ يحكي لك نفس القصة للمرة الألف؟ أو ربما شعرت بالضيق لأن والدتك تصر على فعل شيء معين بطريقة قديمة وترفض نصيحتك الحديثة؟
دعنا نتفق أولاً، التعامل مع كبار السن ليس مجرد "واجب" نؤديه، بل هو فن وعلم، واختبار حقيقي لصبرنا وإنسانيتنا. حينما نرى الشيب يغزو رؤوسهم، ننسى أحياناً أن أرواحهم لا تزال تشعر، وتحب، وتتألم، وربما تخاف أكثر منا. الحديث عن الصحة النفسية لكبار السن هو حديث عن رد الجميل، وعن محاولة فهم عالمهم الذي بدأ ينكمش شيئاً فشيئا.

1. هم لا يعاندونك.. هم يدافعون عن وجودهم
أول ما يشتكي منه الأبناء هو "العناد". لماذا يرفض والدي تناول الدواء؟ لماذا تصر والدتي على الطبخ وهي مريضة؟
الحقيقة النفسية هنا بسيطة ومؤلمة: التقدم في العمر يعني فقدان السيطرة. فقدان الصحة، فقدان العمل، فقدان الأصدقاء، وأحياناً فقدان الذاكرة. عندما يعاند المسن، هو يحاول أن يقول لك: "أنا ما زلت هنا، ما زلت صاحب قرار".
الحل السحري: لا تصادر قراراتهم. بدلاً من الأمر المباشر "اشرب الدواء الآن"، جرب أسلوب الخيار: "يا أبي، هل تفضل تناول الدواء مع العصير أم مع الماء؟". هذا يعطيه وهم السيطرة ويحفظ كرامته.

2. الوحدة.. القاتل الصامت

هل تعلم أن العزلة الاجتماعية أخطر على صحة المسن من التدخين؟ رعاية المسنين نفسياً تبدأ بكسر حاجز الصمت. قد يكون المسن جالساً وسط العائلة، لكن الجميع مشغولون بهواتفهم، وهنا يشعر هو بأنه "غريب" أو "عبء".
خصص وقتاً يومياً -ولو 20 دقيقة- للاستماع فقط. اسألهم عن ماضيهم، عن ذكرياتهم في الشباب. هم يعشقون استرجاع الزمن الجميل، وهذا يعزز ذاكرتهم ويرفع هرمونات السعادة لديهم ويشعرهم بقيمتهم

3. الاكتئاب ليس “سنة الحياة”
من الأخطاء الشائعة أن نرى المسن حزيناً أو فاقداً للشهية ونقول "هذا طبيعي بحكم السن". لا، هذا ليس طبيعياً. اكتئاب الشيخوخة مرض حقيقي قد يؤدي لتدهور صحي سريع.
إذا لاحظت تغيراً في النوم، رفضاً تاماً للكلام، أو عصبية مفرطة غير معتادة، فهذه استغاثة صامتة. هنا يجب التدخل بالحنان الزائد، الخروج للتنزه، أو حتى استشارة مختص إذا لزم الأمر. لا تتركهم فريسة للأفكار السوداء.

4. اجعلهم يشعرون بـ "الفائدة"

أكثر ما يدمر نفسية أي إنسان هو الشعور بأنه "بلا فائدة". حاول دائماً أن تطلب مشورتهم في أمور حياتك، حتى لو كنت تعرف الحل. اطلب من والدتك الدعاء لك أمامها، اطلب من والدك رأيه في موضوع عام.
عندما يشعر المسن أن له دوراً، وأن خبرته مطلوبة، تنتعش روحه المعنوية بشكل لا يصدق

5. الصبر ثم الصبر.. (مفتاح الجنة)
أعرف أن الأمر قد يكون مرهقاً للأعصاب، خاصة مع حالات النسيان أو الطلبات المتكررة. لكن تذكر، هم كانوا يصبرون عليك وأنت طفل لا تفقه شيئاً، يبدلون ملابسك ويتحملون صراخك بحب. الآن دارت الدائرة.
حاول أن تأخذ نفساً عميقاً عند الغضب، وتذكر أن هذه اللحظات لن تدوم للأبد، وسيأتي يوم تتمنى فيه سماع صوتهم ولو كان يعاتبك
 

كلمة أخيرة


التعامل مع كبار السن هو أعظم استثمار في دنيتك وآخرتك. هم لا يحتاجون أموالاً ولا هدايا باهظة، هم يحتاجون نظرة حب، لمسة حانية، وأذناً تسمع حكاياتهم المكررة بشغف كأنك تسمعها لأول مرة. كن لهم العكاز النفسي الذي يستندون عليه قبل الرحيل
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Dalia Shouman تقييم 5 من 5.
المقالات

2

متابعهم

5

متابعهم

0

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.