تواجه المرأة العديد من التحديات أثناء الحمل، سواء تغيرات جسدية أو تحديات عاطفية، وقد تستمر هذه التغيرات لبعض الوقت أو في بعض الأحيان إلى الأبد، وذلك حسب مدى قدرة المرأة على التكيف مع هذه التغيرات وقدرتها على المقاومة.
وترى بعض النساء أن هذه التغيرات بمثابة تضحيات طبيعية في سبيل الأمومة، ومن بينها تغير شكل الجسم، حيث يرين استحالة استعادة شكله الطبيعي مرة أخرى.
ولكن في الحقيقة الأمر ليس مستحيلاً، إذ تستطيع المرأة استعادة قوامها الرشيق وخسارة الوزن الذي زاد نتيجة الحمل، من خلال اتباع بعض الخطوات.
إليك أبرز الأمور التي تساعدك على التخلص من الوزن الزائد نتيجة الحمل:
١- "تأكل لشخصين". أكبر خطأ!
هناك اعتقاد خاطئ بأن الحمل يعني أنه يُسمح للمرأة بتناول جميع الأطعمة بقدر ما تريد، واعتماد عبارة شائعة خاطئة تمامًا "لا تأكلي وحدك؛ أنت الآن في الثانية"، وهذا الاعتقاد هو السبب في اكتساب بعض النساء وزنًا لا يقل عن 6 كيلوغرامات أثناء الحمل.
وعلى عكس الجملة الشهيرة، أظهرت الدراسات أن الأمهات اللاتي يتناولن كميات كبيرة من الطعام أثناء الحمل يزيدن من خطر انخفاض معدل الذكاء واضطرابات الأكل والذهان لدى أطفالهن.
لذلك من المهم الحذر عند تناول الطعام أثناء الحمل، وعدم الاستسلام لرغباتك، وتجنب تناول الأطعمة الدسمة والحلويات، واستبدالها ببدائل صحية مثل الفواكه والخضروات.
2- الأطعمة الممنوعة والصحية
لا تظن أن خسارة الوزن الزائد ستكون باتباع حمية قاسية، بل الأفضل اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية، من بروتينات وألياف وفيتامينات، وتناولها في أوقات مناسبة.
يمكن لبعض الوجبات الخفيفة الصحية أن تجعل وجبتك أساسية، مثل الحليب قليل الدسم والزبادي، والتي تساعدك أيضًا على إنقاص الوزن، حيث أظهرت الدراسات أن الحليب يمكن أن يساعد في تقليل الوزن عن طريق منع الهرمونات التي تسمح للجسم بتخزين الدهون.
كما أن الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف، مثل التين والزبيب، تساعد على ملء المعدة وتساهم في تسهيل عملية الهضم، لذا حاولي إدراجها في قائمة وجباتك.
3. لجسمك الحق في فترة نقاهة
مرّ الحمل بسلام، ووجدتِ أنكِ اكتسبتِ وزنًا زائدًا بسبب شهيتكِ المفتوحة، فما الحل؟ إذًا؟ هل تتبعين حمية غذائية صارمة للتخلص من الدهون الزائدة؟ أم تمارسين تمارين رياضية شاقة؟
الجواب هو لا، قد تكون هذه الخطوة خطيرة، فجسمك لا يزال في مرحلة الشفاء ويحتاج إلى المزيد من الوقت للتعافي واستعادة نشاطه الطبيعي، وقد تصل هذه الفترة إلى حوالي 12 أسبوعًا أو أكثر، ومن المهم جدًا تجنب تقليل السعرات الحرارية الطبيعية أو ممارسة التمارين الشاقة حتى التعافي التام من عملية الولادة.
بالإضافة إلى ذلك، حاولي الإقلاع عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس، وعليك أن تدركي أنك في فترة حرجة؛ فأنت تحتاجين إلى الطاقة بقدر ما يحتاجها طفلك، لذا فإن التوازن هو الحل الأمثل.
4- ماذا عن التمارين الرياضية؟
إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم بعد الولادة تساعدك على العودة إلى وزنك قبل الحمل بشكل أسرع، وعادة ما تكون التمارين الرياضية بعد الولادة بسيطة مثل المشي، والتمارين الرياضية المائية، واليوغا، والركض، وركوب الدراجات.
وهذا سيساعد أيضًا في التخلص من بعض العواقب الأخرى للولادة، مثل المساهمة في تخفيف آلام الظهر، وتشنجات الساق، والإمساك، وتحسين النوم، وتحسين المزاج السيئ، والعواقب السلبية الناتجة عن ذلك، مثل اكتئاب ما بعد الولادة، ومساعدتك على مواجهة تحديات المرحلة الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تُسهّل ممارسة الرياضة أثناء الحمل خسارة الوزن. كما يُمكن للأمهات الجدد الاستعانة بمجموعة من التمارين الرياضية، مما يُشجعهن على المواظبة على ممارستها.
ولكن قبل ممارستها لا بد من التأكد من أن الجسم جاهز لممارسة الرياضة، وأنها لن تسبب تفاقم النزيف، ويمكن ذلك من خلال ممارسة رياضة المشي أو أي رياضة بسيطة لفترة قصيرة تزداد تدريجيا إذا استجاب الجسم لها دون آثار سلبية.

5- الرضاعة الطبيعية تساعد على إنقاص الوزن
هل تعلم أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تكون إحدى الطرق التي تساعدك على خسارة الوزن الزائد الذي اكتسبته أثناء الحمل، حيث أنها تساعدك على خسارة 300/500 سعرة حرارية في اليوم، بالإضافة إلى كونها أكثر صحة لأطفالك؟
عليك أن تأخذي بعين الاعتبار أن المرضعة تحتاج إلى تناول أطعمة تحتوي على سعرات حرارية زائدة لتعويض ما يفقد منها، ولكن هذا لا يعني تناول كل ما تريدينه وترغبين فيه، بل يجب الاعتدال في النظام الغذائي المناسب.
انتبهي إلى أن التوقف عن الرضاعة الطبيعية والبدء في إعطاء طفلك المكملات الغذائية سيؤدي إلى انخفاض احتياجاته من السعرات الحرارية وانخفاض فقدانه لها، وفي هذه الحالة ستحتاجين إلى إعادة ضبط نظامك الغذائي.
6- النوم الكافي يقلل الوزن
ليس سراً أن مواعيد النوم الغريبة للأطفال ترجع إلى عدم قدرتهم على التمييز بين الليل والنهار، مما يعني أنهم قد يبقون مستيقظين طوال الوقت، وليس لديهم وقت للراحة، مما يؤدي إلى انقطاع فترات النوم.
وهذا بالتأكيد يضر بعملية التمثيل الغذائي في الجسم، مما يجعل فقدان الوزن أكثر صعوبة، لذلك من المهم جدًا أن تستعين الأم بشخص ما لمساعدتها في رعاية طفلها للحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم.
7- لن يعود جسمك إلى حالته الطبيعية بين عشية وضحاها
سيكون من الصعب عليك إرجاع جسمك إلى شكله الطبيعي وفقدان الوزن الزائد، خاصة إذا كنت تتناولين الطعام بكثرة أثناء الحمل، ويزيد حجم جسمك بشكل كبير.
بشكل عام، ليس عليك التسرع في محاولة إنقاص وزنك بعد الولادة، لأنك لم تكتسبي وزناً في يوم وليلة لتخسريه بهذه السرعة.
وأيضاً، إذا تمكنت من خسارة الوزن الذي اكتسبته أثناء الحمل، فإن مشكلة البطن لديك ستبقى لفترة أطول، لذلك عليك تقبلها وفهمها، والاستمرار في اتباع نظام غذائي صحي، مع الحفاظ على ممارسة التمارين الخفيفة غير المرهقة، لضمان استمرارها.
من المهم جدًا أن نضع في الاعتبار أن استعادة الجسم تختلف من امرأة إلى أخرى لأسباب عديدة تتعلق بالهرمونات وبنية الجسم، لذلك من المفيد إعطاء جسمك الوقت والجهد الكافيين للعودة إلى طبيعته.