الثلث الاخير من فترة الحمل.
الثلث الأخير من الحمل: مرحلة الاستعداد للولادة واكتمال النمو
يُعد الثلث الأخير من الحمل المرحلة الختامية في رحلة الحمل، ويمتد من الأسبوع الثامن والعشرين وحتى الولادة في الأسبوع الأربعين تقريبًا. في هذه الفترة تبلغ التغيرات الجسدية والنفسية ذروتها، ويكتمل نمو الجنين استعدادًا للخروج إلى الحياة. كما تمثل هذه المرحلة تحديًا خاصًا للأم، إذ تتزايد الأعراض الجسدية ويزداد القلق والترقب بشأن الولادة.
أولًا: مدة الثلث الأخير وأهميته
يبدأ الثلث الأخير من الحمل في الأسبوع 28 ويستمر حتى الأسبوع 40، وقد تمتد بعض حالات الحمل إلى الأسبوع 41 أو 42. تكمن أهمية هذه المرحلة في أنها تشهد:
اكتمال نمو أعضاء الجنين الحيوية.
زيادة الوزن السريعة للجنين.
استعداد جسم الأم للولادة الطبيعية أو القيصرية.
تهيئة الحالة النفسية والعاطفية للأم لاستقبال المولود.
ثانيًا: تطور الجنين في الثلث الأخير
يشهد الجنين خلال هذه المرحلة تطورات كبيرة ومتسارعة، من أبرزها:
1. النمو الجسدي
يزداد وزن الجنين بشكل ملحوظ، حيث يكتسب ما يقرب من نصف وزنه النهائي خلال الثلث الأخير. يصل طوله في نهاية الحمل إلى حوالي 50 سم، بينما يتراوح وزنه بين 3 إلى 4 كيلوجرامات.
2. اكتمال نمو الأعضاء
الرئتان: تستمران في النضج حتى الأسابيع الأخيرة، وهو أمر بالغ الأهمية للتنفس بعد الولادة.
الدماغ: يشهد نموًا سريعًا، وتزداد التشعبات العصبية.
الجهاز المناعي: يبدأ في تلقي الأجسام المضادة من الأم عبر المشيمة.
الجهاز الهضمي: يكتمل استعداده لهضم اللبن بعد الولادة.
3. حركة الجنين
تصبح حركة الجنين أقوى وأوضح، لكنها قد تقل قليلًا قرب موعد الولادة بسبب ضيق المساحة داخل الرحم، دون أن يعني ذلك خطرًا طالما الحركة منتظمة.
ثالثًا: التغيرات الجسدية لدى الأم
تعاني المرأة الحامل في الثلث الأخير من تغيرات جسدية متعددة نتيجة كبر حجم الجنين والتغيرات الهرمونية، ومنها:
1. زيادة الوزن
تزداد كتلة الجسم بشكل ملحوظ، مما قد يسبب شعورًا بالتعب وثقل الحركة.
2. آلام الظهر والحوض
يحدث ذلك بسبب ضغط الجنين وتغير مركز ثقل الجسم، بالإضافة إلى ارتخاء الأربطة استعدادًا للولادة.
3. صعوبة النوم
تنتج عن كبر حجم البطن، وكثرة التبول ليلًا، والحموضة، وتقلصات الساق.
4. ضيق التنفس
ينتج عن ضغط الرحم على الحجاب الحاجز، ويخف هذا العرض عند نزول رأس الجنين إلى الحوض قرب الولادة.
5. تورم القدمين واليدين
يعد أمرًا شائعًا بسبب احتباس السوائل، لكنه يستدعي استشارة الطبيب إذا كان شديدًا أو مفاجئًا.

رابعًا: التغيرات النفسية والعاطفية
تمر المرأة الحامل خلال الثلث الأخير بحالة نفسية متقلبة، حيث تختلط مشاعر الفرح بالقلق والخوف، ومن أبرز هذه المشاعر:
- القلق من آلام الولادة.
- الخوف من المضاعفات الصحية.
- الترقب والشوق لرؤية المولود.
- تقلب المزاج وسرعة الانفعال
الدعم النفسي من الأسرة والزوج يلعب دورًا أساسيًا في تخفيف هذه الضغوط.
خامسًا: التغذية في الثلث الأخير من الحمل
تلعب التغذية السليمة دورًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة، إذ يحتاج الجنين إلى عناصر غذائية كافية لاستكمال نموه، ومن أهم النصائح الغذائية:
الإكثار من البروتينات لبناء الأنسجة.
تناول الحديد للوقاية من فقر الدم.
الحرص على الكالسيوم وفيتامين D لتقوية عظام الجنين.
شرب كميات كافية من الماء.
تجنب الأطعمة الدسمة والمالحة لتقليل الحموضة والتورم.
سادسًا: المتابعة الطبية والفحوصات
تزداد أهمية المتابعة الطبية في الثلث الأخير، حيث تشمل:
قياس ضغط الدم بانتظام.
متابعة نمو الجنين ووضعيته.
فحص نسبة السكر في الدم.
مراقبة السائل الأمنيوسي والمشيمة.
الاستعداد لخطة الولادة المناسبة.

سابعًا: الاستعداد للولادة
يُعد الثلث الأخير مرحلة التحضير الفعلي للولادة، ويشمل ذلك:
التعرف على علامات المخاض.
تجهيز حقيبة المستشفى.
اختيار طريقة الولادة بالتشاور مع الطبيب.
ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء.
التهيئة النفسية لتجربة الولادة.
ثامنًا: علامات قرب الولادة
مع اقتراب موعد الولادة تظهر بعض العلامات، مثل:
نزول الجنين إلى الحوض.
زيادة الإفرازات المهبلية.
تقلصات منتظمة تزداد شدة وانتظامًا.
نزول السدادة المخاطية.
الشعور بآلام أسفل الظهر والبطن.
خاتمة
يمثل الثلث الأخير من الحمل مرحلة حاسمة ومليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، حيث يكتمل نمو الجنين وتستعد الأم لاستقبال مولودها. ورغم ما يصاحب هذه المرحلة من تعب وقلق، فإنها تُعد تتويجًا لتجربة الحمل بأكملها. ومع المتابعة الطبية الجيدة، والتغذية السليمة، والدعم النفسي، يمكن للأم أن تمر بهذه الفترة بأمان واطمئنان، منتظرة لحظة الولادة التي تُعد بداية حياة جديدة لها ولطفلها.