و هم كابجراس: متلازمات الهوية الوهمية.

و هم كابجراس: متلازمات الهوية الوهمية.

0 المراجعات

من الأمراض و الاضطرابات النفسية التي يتجاوز  تأثيرها الشخص المصاب  إلى المحيطين به بشكل كبير ، ما يسمي بـ : وهم كابجراس.

يعرف الأطباء هذا المرض بأنه حالة يتوهم 

فيها المريض أن أحد الأشخاص المقربين،

 كالزوج أو الزوجة، تم استبداله بآخر يشبهه.

 يمكن أن يصل الأمر لدى بعض الحالات إلى 

شك المريض أن حيوانه الأليف تم استبداله، و ربما يتسبب هذا المرض في محاولة المصاب
الهروب من أسرته، أو يحاول الدفاع عن نفسه  بأن يقتل أسرته.


 نتناول في هذا الموضوع مرض وهم

كابجراس بكل جوانبه، مع بيان العوامل و المسببات التي تقود إلى هذه الحالة الغريبة.

و كذلك الأعراض التي تصدر عن المصاب  و تميزها عن غيرها من العلامات الأخرى، و كذلك نقدم طرق الوقاية التي ينصح  بها  الباحثون، وأيضاً طرق العلاج المتبعة و الحديثة، والدراسات التي تناولت هذه المشكلة.


 

ترجع تسمية هذا المرض إلى جوزيف كابجراس عالم النفس الفرنسي، و كان أول من  وصف هذا الاضطراب بالاشتراك مع  أحد زملائه في عام ١٩٢٣، وتم تحديد متلازمة  كابجراس ضمن ٤ متلازمات تحمل مسمى  متلازمات الهوية الوهمية، و ذلك في عام ١٩٩١.
و يطلق على هذا الاضطراب  وهم كابجراس أو وهم كابغرا أو  متلازمة كابجراس، وهو نوع من  المعتقدات الوهمية؛ حيث إن المريض  لا يتعرف إلى الأشخاص أو الأماكن أو الأجسام، و ربما كانت الإصابة حادة أو مؤقتة أو مزمنة.

ويهاجم هذا الاضطراب النساء أكثر من الرجال، فيصيب ٣ نساء مقابل ٢ من الرجال، و ترجع الإصابة به إلى وجود إصابة سابقة 

بالفصام أو الجنون. و يزداد خطر الإصابة  لدى كبار السن الذين يعانون أمراضاً عصبية، وكذلك هؤلاء الذين يعانون نوبات الصداع  النصفي، و من الممكن أن يكون لأسباب  مؤقتة و منها إدمان المخدرات.

توضح دراسة ألمانية حديثة أن أبرز أعراض متلازمة كابجراس هو رفض أو تجنب المصاب لأحد أفراد أسرته أو عائلته، وفي العادة فإن هذا الشخص يكون على علاقة عاطفية به.
ويتوهم المريض أن شخصاً مقرباً منه بشدة تم استبداله بآخر يشبهه بصورة تامة، وعلى سبيل المثال تتوهم زوجة أن شريك عمرها الذي تزوجته منذ أكثر من 50 سنة تم استبداله بآخر يشبهه، وهو يريد أن يلحق بها الأذى، ولذلك فهي ترفض البقاء معه في نفس الغرفة.
ويصنف أخصائيو الطب النفسي هذا الاضطراب بأنه فقد للهوية العاطفية، وبمعنى آخر فإن المصاب يتعرف إلى وجه من أمامه، ولكنه ينسى ما كان يربطه عاطفياً بهذا الشخص في وقت من الأوقات، ولذلك فإنه يعتبره شخصاً غريباً عنه.
وتتشابه أعراض وهم كابجراس مع الأعراض الانفصامية الأخرى، والتي تكون ذات علاقة بمجموعة من الظروف المتباينة.
وتتضمن الأفكار المتعلقة بجنون العظمة، وبعض المشاكل الخطيرة في الأسرة أو مع الشريك، بالرغم من الحفاظ على علاقات طبيعية مع الآخرين

أمراض نفسية

يمكن أن ترجع الإصابة بوهم كابجراس إلى عدد من الأسباب، ومنها وجود أحد الأمراض النفسية، فتؤدي الإصابة بالفصام إلى ظهور أمراض أخرى، والتي تتضمن متلازمة كابجراس، وبصفة عامة فإن الفصام أحد الأمراض النفسية الخطرة.
ويعاني هذا الاضطراب هؤلاء الذين يصابون بالجنون أو أحد الأمراض العصبية، كما أن التقدم في السن يمكن أن يكون أحد الأسباب.

وتشير الأبحاث والدراسات إلى أن كبار السن يعدون أكثر عرضة للإصابة بوهم كابجراس، وذلك بسبب كثرة تعرضهم للمشاكل العصبية، والتي تشمل الزهايمر والخرف والفصام والصرع، وتؤثر هذه الأمراض في قدرات الذاكرة بصورة واضحة، وربما أدت إلى تغيير الإحساس بالواقع.

الصداع النصفي

يعتبر المصابون بنوبات الصداع النصفي، عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بشكل كبير، كما أن مدمني المخدرات عرضة لهذه الحالة.
ويمكن أن يكون سبب الإصابة تعرض المريض لصدمة شديدة في شخص يحبه، وذلك إذا تغيرت معاملته له، وعندها يبدأ المريض في الاقتناع أن هذا الشخص ليس من يحبه، وأنه تم استبداله بآخر يشبهه.
و تتسبب في حالات قليلة للغاية إصابات المخ التي تؤدي إلى آفات دماغية، إلى ظهور هذا الاضطراب، وفي الأغلب فإن هذا يحدث عند إصابة الجزء الخلفي من نصف الدماغ الأيمن، وهو المكان الذي تتم فيه عمليات تعرف المخ إلى الوجه.
ويعزو بعض الباحثين متلازمة كابجراس إلى أن هناك مشاكل في المخ، ومنها الاضطراب الدماغي أو الضمور، وفي نظرية أخرى فإن الاضطراب يرجع إلى مزيج من التضرر المعرفي والجسدي، أو مشكلة متعلقة بخطأ في الإدراك، والذي غالباً ما يكون متزامناً مع ذاكرة مفقودة أو أصيبت ببعض التلف الجزئي أو الكلي.

اختبارات عصبية

يجب عند تشخيص الإصابة بمرض متلازمة كابجراس التأكد من وجود أحد الأمراض التي تتسبب بالإصابة بهذا الاضطراب، ولذلك فإن الطبيب المعالج خلال المقابلة المبدئية مع المصاب يتعرف إلى التاريخ المرضي له، ويفهم الخلفية النفسية له ولأقاربه والمحيطين به.
كما يجري الطبيب اختبارات عصبية يقوم فيها بقياس التدهور المعرفي للمريض، وهذا الاختبار يستخدم كثيراً للكشف عن الإصابة بالخرف، ويقرر إجراء اختبار التعرف إلى الوجه، وذلك بهدف تقييم ذاكرة الوجوه.
ويمكن أن يلاحظ الطبيب كثيراً من السمات الشخصية للمريض من خلال عملية الرسم، ويسمى هذا الاختبار بإسقاط شخصية، وفيه يرسم منزلاً وشجرة وشخصاً، كما أنه يجري اختباراً لمعدل ذكاء المصاب.

وتتضمن الاختبارات التي يجريها الطبيب ما يعرف بتقييم مونتريال، وهو أداة تقيم درجة انتباه المريض، ومدى تركيزه، وكذلك الوظائف التنفيذية والذاكرة واللغة، وقدرات الحساب والتوجيه. ويتم إجراء بعض الفحوص الإضافية لبعض المصابين، ومن ذلك أشعة الرنين المغناطيسي على الدماغ، وكذلك رسم كهربي على المخ، وذلك من أجل الوصول إلى التشخيص الصحيح، وتجنب الأمراض المتشابهة.

تقليل الأعراض

يعتبر العلاج الفردي هو الأنسب للمصابين بوهم كابجراس، وذلك لأن المصاب يحتاج إلى العناية والتحقق من صحتهم بصورة مستمرة.
ويعتمد الطبيب على عدد من العلاجات البديلة، التي ربما أسهمت في التقليل من حدة الأعراض التي يعانيها المصاب، وذلك لأنه لا يتوفر حتى الآن علاج محدد لهذا الاضطراب.

وتشمل هذه العلاجات المسكنات كعلاج أساسي، والهدف منها السيطرة على الأعراض بصورة أساسية، ويمكن كذلك أن تسهم العقاقير النفسية في السيطرة على الأعراض.
وتساعد كذلك مضادات الاختلاج في الرعاية الداعمة، ومضادات الذهان، التي تقلل من أعراض الهذيان المرتبطة بهذا الاضطراب، ومثلها كذلك مانعات القلق.
ويمكن أن تفيد هذه العقاقير في علاج الحالات التي تسببت في الإصابة بوهم كابجراس، وعلى سبيل المثال إذا كان السبب المعاناة الشيزوفرينيا، فإن هذه العقاقير ربما حسنت حالة المصاب. ويساعد العلاج النفسي هؤلاء الذين يعانون إعادة الإعمار المعرفية، كما أن العلاج بمواجهة الواقع يكون مفيداً لبعض الحالات.
ويقوم فيه الطبيب بتذكير المريض بشكل متكرر بالوقت والمكان، كما أنه يذكره بأحداث الحياة الأساسية، وأي تغيرات أو تحركات كبرى طرأت عليه.

عناية خاصة
 

أظهرت دراسة أمريكية حديثة أن معظم المصابين بوهم كابجراس يكونون مصابين بالتبعية بأمراض عصبية. وبحسب الدراسة التي استهدفت نحو 74 مصاباً بهذه الحالة، تبين أن 80 % كانوا يعانون من أحد الأمراض العصبية، وفي الأغلب كان داء جسم ليوي.
وكشفت الدراسة أن معظم المبحوثين عانوا هلاوس بصرية، في حين أن نحو 13% مصابون بالزهايمر، ولم يعانِ المصابون الأقل سناً أحد الأمراض العصبية، في حين أنه يمكن أن يعاني أحد الأمراض النفسية، أو أنه مدمن على المخدرات.

ويرى الباحثون أن مريض وهم كابجراس يحتاج إلى عناية خاصة، تبدأ بخلق بيئة مريحة تكسب المصاب الشعور بالأمان، مع إظهار العاطفة له من المحيطين به.
وينصح بمجموعة من الإجراءات التي تساعد في التعامل مع المصاب، فيجب تجنب الجدال معه أو محاولة تصحيح معلوماته.
و ينبغي توفير جانب الأمان بكل الصور المتاحة، مع محاولة التعرف إلى ما يشعر به، وفي بعض الحالات، فإن إبعاد الشخص المستبدل يكون مفيداً.
ويمكن الاعتماد على الصوت، ولذا فإنه من المفضل أن يسمع المريض صوت الشخص المستبدل قبل رؤيته، وذلك كأن يلقي التحية بصوت مرتفع قبل رؤيته.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة