ما هي النرجسية
ما هي النرجسية؟
يمكن تعريف النرجسية على أنها أحد اضطرابات الشخصية التي يتبع فيها الشخص نمط حياة أناني يضع فيها احتياجات الذات فوق احتياجات الآخرين ويتوق إلى اهتمام وإعجاب الآخرين به. [1]
تعود تسمية النرجسية بهذا الاسم استناداً للأسطورة اليونانية نرسيسوس أو نرجس (Narcissus) الذي وقع في حب انعكاس صورته وتم اعتباره نوعاً من أنواع اضطرابات الشخصية وأطلق عليه اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder). [2]
يتسم الشخص النرجسي بسلوكياته المتمحورة حول التفكير بالذات، والغطرسة، وعدم التعاطف مع الآخرين، والحاجة إلى الحصول على الإعجاب والاهتمام بصفة مستمرة، ومن خصائص النرجسية حب الذات، والتكبر، والأنانية، والتلاعب، وكذلك التركيز على المظاهر الخارجية ، والجمال، والتألق، مع العيش في أوهام النجاح، والقناعة بأنهم يستحقون معاملة خاصة، ولا يتقبلون النقد أو الهزيمة. [3]
أنواع النرجسية
تتضمن أنواع الشخصية النرجسية عند المرأة والرجل ما يلي: [4]
النرجسية العلنية أو الصريحة: يركز الشخص النرجسي في هذا النوع على المكانة، والثروة، والقوة، ويعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد.
النرجسية الخفية: هي أقل وضوحاً من العلنية، وفيها يشعر الشخص بأهمية ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد.
النرجسية المعادية: يولي هؤلاء الأشخاص اهتمامهم للظهور في القمة دائماً، وقد يستغلون الأشخاص للوصول إلى أهدافهم، بل عادة ما يقللون من شأن الآخرين.
النرجسية الطائفية: يتسم النرجسي في هذا النوع بسمات التضحية من أجل الآخرين، ولكن بدافع الظهور ونيل الإعجاب فقط، وليس لمساعدة الآخرين، فقد يتصدر هؤلاء الأشخاص القضايا الاجتماعية كقادة حركة أو فكرة ما، ويرون أنفسهم أناساً متعاطفين ويهمهم أمر الآخرين.
النرجسية الخبيثة: هي أكثر الأنواع خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
اسباب النرجسية
لم يعرف السبب الدقيق وراء حدوث اضطراب الشخصية النرجسية، ولكن يعتقد أن الإصابة بهذا الاضطراب يرجع إلى تأثير واحد أو أكثر من العوامل الآتية: [5]
تأثير البيئة وثقافة المجتمع.
العوامل الاجتماعية، مثل طريقة معاملة الشخص في الصغر وعلاقته بوالديه.
العوامل الوراثية.
تتضمن العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب ما يلي: [5]
التعرض لصدمة نفسية.
إهمال الطفل أو التخلي عنه.
التعرض لسوء المعاملة أو الاعتداء.
نقد الطفل بطريقة مبالغ فيها من أحد أفراد أسرته.
تدليل الطفل والمبالغة في الثناء عليه.
وجود تاريخ عائلي من الإصابة بهذا الاضطراب.
اعراض النرجسية
يعد هذا الاضطراب أكثر انتشاراً في الذكور عن الإناث، وعادة ما تظهر هذه الخصائص في بداية مرحلة الشباب وتستمر خلال مراحل حياتهم في المجالات المختلفة، مثل العمل، والحب، والعلاقات الأسرية. [1] [3]
قد تتفاوت أعراض النرجسية والغرور في شدتها من شخص لآخر، ولكن يعاني الشخص النرجسي من 5 أعراض على الأقل من الأعراض التالية، وفقاً لما ورد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس. [5]
تشمل أعراض اضطراب الشخصية النرجسية ما يلي: [6]
المبالغة بأهمية الذات والشعور بالعظمة.
الانشغال بأوهام النجاح، أو القوة، أو الجمال، أو الذكاء، أو الرومانسية المثالية.
الاعتقاد بالتميز والتفرد عن الآخرين.
الحاجة إلى الحصول على الاهتمام المستمر والإعجاب.
الاقتناع باستحقاقه معاملة فريدة ومميزة عن الآخرين.
استغلال الآخرين للوصول إلى الأهداف الخاصة.
تجاهل مشاعر من حوله وعدم التعاطف معهم.
حسد الآخرين والغيرة أو الاعتقاد بأن من حوله يكنون له الحسد والحقد.
الغرور والتعجرف.
قد تتشابه بعض اضطرابات الشخصية الأخرى مع النرجسية وتتشارك في بعض الصفات، مثل اضطراب الشخصية الحدية، واضطراب الشخصية الهستيرية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع. [4]
كيف يتم تشخيص النرجسية؟
يعد الطبيب النفسي هو المؤهل لتشخيص اضطراب الشخصية النرجسية، حيث يعتمد في التشخيص على التاريخ الطبي للمريض وتقييم صفاته بناء على المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الإصدار الخامس، ولا يوجد تحليل مخبري لتشخيص هذا الاضطراب. [1]
تكمن خطورة النرجسية في أن المصابين بهذا الاضطراب عادة لا يبحثون عن العلاج لعدم إدراكهم بأن ما يمرون به من مشاكل هي نتاج سلوكياتهم، بل قد يلقون اللوم على الآخرين، كما أنهم لا يقبلون النقد؛ مما يجعل من الصعب على الآخرين توجيههم للعلاج. [5] [6]
غالباً ما يتم تشخيص هذا الاضطراب في البالغين وليس في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فبالرغم من احتمالية ظهور علامات مبكرة للنرجسية على المراهقين، إلا أن الطفل أو المراهق لايزال في مرحلة تطور الشخصية ونضجها، فلا يمكن الحكم بشكل قطعي على استمرار هذه السلوكيات. ولكن قد يُشخص هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة في بعض الحالات إذا استمر النمط السلوكي بوضوح على الشخص مدة أكثر من عام.
كيف يمكن الوقاية من النرجسية؟
لا يمكن تجنب العامل الوراثي في اضطراب الشخصية النرجسية، ولكن قد يساهم تجنب عوامل الخطر في مرحلة الطفولة من تقليل فرصة حدوث هذا الاضطراب، ومنها: [6]
المبالغة في الثناء على الطفل.
سوء معاملة الطفل أو تعرضه لصدمة.
تعرض الطفل للرفض أو النبذ.
يساعد أيضاً تدعيم الثقة بالنفس لدى الطفل وتعليمه طرقاً إيجابية للتعامل مع التوتر في تقليل احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.
مضاعفات النرجسية
قد يؤدي هذا الاضطراب إلى حدوث عدة مضاعفات، مثل: [6]
إدمان الكحول أو تعاطي المخدرات.
الإصابة باضطرابات المزاج والقلق.
حدوث مشاكل في العلاقات الأسرية والاجتماعية.
ختاماً إن كنت إنسانا سويا فاحمد الله كثيرا على ذلك وأن كنت لا تدري حجم النعمة التى منَّ الله عليك بها فانظر حولك
كم يعج المجتمع بالمصابون بالاضطرابات النفسية والسلوكية وأثر ذلك على حياتهم.
