عدوّك الخفي الضغط العالي مخاطرٌ وخياراتٌ طبيعيةٌ للسيطرة عليه
عدوّك الخفي الضغط العالي
مخاطرٌ وخياراتٌ طبيعيةٌ للسيطرة عليه
نظرة عامة
- مقدمة
- أسباب الضغط العالي
- مخاطر الضغط العالي
- العوامل الطبيعية التي يمكن أن تلعب دوراً في خفض ضغط الدم أو منع ارتفاعه
- خاتمة
مقدمة
الضغط العالي أو ارتفاع ضغط الدم هو حالة صحية شائعة تصيب ملايين الناس حول العالم. يحدث الضغط العالي عندما يكون ضغط الدم في الشرايين أعلى من المستوى الطبيعي، وهو ما يجعل القلب يعمل بصعوبة أكبر لضخ الدم إلى باقي أجزاء الجسم.
الضغط العالي يعتبر عدواً خفياً لأنه قد لا يسبب أي أعراض واضحة أو ملحوظة لفترة طويلة، ولكنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السكتة الدماغية، النوبة القلبية، الفشل الكلوي، العمى وغيرها. لذلك، من المهم جداً قياس ضغط الدم بانتظام واتباع نصائح الطبيب للحفاظ على ضغط الدم في المستوى الصحي.
في هذه المقالة، سنتعرف على أسباب الضغط العالي ومخاطره على الصحة، وسنستعرض بعض الخيارات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الضغط العالي والوقاية منه.
أسباب الضغط العالي
يمكن تقسيم الضغط العالي إلى نوعين رئيسيين: الضغط العالي الأساسي والضغط العالي الثانوي.
- الضغط العالي الأساسي: هو النوع الأكثر شيوعاً، ويحدث نتيجة لعوامل متعددة تتعلق بالوراثة، العمر، الجنس، العرق، الوزن، التغذية، التدخين، الإجهاد وغيرها. لا يوجد سبب واحد محدد لهذا النوع من الضغط العالي، ولكنه يتطور بمرور الوقت مع تراكم تأثير هذه العوامل .
- الضغط العالي الثانوي: هو النوع الأقل شيوعاً، ويحدث نتيجة لوجود حالة طبية أخرى تؤثر على ضغط الدم، مثل مشاكل في الكلى، الغدة الدرقية، الغدة الكظرية، الشرايين، القلب أو الجهاز العصبي. يمكن أن يكون هذا النوع من الضغط العالي أكثر شدة وصعوبة في العلاج، ويتطلب علاج الحالة الأساسية المسببة له.
مخاطر الضغط العالي
الضغط العالي يعتبر من أهم عوامل الخطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تشكل سبب الوفاة الأول عالمياً. الضغط العالي يمكن أن يسبب تلفاً في الشرايين والأعضاء الحيية، ويزيد من احتمال حدوث مضاعفات خطيرة مثل:
1- السكتة الدماغية: هي حالة تحدث عندما يتم قطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية وفقدان الوظائف الدماغية. الضغط العالي يمكن أن يسبب تشكيل جلطات دموية أو تمزق الشرايين في الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية.
2- النوبة القلبية: هي حالة تحدث عندما يتم قطع تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، مما يؤدي إلى موت الخلايا العضلية وتلف القلب. الضغط العالي يمكن أن يسبب تضيق أو انسداد الشرايين التي تغذي القلب بالدم والأكسجين، مما يؤدي إلى حدوث النوبة القلبية.
3- الفشل الكلوي: هو حالة تحدث عندما تفقد الكلى قدرتها على تنقية الدم من السموم والفضلات. الضغط العالي يمكن أن يسبب ضرراً في الأوعية الدموية الصغيرة في الكلى، مما يؤدي إلى تراجع وظيفة الكلى وتراكم السوائل والمواد الضارة في الجسم
4- العمى: هو فقدان البصر بشكل كلي أو جزئي. الضغط العالي يمكن أن يسبب ضرراً في الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى تلف الشبكية، أو العصب البصري أو حدوث نزيف أو انفصال في العين.
خيارات طبيعية للسيطرة على الضغط العالي
الضغط العالي يمكن أن يعالج بواسطة أدوية مختلفة تعمل على خفض ضغط الدم وتحسين وظيفة القلب والأوعية الدموية. ولكن هذه الأدوية قد تكون لها آثار جانبية غير مرغوبة أو تفاعلات سلبية مع أدوية أخرى. لذلك، قد يفضل بعض الناس البحث عن خيارات طبيعية أو بديلة تساعد في السيطرة على الضغط العالي والوقاية منه بدون الحاجة إلى الاعتماد على الأدوية.
العوامل الطبيعية التي يمكن أن تلعب دوراً في خفض ضغط الدم أو منع ارتفاعه
وفقاً لبعض الدراسات والأبحاث، هناك بعض العوامل الطبيعية التي يمكن
أن تلعب دوراً في خفض ضغط الدم أو منع ارتفاعه، مثل:
1- التغذية السليمة: تناول نظام غذائي متوازن ومتنوع يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الصحية والدهون الجيدة، والابتعاد عن الأطعمة المقلية والمعالجة، والمالحة، والدهنية، والحلوة. كما ينصح بتقليل استهلاك الصوديوم أو الملح، الذي يمكن أن يرفع ضغط الدم، وزيادة استهلاك البوتاسيوم والكالسيوم والماغنسيوم، الذين يمكن أن يساعدوا في توازن ضغط الدم. بعض الأطعمة التي تحتوي على هذه المعادن هي الموز والبطاطا والحليب، واللوز، والسبانخ، وغيرها. كما يوجد بعض الأعشاب والتوابل التي تحتوي على مواد فعالة تساعد في خفض ضغط الدم، مثل الثوم والزنجبيل والكركم، والقرفة، والهيل، وغيرها.
2- النشاط البدني: ممارسة الرياضة أو الحركة بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيق
ة يومياً، مثل المشي أو الركض أو السباحة أو ركوب الدراجة أو اليوغا أو الرقص أو أي نشاط آخر يحبه الشخص ويناسب قدراته. النشاط البدني يساعد في تحسين دوران الدم وتقوية عضلة القلب وتخفيف الوزن والإجهاد والتوتر، وبالتالي خفض ضغط الدم.
3- التخلص من العادات السيئة: الامتناع عن التدخين والكحول والمخدرات والمنبهات والمهيجات، التي تؤثر سلباً على صحة القلب والأوعية الدموية وترفع ضغط الدم. كما ينصح بتجنب التعرض للضوضاء والتلوث والحرارة الزائدة والبرد الشديد وغيرها من العوامل البيئية التي تسبب الإجهاد والتوتر والتشنج في الشرايين.
4- الاسترخاء والتأمل: تعلم وممارسة بعض التقنيات والأساليب التي تساعد في الاسترخاء والتأمل والتحكم في التنفس والعواطف والأفكار، مثل الصلاة والذكر والتفكر والتنويم الموجه والإيحاء الذاتي والعلاج بالضوء والصوت والموسيقى، والعطور، والمساج، وغيرها. هذه التقنيات تساعد في خفض مستوى الهرمونات الضارة في الجسم، مثل الأدرينالين والكورتيزول، وزيادة مستوى الهرمونات المفيدة، مثل الأندورفين والسيروتونين، وبالتالي خفض ضغط الدم.
هذه بعض الخيارات الطبيعية التي يمكن أن تساعد في السيطرة على الضغط العالي والوقاية منه. ولكن يجب أن نتذكر أن هذه الخيارات لا تغني عن العلاج الطبي المناسب والمتابعة الدورية مع الطبيب. كما يجب أن نتشاور مع الطبيب قبل تجربة أي من هذه الخيارات، خاصة إذا كنا نتناول أي أدوية أخرى أو نعاني من أي حالات صحية أخرى.
خاتمة
الضغط العالي هو مشكلة صحية خطيرة تهدد حياة الكثير من الناس. لذلك، يجب أن نوليه اهتماماً كبيراً ونحاول السيطرة عليه والوقاية منه بكل الوسائل الممكنة. من هذه الوسائل هي اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني والتخلص من العادات السيئة والاسترخاء والتأمل. هذه الخيارات الطبيعية يمكن أن تساهم في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والحد من المضاعفات الخطيرة. ولكن يجب أن نتذكر أن هذه الخيارات لا تغني عن العلاج الطبي المناسب والمتابعة الدورية مع الطبيب. كما يجب أن نتشاور مع الطبيب قبل تجربة أي من هذه الخيارات، خاصة إذا كنا نتناول أي أدوية أخرى أو نعاني من أي حالات صحية أخرى.
