الصراخ المستمر: عدوّ الحلق اللدود
يُعدّ الصوت أداةً رائعة للتواصل والتعبير عن المشاعر والأفكار. لكنّ استخدام هذه الأداة بشكل مُفرط، خاصةً من خلال الصراخ، قد يُؤدّي إلى عواقب وخيمة على صحة الحلق.
ففي هذا المقال، سنُغوص في أعماق العلاقة بين الصراخ المستمر والتهاب الحلق، ونُفصّل آلية حدوث الالتهاب، ونُشرح أعراضه، ونُقدّم نصائح فعّالة للعلاج والوقاية.
آلية تحويل الصراخ إلى التهاب:
تتكوّن حنجرتنا من طيّات رقيقة من العضلات المُغطاة بغشاء مُخاطي يُعرف بـ الأحبال الصوتية. وعندما نُصدر صوتًا، تهتزّ هذه الأحبال مُنتجةً موجات صوتية.
لكنّ الصراخ يُمثل عبئًا كبيرًا على هذه الأحبال، ممّا يُؤدّي إلى إجهادها بشكل مفرط.
يُؤدّي هذا الإجهاد إلى تمزّقات ميكروسكوبية في الغشاء المُخاطي تُسبّب التهاب الحلق.
وتشمل أعراض هذا الالتهاب:
- ألم: قد يُصيب الألم جانبي الحلق أو مقدّمته، وقد يكون حادًا أو خفيفًا.
- بحة في الصوت: قد يُصبح الصوت أجشًّا أو ضعيفًا أو مُتقطعًا.
- سعال: قد يُصاحب التهاب الحلق سعال جاف أو مُخاطي.
- صعوبة في البلع: قد يُصبح من الصعب بلع الطعام أو الشراب.
- جفاف الفم: قد يُصبح الفم جافًا وملتهبًا.
علاج التهاب الحلق الناتج عن الصراخ:
لحسن الحظ، يُمكن علاج التهاب الحلق الناتج عن الصراخ بسهولة، وذلك باتباع الخطوات التالية:
- الراحة: أهمّ خطوة في علاج أي التهاب هي إراحة العضو المُصاب.
في هذه الحالة، يجب إراحة الأحبال الصوتية قدر الإمكان.
يُنصح بالابتعاد عن التحدث لفترات طويلة، واستخدام وسائل التواصل المكتوبة للتعبير عن النفس.
- ترطيب الحلق: يُساعد شرب الكثير من السوائل، مثل الماء الدافئ أو الشاي بالأعشاب، على ترطيب الحلق وتخفيف الألم والالتهاب.
- المُسكّنات: يمكن تناول مُسكّنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين، لتخفيف الألم.
- بخاخات الحلق: تُساعد بخاخات الحلق التي تحتوي على مُخدر موضعي على تخفيف الألم والالتهاب.
- حبيبات المصّ: تُساعد حبيبات المصّ المُخدرة أو المحتوية على الأعشاب على تخفيف تهيج الحلق.
- الغرغرة بالماء والملح: تُساعد الغرغرة بالماء الدافئ الممزوج بالملح على تخفيف الألم والالتهاب.
الوقاية خير من العلاج:
ولكن، كما يُقال: الوقاية خير من العلاج.
لذلك، إليك بعض النصائح التي تُساعد على الوقاية من التهاب الحلق الناتج عن الصراخ:
- تجنّب الصراخ:
يُعدّ تجنّب الصراخ قدر الإمكان أفضل طريقة للوقاية من التهابات الحلق.
وذلك من خلال التحكم بنبرة الصوت عند التحدث، وتجنّب رفع الصوت بشكل مبالغ فيه.
- خفض نبرة الصوت:
حاول خفض نبرة صوتك عند التحدث، وتجنّب التحدث بصوت مرتفع.
- ترطيب الحلق بانتظام:
احرص على شرب الكثير من السوائل، خاصةً الماء، للحفاظ على ترطيب الحلق
استخدام المرطبات:
في الأماكن الجافة، يُنصح باستخدام مرطبات الهواء للحفاظ على رطوبة الجو ومنع جفاف الحلق.
التنفس بعمق:
يُساعد التنفس بعمق على تهدئة الحلق وتقليل التوتر، ممّا يُقلّل من خطر الإصابة بالتهابات الحلق.
ممارسة الرياضة بانتظام:
تُساعد ممارسة الرياضة بانتظام على تقوية جهاز المناعة، ممّا يُقلّل من خطر الإصابة بالعدوى، بما في ذلك التهابات الحلق.
الحصول على قسط كافٍ من النوم:
يُساعد الحصول على قسط كافٍ من النوم على إعادة شحن الجسم وتعزيز جهاز المناعة، ممّا يُقلّل من خطر الإصابة بالتهابات الحلق.
التوقف عن التدخين:
يُعدّ التدخين أحد أهمّ العوامل المُسبّبة لالتهابات الحلق.
لذلك، يُنصح بالإقلاع عن التدخين لتجنّب هذه المشكلة وغيرها من المشاكل الصحية.
استشارة الطبيب:
في حال استمرار أعراض التهاب الحلق لأكثر من أسبوع أو في حال تفاقم الأعراض، يجب استشارة الطبيب لمعرفة السبب المُباشر للعلاج بشكل مناسب.
خاتمة:
الصراخ المستمر قد يُؤدّي إلى التهاب الحلق، ممّا يُسبب ألمًا وصعوبة في البلع وبحة في الصوت.
ولكن، يمكن علاج هذا الالتهاب بسهولة من خلال اتباع نصائح الراحة والترطيب والتسكين.
والوقاية خير من العلاج، لذلك، اتبع النصائح المُذكورة أعلاه لتجنّب الإصابة بالتهابات الحلق.
ملاحظة:
هذا المقال هو لأغراض التوعية فقط ولا يُغني عن استشارة الطبيب المختص.