كيفيه العلاج من ضربه الشمس
علاج ضربه الشمس
يهدف علاج ضربة الشمس، المعروفة أيضًا بضربة الحر، إلى خفض درجة حرارة الجسم بسرعة إلى المستوى الطبيعي، بهدف منع أو تقليل المضاعفات التي قد تنشأ، وخاصة تلك المتعلقة بالدماغ وبعض الأعضاء الحيوية. يتمثل الهدف الأساسي في تقليل درجة حرارة الجسم إلى أقل من 39 درجة مئوية في أسرع وقت ممكن، وعادة ما يتم استخدام ميزان الحرارة الشرجي لمراقبة الحرارة بدقة، مع أخذ قراءات منتظمة. يوصى بالوصول إلى هذه الدرجة خلال 60 دقيقة من التعرض لضربة الشمس، وذلك لأن ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية أو أكثر قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل تلف الدماغ والأعضاء الحيوية. بشكل عام، يحتاج المصابون بضربة الشمس إلى دخول المستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من عدم ظهور مضاعفات في الأيام التالية.
الإسعافات الأوليّة
بالرغم من وجود بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها في المنزل لعلاج ضربة الشمس، إلا أنها لا تكفي بشكل كامل لعلاج الحالة. لذلك، إذا ظهرت على الشخص أعراض ضربة الشمس، يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة فورًا أو نقل المصاب بسرعة إلى المستشفى. التأخير في تلقي العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، وربما الموت. وحتى وصول الفريق الطبي، يمكن أن يبدأ المحيطون بالمصاب بتنفيذ الإسعافات الأولية لخفض درجة حرارة الجسم إلى ما بين 38.3 و38.8 درجة مئوية. في حالة تأخر المساعدة، يمكن الاتصال بالطوارئ للحصول على توجيهات إضافية.
تشمل الإسعافات الأولية لضربة الشمس:
- نقل المصاب إلى مكان مكيف أو مظلل، وإزالة الملابس الزائدة والضيقة.
- ترطيب جلد المصاب باستخدام إسفنجة مبللة أو رش الماء عليه، ثم توجيه مروحة لتبريده.
- وضع كمادات ثلج على مناطق مثل الإبطين، الفخذين، الرقبة، والظهر لتسريع التبريد.
- غمر الجسم في حمام ماء فاتر، ويمكن إضافة الثلج إذا كانت الضربة ناتجة عن مجهود بدني شديد، شرط أن يكون المصاب شابًا وصحيًا.
- تقديم السوائل للمصاب إذا لم تكن الضربة شديدة، لتعويض السوائل والأملاح المفقودة، مع تجنب المشروبات الكحولية أو السكرية، وأيضًا المشروبات الباردة جدًا.
في حالات ضربة الشمس الناتجة عن الإجهاد البدني، يجب مساعدة المصاب على الاستلقاء ورفع الساقين، وإزالة الملابس الضيقة، واستخدام الحمام الثلجي إذا كان المصاب في صحة جيدة.
العلاج الطبي
هناك عدة طرق يمكن للطبيب استخدامها لخفض حرارة جسم المصاب بضربة الشمس، وتشمل:
الغمر بالماء البارد: يُعدّ غمر جسم المريض في حوض ماء بارد أو ماء ممزوج بالثلج من أكثر الطرق فعالية في خفض حرارة الجسم بسرعة، مما يقلل من خطر الوفاة وتلف الأعضاء.
التبريد بالتبخير: تتضمن هذه التقنية رش رذاذ ماء فاتر على جسم المريض، ثم توجيه هواء دافئ فوقه، مما يساعد على تبخر الماء وتبريد الجلد.
بطانيات التبريد وكمادات الثلج: يُستخدم لف الجسم ببطانيات مخصصة للتبريد، مع وضع كمادات ثلجية على المناطق التي تحتوي على أوعية دموية قريبة من الجلد مثل الإبطين، الظهر، الرقبة، والفخذ.
إعطاء الأدوية: إذا كان المريض يعاني من الارتعاش أو الارتجاف، فقد يتم إعطاؤه أدوية مثل البنزوديازيبينات لتهدئة هذه الأعراض، حيث أن الارتعاش يزيد من حرارة الجسم. يُنصح بتجنب استخدام الأسبرين أو الأسيتامينوفين لأنهما لا يساعدان في خفض الحرارة في حالات ضربة الشمس.
غسل المعدة أو المستقيم بالماء البارد: إذا لم تنجح الطرق السابقة، يمكن للطبيب استخدام غسل داخلي بالماء البارد عن طريق ضخ الماء في المعدة أو المستقيم لخفض حرارة الجسم.
المجازة القلبية الرئوية: في الحالات الشديدة، قد يتطلب الأمر إجراء مجازة قلبية رئوية، حيث يتم تحويل الدم إلى جهاز خارج الجسم لتبريده ثم إعادته إلى الجسم.
هذه الطرق تساعد على إنقاذ حياة المصاب وتقليل خطر التلف الدائم للأعضاء.
ما بعد ضربة الشمس
يتطلب التعافي الأولي من ضربة الشمس عادةً ما بين يوم إلى يومين، وغالبًا يُنصح بالبقاء في المستشفى خلال هذه الفترة. إذا تم اكتشاف تلف في الأعضاء، قد يحتاج المريض إلى وقت أطول للتعافي. يقدّر الأطباء أن الشفاء الكامل من تأثير ضربة الشمس على الأعضاء الداخلية قد يستغرق ما بين شهرين إلى عام.
العلاج السريع والفعال لضربة الشمس غالبًا ما يؤدي إلى الشفاء دون مضاعفات، وقد يعاني البعض من حساسية أكبر تجاه الطقس الحار. في الحالات التي يحدث فيها تلف في الأعضاء مثل الدماغ أو الرئتين أو الكبد أو الكلى، قد يكون هذا التلف دائمًا.