تلف صمامات القلب

تلف صمامات القلب

0 المراجعات

 يحدث أن يصاب صمام القلب بتلف لأسباب كثيرة أهمها إصابة الإنسان بالحمى الروماتزمية أو تسمم الدم. يتشوه الصمام نتيجة هذا المرض أو يتلف جزئياً بحيث أن شرافاته لا تلتقي تماما في الوسط لتغلق الفتحة. والنتيجة أن الصمام لا ينغلق بصورة محكمة، ويوصف عندئذ بأنه غير كفؤ لأنه يسمح بارتداد الدم في الاتجاه العكسي . فإذا حدث التل في الصماام الأورطي فإن الدم يرتد إلى البطين الأيسر من الأورطي، وإذا حدث في صمام مترال ارتد الدم إلى الأذين الأيسر من البطين الأيسر عندما ينقبض الأخير. وينتج عن ارتداد الدم إلى الأذين الأيسر أن يرتفع ضغط الدم فيه مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في الأوردة الرئوية لمقاومة هذا الضغط، وبالتالي احتقان الرئة وظهور أورام مائية بها.

وبدلاً من أن يؤدي تلف الصمام إلى عدم انغلاقه بصورة محكمة، يحدث العكس تماما في بعض الحالات إذ يؤدي التلف إلى أن الصمام لا يفتح بصورة كاملة، بحيث أن الفتحة بين الأذين والبطين، أو بين البطين والشريان الصادر منه تصبح ضيقة. ويطلق على هذه الحالة اسم ضيق الفتحة. وينتج عن ضيق الفتحة في حالة تلف صمام مترال أن كمية كبيرة من الدم تبقى في الأذين الأيسر، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط فيه، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم في ا لأوردة الرئوية، واحتقان الرئة وظهور أورام مائية بها.

أما إذا أصاب التلف الصمام الأورطي فإن ضيق الفتحة يحول دون اندفاع الدم بصورة طبيعية في الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى تجمع الدم في البطين الأيسر، وبالتالي ارتفاع الضغط فيه. وقد يصل هذا الضغط – عند انقباض البطين – إلى 450 مم زئبق. ويكفي هذا الضغط العالي عادة للتغلب على المقاومة الناتجة عن ضيق الفتحة، ولهذا يندفع الدم في الشريان الأورطي. ولكن في الحالات الشديدة من ضيق الفتحة يفشل البطين في التغلب على المقاومة في الشريان الأورطي، مما يؤدي إلى نقص الدم الشرياني المؤكسج الذي يتوزع على جميع أعضاء الجسم، وبالتالي نقص كمية الأكسجين في الدم. وقد تؤدي إلى الوفاة.

ويؤدي تلف الصمامات إلى زيادة عمل القلب. ففي حالة تلف الصمام الأورطي لا يغلق الصمام بصورة محكمة، وعلى البطين في هذه الحالة أن يضخ ليس فقط الدم الآتي إليه من الأذين وإنما أيضا الدم الذي رجع إليه من الأورطي نتيجة عدم انغلاق الصمام بصورة محكمة. وبالإضافة إلى هذا فإن المرض الذي أصاب الصمام – وأدى إلى تلفه – قد يصيب عضلة القلب. وحتى يمكن للقلب أن يؤدي عمله بكفاءة فإن أليافه العضلية لا بد وأن تكبر – أي تصبح أطول وأثخن – وبذلك يزيد حجم القلب كما يصبح جدار البطين أثخن من جدار بطين القلب الطبيعي. وتعرف هذه الحالة باسم " تضخم القلب"، وهي إحدى مضاعفات تلف الصمامات. وبهذه الطريقة قد يستطيع الشخص المصاب بتلف الصمامات أن يتمتع بحياة طبيعية لعدة سنين دون أن يتأثر من الصمامات التالفة.

على أن هناك حالات أخرى من تلف الصمامات لا يفيد فيها تضخم القلب، ويصبح من الضروري إجراء عملية جراجية لاستبدال الصمام التالف بصمام اصطناعي يؤدي عمل الصمام الطبيعي. ويعيش كثير من الناس في الوقت الحاضر وقلوبهم مزودة بصمامات اصطناعية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

7

متابعهم

16

متابعهم

94

مقالات مشابة