ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

تقييم 5 من 5.
3 المراجعات

انفصام الشخصية (الفصام) الأعراض والأسباب والعلاج:

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

1. فهم انفصام الشخصية (الفصام): اضطراب نفسي معقد يؤثر على الإدراك

انفصام الشخصية، أو الفصام، هو اضطراب نفسي مزمن ومعقد يؤثر على طريقة تفكير الشخص، وشعوره، وسلوكه. لا يعني "انفصام الشخصية" وجود شخصيتين منفصلتين، بل يشير إلى "انفصام" أو انفصال عن الواقع. يعاني الأشخاص المصابون بالفصام من صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، مما يؤثر بشكل كبير على حياتهم اليومية وعلاقاتهم. غالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات، ويؤثر على الرجال والنساء على حد سواء، ولكنه يميل إلى الظهور في سن مبكرة لدى الرجال.

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

2. الأعراض الرئيسية للفصام: أعراض إيجابية وسلبية وتدهور معرفي

تُقسم أعراض الفصام عادةً إلى ثلاث فئات رئيسية:

الأعراض الإيجابية: وهي أعراض تُضاف إلى التجربة الطبيعية للشخص، وتشمل:

الهلاوس: وهي إدراك أشياء غير موجودة، مثل سماع أصوات، أو رؤية أشياء، أو الشعور بلمسات غير حقيقية. الهلاوس السمعية هي الأكثر شيوعًا.

الأوهام: وهي معتقدات خاطئة راسخة لا تتزعزع، حتى عند تقديم أدلة تناقضها. قد تكون الأوهام تتعلق بالاضطهاد (الشعور بأن شخصًا ما يراقبه أو يؤذيه)، أو العظمة (الشعور بأن لديه قوى خاصة أو أهمية كبيرة)، أو التأثير (الشعور بأن أفكاره أو أفعاله يتم التحكم فيها من الخارج).

اضطراب التفكير والكلام: صعوبة في تنظيم الأفكار، مما يؤدي إلى كلام غير مترابط، أو فقدان تسلسل الأفكار، أو استخدام كلمات غير منطقية.

الأعراض السلبية: وهي أعراض تُفقد أو تُقلل من القدرات الطبيعية للشخص، وتشمل:

انخفاض التعبير العاطفي: قلة في تعابير الوجه أو نبرة الصوت.

انعدام الدافعية: صعوبة في بدء الأنشطة أو الاستمرار فيها.

قلة الكلام: التحدث بشكل قليل أو مختصر.

الانسحاب الاجتماعي: تجنب التفاعل مع الآخرين.

التدهور المعرفي: تشمل صعوبات في الذاكرة، والتركيز، واتخاذ القرارات، والتخطيط، وحل المشكلات. هذه الأعراض يمكن أن تكون معيقة جدًا في الحياة اليومية.

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

3. الأسباب المحتملة للفصام: مزيج معقد من العوامل الوراثية والبيئية

لا يوجد سبب واحد محدد للفصام، بل يُعتقد أنه ينتج عن تفاعل معقد بين عدة عوامل:

العوامل الوراثية: تلعب الوراثة دورًا هامًا. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالفصام هم أكثر عرضة للإصابة به، ولكن معظم المصابين ليس لديهم تاريخ عائلي واضح.

اختلالات كيميائية في الدماغ: يُعتقد أن هناك خللًا في توازن بعض الناقلات العصبية في الدماغ، وخاصة الدوبامين والسيروتونين، يلعب دورًا في ظهور أعراض الفصام.

عوامل بيئية: قد تشمل التعرض لبعض الفيروسات أثناء الحمل، أو مضاعفات أثناء الولادة، أو استخدام بعض المخدرات في سن المراهقة.

تغيرات في بنية الدماغ: أظهرت الدراسات أن أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام قد تظهر بعض الاختلافات في الحجم أو البنية في مناطق معينة مقارنة بالأشخاص الأصحاء.

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

4. تشخيص الفصام: تقييم شامل للأعراض والسلوكيات

يعتمد تشخيص الفصام على تقييم شامل يقوم به طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية. لا يوجد اختبار دم أو تصوير دماغي يمكنه تشخيص الفصام بشكل قاطع. يعتمد التشخيص على:

تقييم الأعراض: ملاحظة وجود الأعراض الإيجابية والسلبية والتدهور المعرفي لفترة زمنية محددة (عادةً ستة أشهر على الأقل).

استبعاد الحالات الأخرى: يجب استبعاد الأسباب الأخرى للأعراض، مثل تعاطي المخدرات، أو حالات طبية أخرى، أو اضطرابات نفسية أخرى.

التاريخ الطبي والعائلي: جمع معلومات عن تاريخ المريض الصحي وتاريخ عائلته.

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

5. علاج الفصام: نهج متعدد الأوجه للتحكم في الأعراض

يهدف علاج الفصام إلى التحكم في الأعراض، وتحسين جودة حياة المريض، ومنع الانتكاسات. يشمل العلاج عادةً مزيجًا من:

الأدوية المضادة للذهان: هذه الأدوية هي حجر الزاوية في علاج الفصام، وتساعد في تقليل الهلاوس والأوهام واضطراب التفكير. هناك أنواع مختلفة من هذه الأدوية، وقد يحتاج المريض إلى تجربة عدة أنواع للعثور على الأنسب له.

العلاج النفسي والاجتماعي: يشمل العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة المرضى على التعامل مع الهلاوس والأوهام، وبرامج التدريب على المهارات الاجتماعية، والدعم الأسري، وبرامج إعادة التأهيل المهني.

الدعم الأسري: توفير المعلومات والدعم لأفراد الأسرة لمساعدتهم على فهم المرض وكيفية التعامل مع المصاب.

image about ما ووراء الهلاوس والأوهام ( الفصام )

6. التعايش مع الفصام: إدارة المرض وتحسين جودة الحياة

الفصام هو مرض مزمن يتطلب إدارة طويلة الأمد. مع العلاج المناسب والدعم المستمر، يمكن للعديد من الأشخاص المصابين بالفصام أن يعيشوا حياة مُرضية ومنتجة. من المهم للمرضى وعائلاتهم أن يكونوا على دراية بالمرض، وأن يلتزموا بخطة العلاج، يمكن أن يساعد العلاج المبكر والتدخل المناسب في تحسين النتائج على المدى الطويل وتقليل خطر الانتكاسات.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
ايمان حسن تقييم 4.99 من 5.
المقالات

61

متابعهم

68

متابعهم

253

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.