كسر شوكة "الكلمة اللي مبتطلعش": خطة نفسية لتعديل سلوك "عنيد الاعتراف
كسر شوكة "الكلمة اللي مبتطلعش": خطة نفسية لتعديل سلوك "عنيد الاعتراف

تعديل سلوك شخص لا يعترف بخطئه هو تحدٍ كبير، ولكنه ليس مستحيلاً. الأمر يتطلب صبراً، ذكاءً، وفهماً عميقاً لما يدور في عقله.
1. أنت لا تحارب "الشخص".. أنت تحارب "السلوك"
أول خطوة نفسية حاسمة: لا تجعل الأمر شخصياً.
هو لا يرفض الاعتراف لك أنت، هو يرفض الاعتراف لـ "الأنا" الخاصة به. الاعتراف بالخطأ يهدد صورته المثالية عن نفسه، ويجعله يشعر بالضعف والهشاشة.
عندما تفهم أنك تحارب "آلية دفاع" وليست "شخصاً سيئاً"، سيتحول غضبك إلى فهم، وحلمك إلى محاولة "إصلاح".
2. "الاعتراف" ليس ضعفاً.. بل "تعديلاً"
الشخص العنيد في اعترافه بالخطأ غالباً يعاني من "الغرور" أو "الخوف من الظهور بمظهر الضعيف".
لمنحه فرصة للتغيير، يجب أن تزيل عنه الشعور بالخطر.
بدلاً من المواجهة المباشرة بـ "أنت غلطان!"، استخدم تقنية "الأسئلة الموجهة".
عندما يحدث الخطأ، اسأله بهدوء:
*ماذا تعتقد أن كان يمكن أن نفعله بشكل مختلف في الموقف؟
*لو عاد بنا الوقت، ما هو التصرف الأفضل؟
هذه الأسئلة تجبره على التفكير في الموقف دون أن يشعر أنه "مُدان". هو يبحث عن حل، وليس عن خصم.
3. "أنا" قبل "أنت" (لغة المسؤولية)
إذا كنت تريد منه أن يعترف بخطئه، ابدأ أنت بالاعتراف بما تشعر به أنت، لا بما فعله هو.
بدلاً من قول: "أنت أهملت كذا وكذا"، جرب: "أنا شعرت بالقلق عندما لم أسمع منك رداً، كنت أخشى أن يكون قد حدث لك شيء".
هذه الصيغة (رسائل الأنا - "I statements") تنقل له إحساسك بالضرر الذي لحق بك، دون أن تهاجمه. غالباً ما يفتح هذا الباب أمامه ليعترف بخطئه لأنه لم يشعر بالهجوم المباشر.
4. عزز "اللحظات الإيجابية"
متى لاحظت عليه أي بادرة نحو الاعتراف أو تحمل المسؤولية (حتى لو كانت صغيرة جداً)؟
في هذه اللحظة، أغرقه بالمدح والتقدير.
"شكراً جزيلاً لأنك استمعت لي، هذا فرق معي كثيراً"، "أنا فخورة بك لأنك حاولت فهم وجهة نظري".
عندما يربط عقله الباطن "الاعتراف" أو "الإنصات" بـ "الشعور الجيد" (التقدير)، سيتحفز لتكرار هذا السلوك. أنت هنا تكافئه على التغيير.
5. افصل "الشخص" عن "السلوك"
من الضروري أن يفهم هو، وأن تفهم أنت، أن هناك فرقاً بين الشخص وبين سلوكه.
عندما لا يعترف بخطئه، لا تصفه بـ "الفاشل" أو "السيء". قل: "هذا السلوك (عدم الاعتراف) يزعجني، ولا يعبر عن الشخص الرائع الذي أعرفه".
بهذه الطريقة، أنت تهاجم السلوك السيء، وتؤكد أنك ما زلت ترى فيه الخير. هذا التوازن يعطيه دافعاً ليتغير ليثبت لك أنك على حق في رؤية الخير فيه.
كلمة أخيرة
تعديل سلوك شخص ما هو رحلة طويلة، وتحتاج لصبر عميق.
لا تنتظر تغييرات جذرية بين عشية وضحاها. احتفل بالخطوات الصغيرة.
الأهم من ذلك كله، هو أن تحافظ على صحتك النفسية. إذا وجدت أن محاولاتك مستمرة دون جدوى، وأن استنزافك النفسي يفوق قدرتك، فمن حقك أن تعيد تقييم علاقتك به وترسم حدوداً واضحة لحماية روحك.