🌀 زمن الوعي الزائف
✍️بقلم:اميره وليد
زمن الوعي الزائف
لقد أصبح هذا الزمن مرعبًا بشكلٍ غير طبيعي.
أُطلق عليه — وبكل وعي — زمن الوعي الزائف.
في وقتٍ كان المفترض أن يكون الوعي طريقًا يجعلنا أفضل، أصبح وسيلة تُبعدنا عن أنفسنا أكثر.
صار لكل شيء مسميات جاهزة، وقوالب نحاصر أنفسنا داخلها حتى نكاد نختنق.
نعم، السنوات الماضية كان فيها وعي بسيط، لكنه كان يحمل في طيّاته راحة بال وسعادة حقيقية.
أما الآن، فوسط هذا الانغماس المفرط في مفاهيم “التنمية الذاتية” و”الوعي”، أصبح كثير من الناس يعيشون داخل متاهة، يظنون أنهم يتطورون، بينما هم في الحقيقة يضيعون أكثر.
🧠 ضد الوعي؟ أم ضد الزيف؟
أنا لست ضد الوعي.
أنا ضد الانغماس الكلي فيه بلا وعي حقيقي.
بدل أن يكون الوعي وسيلة لتطوير الذات وتحسينها، صار عند البعض سجنًا مظلمًا يعيشون فيه بأسوأ نسخة من أنفسهم.
الوعي الحقيقي لا يُكبّلك، بل يحررك.
أما الوعي الزائف، فهو الذي يقيّدك داخل دائرة لا تنتهي من التحليل والتصنيف والبحث عن معنى لكل شيء… حتى تفقد معناك أنت.
💔 حين تحوّل الوعي إلى تجارة
للأسف، أصبح الوعي في هذا الزمن تجارة ومصدر مكسب أكثر من كونه رسالة حقيقية.
كثيرون يتحدثون باسم “الإرشاد النفسي” أو “التنمية الذاتية”، وهم لا يفقهون جوهرها ولا علمها.
باعوا الوهم في قوالب من “كلمات لامعة” و”شعارات روحانية”، بينما الهدف الأساسي ضاع:
الإنسان نفسه.
🌿 الوعي الحقيقي ببساطة
الوعي الحقيقي ليس بكثرة المعلومات، ولا بعدد الكتب التي نقرأها.
بل هو ذلك الفهم العميق الذي يجعل حياتك أبسط، أهدأ، وأكثر صدقًا.
هو ما يقرّبك من نفسك لا ما يبعدك عنها.
هو ما يجعلك ترى ذاتك كما هي — بعيوبها ونورها — فتختار أن تطورها وتحبها.
الوعي الحقيقي لا يخلق متاهة، بل يفتح بابًا للنور.
لا يسجنك، بل يحرّرك لتكون نسختك الأفضل بسلام وطمأنينة.
🌸 رسالة في النهاية
كن منتبهًا لكل ما تسمعه وتقرأه.
واسأل نفسك دائمًا:
هل هذا “الوعي” يحررني ويقربني من نفسي؟
أم يحبسني داخل متاهة من الشكوك والمقارنات؟
إن لم يزِدك هذا الوعي حبًا لذاتك، وسلامًا في روحك،
فهو ببساطة وعي زائف.
وتعلم دائما ى✨ تعلم ان تستمع لصوتك الداخلي فهو مرشدك الاول نحو النور✨✨✨
ولا تجعل الآخرين يطفئون ذلك النور باسم “الوعي”.
ابحث عن وعي يُحيي روحك لا يُطفئها، ويقودك إلى التوازن لا إلى التشتت.
💫 الوعي الحقيقي لا يُقاس بما نحفظه من مفاهيم أو اقتباسات، بل بقدرتنا على تطبيق ما نفهمه في حياتنا اليومية. أن تكون واعيًا يعني أن تتعامل مع نفسك بلُطف، ومع الآخرين برحمة، وأن تدرك أن التطور رحلة هادئة لا سباق محموم.
🌿 ابدأ كل يوم بنية صافية، وكن لطيفًا مع ذاتك قبل أن تطلب من الآخرين أن يكونوا كذلك. تذكّر أن الوعي ليس ضوءًا ساطعًا يُعمينا، بل شعلة هادئة تنير طريقنا بخطوات ثابتة. فالسلام النفسي هو الوعي الأعمق والأصدق على الإطلاق
تمت كتابه هذا المقال من واقع تجربه ورؤيه شخصيه بهدف التوعيه فقط
