لماذا لم نعد نشعر بالرضا عن انفسنا
لماذا لم نعد نشعر بالضا عن انفسنا
ليه مبقناش حاسين بالرضا عن نفسنا؟ كلام من القلب 😟
الفقرة الأولى (المقدمة):
يا بخت اللي عايش مرتاح ومبسوط ومش شايل هموم. الرضا عن النفس ده مش مجرد كلمة بنقولها وخلاص، لأ ده إحساس مهم أوي بيخلي حياتنا ليها طعم وقيمة. لما بنبقى راضيين عن نفسنا، بنكون راضين عن عيوبنا ومميزتنا، ومبسوطين باللي ربنا قسمه لينا. ده بيدينا طاقة نمشي لقدام، ويقلل من التوتر والقلق، وكمان بيشجعنا على النجاح الحقيقي اللي جاي من جوانا مش من كلام الناس. لكن الغريبة إن في الزمن ده، ناس كتير أوي مبقتش حاسة بالإحساس ده. بنجري ونشتغل ونتعب ونعمل حاجات كتير، وفي الآخر بنحس إننا مش كفاية. طب ليه؟
الفقرة الثانية :(فخ السوشيال ميديا والمقارنة الكدابة)

السبب الرئيسي والأهم دلوقتي هو "المقارنة الكدابة" اللي بنشوفها على السوشيال ميديا. كل يوم الصبح، بنفتح التليفون وبنشوف حياة الناس التانية متزوقة ومترتبة بعناية: سفريات فخمة، نجاح مبهر، جسم مثالي، وعلاقات كلها سعادة. بننسى إن دي مجرد لقطات حلوة متصورة بفلتر، مش حياتهم كلها. بنبص لحياتنا العادية اللي فيها مشاكل وشغل وروتين من خلال عدسة الكمال الزائف ده، فبتحس إن حياتك "مش حلوة بما فيه الكفاية"، وإحساس الرضا عن حياتك اليومية بيطير. إحنا بقينا بنقارن واقعنا الحقيقي بخيال الناس التانية المصطنع، ودي معركة خسرانة من قبل ما تبدأ.
الفقرة الثالثة (هوس الكمالية وجلد الذات):
كتير مننا بيحاول يبقى "مثالي" في كل حاجة: لازم أكون أحسن موظف، أحسن أب أو أم، جسمي لازم يكون رياضي، ومفيش أي غلطة بتحصل مني. توقع الكمال ده هو أكتر حاجة بتقلل من الرضا عن الذات. لما بنحط معايير مستحيلة، طبيعي إننا منفشل. المشكلة مش في الفشل نفسه، المشكلة في رد فعلنا بعد الفشل ده. بنبدأ نلوم نفسنا وننتقدها بقسوة، ونسيب إحساس "جلد الذات" هو اللي يتحكم فينا. الشعور الدائم بالتقصير ده بيقتل أي إحساس بالرضا أو القبول الذاتي.
الفقرة الرابعة (تأثير الطفولة والنقد المستمر):

مينفعش ننسى الأساس اللي اتبنت عليه شخصيتنا. كتير مننا اتربى في بيت كان فيه نقد وعقاب كتير، أو مقارنة مستمرة من الأهل باللي أحسن مننا. سماع عبارات زي "أنت فاشل" أو "شوف فلان أحسن منك" بيزرع جوانا إحساس عميق بعدم الكفاءة. الإحساس ده بيكبر معانا، وبيخلينا كبالغين نفضل محتاجين إثبات لانفسنا ان احنا لينا لازمه. وممنعرفش ندي لنفسنا القبول والرضا الداخلي. لو الأساس مهزوز، صعب أوي نبني فوقه شعور مستقر بالرضا.
الفقرة الخامسة (إهمال الجسم والعقل وغياب الهدف):
الرضا مش إحساس نفسي بس، ده مرتبط بصحتك الجسدية والعقلية. لما بتهمل جسمك (مبتنامش كويس، أو بتاكل أكل مش صحي، أو مبتمارسش رياضة)، ده بيأثر على كيميا مخك وبيخليك أكتر عرضة للقلق والإحباط. كمان، غياب الهدف الواضح في حياتك بيعمل فراغ كبير. لما بتضيع وقتك في حاجات مابتضيفش قيمة حقيقية، أو مش عارف أنت عايز إيه بالظبط، الإحساس بالفراغ ده بيتحول لعدم رضا عن المسار اللي ماشية فيه حياتك كلها.
الفقرة السادسة (محاولة إرضاء الناس ونسيان الذات):
كتير مننا بيعيش طول عمره عشان "يرضي الناس". بيعمل اختياراته في الدراسة، الشغل، وحتى اللبس بناءً على توقعات الآخرين أو خوفه من حكمهم. لما بتعيش عشان تعجب غيرك، بتنسى صوتك الداخلي ورغباتك الحقيقية. الإحساس ده بيولد سخط عميق، لأنك مش بتعيش حياتك بجد، أنت بتعيش حياة نسخة متوقعة منك. الرضا عن النفس بيبدأ لما تتوقف عن السعي لإرضاء الجميع، وتبدأ ترضي نفسك وقيمك الأساسية.
الفقرة السابعة (الخاتمة والخطوة الأولى):
الرضا عن النفس مش حاجة بتيجي لوحدها أو هدية بتجيلك فجأة. دي رحلة ومجهود بنعمله كل يوم عشان نغير طريقة تفكيرنا ونعامل نفسنا بلُطف أكتر. عشان نرجع نحس بالرضا، لازم نبدأ نتقبل عيوبنا زي ما بنتقبل مميزاتنا، ونركز على الامتنان للنعم الصغيرة اللي موجودة في حياتنا بدل ما نبص على اللي ناقص. ابدأ النهارده بتحديد خطوة صغيرة إيجابية، وصدقني، هتلاقي الفرق وهيبدأ إحساس السلام الداخلي يرجعلك تاني.