أضرار ومخاطر صبغات الشعر ومدى ارتباطها بالسرطان

صبغات الشعر: المخاطر الصحية وارتباطها المحتمل بالسرطان

1. التركيب الكيميائي لصبغات الشعر ومخاطرها المباشرة:

تحتوي صبغات الشعر، خاصة الدائمة منها، على مئات المواد الكيميائية التي قد تكون ضارة. من ابرز هذه المواد: الامونيا، التي تفتح قشرة الشعر للسماح للصبغة بالدخول، والبيروكسيد، الذي يعمل على تفتيح لون الشعر الطبيعي. كما تحتوي على مواد كيميائية عطرية امينية مثل البارافينيلين ديامين (بي بي دي)، وهي مادة قوية مسؤولة عن تثبيت اللون. التعرض المباشر لهذه المواد يمكن ان يسبب تهيجا في فروة الرأس، وحروقا كيميائية، وتلفا في بنية الشعر.

2. الحساسية وردود الفعل التحسسية:

تعد الحساسية لصبغات الشعر من المخاطر الشائعة، وتتراوح شدتها من تهيج خفيف الى ردود فعل تحسسية شديدة. مادة البارافينيلين ديامين (بي بي دي) هي السبب الرئيسي للحساسية التلامسية. قد تظهر الاعراض على شكل حكة، احمرار، تورم في فروة الرأس والوجه، وفي الحالات النادرة، قد تحدث صدمة تحسسية تتطلب تدخلا طبيا فوريا. لذلك، ينصح دائما باجراء اختبار الحساسية على بقعة صغيرة من الجلد قبل استخدام الصبغة.

3. تأثير الصبغات على صحة الشعر وفروة الرأس:

الاستخدام المتكرر للصبغات، خاصة تلك التي تحتوي على نسب عالية من الامونيا والبيروكسيد، يؤدي الى اضعاف بنية الشعر. تعمل هذه المواد على تكسير البروتينات الطبيعية في الشعر، مما يجعله جافا، هشا، وعرضة للتقصف والتساقط. كما ان تهيج فروة الرأس المزمن قد يؤدي الى التهابات جلدية مزمنة او تفاقم حالات موجودة مثل الاكزيما.

4. العلاقة بين صبغات الشعر وخطر الاصابة بالسرطان:

ارتباط صبغات الشعر بالسرطان هو موضوع بحثي معقد ومستمر. تاريخيا، كانت بعض الصبغات القديمة تحتوي على مواد مسرطنة تم حظرها لاحقا. اما الصبغات الحديثة، فقد اظهرت الدراسات نتائج متضاربة:

   سرطان المثانة: بعض الدراسات اشارت الى زيادة طفيفة في خطر الاصابة بسرطان المثانة لدى مصففي الشعر الذين يتعرضون للصبغات بشكل يومي ومكثف، وليس بالضرورة لدى المستخدمين العاديين.

   سرطان الدم (الليمفوما): بعض الابحاث ربطت الاستخدام المتكرر للصبغات الداكنة بزيادة طفيفة في خطر الاصابة ببعض انواع سرطان الغدد الليمفاوية، خاصة لدى النساء اللواتي بدأن استخدام الصبغات قبل عام الف وتسعمئة وسبعين.

   النتائج العامة: معظم الهيئات الصحية الكبرى تؤكد ان الادلة الحالية غير كافية لاثبات وجود علاقة سببية قوية ومباشرة بين الاستخدام الشخصي لصبغات الشعر الحديثة وزيادة خطر الاصابة بالسرطان بشكل عام.

 

5. نصائح لتقليل المخاطر الصحية:

لتقليل المخاطر المرتبطة بصبغات الشعر، ينصح باتباع الارشادات التالية:

   اختيار الصبغات الاكثر امانا: استخدام الصبغات شبه الدائمة او المؤقتة التي تحتوي على مواد كيميائية اقل قوة.

   اجراء اختبار الحساسية: يجب اجراء اختبار على الجلد قبل ثمان واربعين ساعة من الاستخدام.

   التهوية الجيدة: التأكد من استخدام الصبغة في مكان جيد التهوية لتقليل استنشاق الابخرة الكيميائية.

   الحد من التكرار: تقليل عدد مرات صبغ الشعر قدر الامكان.

6. دور الهيئات التنظيمية والابحاث المستقبلية:

تخضع صبغات الشعر لرقابة صارمة من الهيئات التنظيمية التي تفرض حظر استخدام المواد المسرطنة المعروفة. ومع ذلك، تستمر الابحاث في تقييم التأثيرات طويلة المدى للمواد الكيميائية الجديدة. يجب على المستهلكين البقاء على اطلاع دائم بالتحذيرات الصادرة عن الهيئات الصحية والبحث عن المنتجات التي تحتوي على اقل قدر ممكن من المواد الكيميائية القاسية.