النقرس (داء الملوك): عندما يحتوي دمك على أشواك... وكيف توقف هذه المعاناة؟

 

ما هو النقرس حقاً؟

هو ترسب بلورات من حمض اليوريك. 

عندما يزيد هذا الحمض في دمك عن حد معين (أكثر من 6.8 مجم/دسم)، يتحول من سائل إلى بلورات صلبة تتجمع في مفاصلك.

مفاصلك تتعرف على هذه البلورات كعدو غريب، فتطلق جيشاً من خلايا الدم البيضاء لمهاجمتها. 

هذه المعركة هي التي تسبب لك ذلك الألم المفاجئ الشديد،و التورم، والاحمرار الذي تعرفه.

لماذا نصاب بالنقرس؟ 

1.  **الكلى المتكاسلة:** 90% من الحالات تكون بسبب عدم تخلص الكلى من حمض اليوريك الزائد بكفاءة. ليست المشكلة في ما تأكله فقط، بل في ما تخرجه!

2.  **الوراثة:** إذا كان والدك أو جدك مصاباً بالنقرس، فأنت في منطقة خطر.

3.  **الوزن الزائد ومقاومة الإنسولين:** الخلايا الدهنية تقلل من قدرة كليتيك على إخراج حمض اليوريك.

4.  **أدوية معينة:** بعض أدوية الضغط (مدرات البول) ترفع حمض اليوريك.

5.  **الأطعمة والمشروبات:** اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، والمشروبات الغازية هي من أبرز المحفزات.

 

التشخيص

 

1_تبدأ العملية بأخذ تاريخ مرضي مفصل، للتركيز على نمط الهجمات (بداية حادة أقل من ٢٤ ساعة)، ومواقع الإصابة (الأكثر شيوعاً في المفصل المشطي السلامي الأول للأصبع الكبير)، والعوامل المحفزة. يليه فحص سريري.

2_تحليل السائل الزلالي المأخوذ من المفصل المصاب بالبزل حيث يتم فحص السائل تحت المجهر  للكشف عن وجود بلورات يورات الصوديوم.

3_قياس مستوى حمض اليوريك في  الدم (على الرغم من أن مستواه قد يكون طبيعياً أثناء الهجمة الحادة)، واختبارات وظائف الكلى، وفحوصات التهابية.

4_ كما يمكن استخدام التصوير الإشعاعي، مثل الأشعة السينية (X-ray) للمفصل، للكشف عن تآكلات العظم و الأمواج فوق الصوتية (Ultrasound) للكشف عن علامة .

 

رحلة العلاج: 

ثلاث مراحل لا غنى عنها

المرحلة الأولى: إطفاء الحريق (النوبة الحادة)

عندما يهاجمك الألم، هدفنا واحد: إيقافه فوراً. لدينا ثلاثة خيارات:

1-مسكنات الالتهاب:مثل البروفين أو النابروكسين
2-الكولشيسين: دواء سحري إذا أخذته في أول 24 ساعة من الألم
3-الكورتيزون: عندما لا تنفع الخيارات السابقة

المرحلة الثانية: منع عودة الحريق (العلاج الوقائي)

هذه أهم مرحلة يهملها معظم المرضى!

بعد زوال الألم، تظل بلورات حمض اليوريك مختبئة في مفاصلك كقنابل موقوتة. هنا نبدأ العلاج الحقيقي بأدوية مثل:

1- الوبيورينول
2- فيبوكسوستات

هذه الأدوية لا تسكن الألم، بل تمنع تكوين حمض اليوريك من الأساس. يجب أن تستمر فيها مدى الحياة، وتحت إشراف طبي.

المرحلة الثالثة: تغيير حياتك (الطب الطبيعي والتأهيل)

1_اشرب ماءً كثيراً: 3 لترات يومياً على الأقل
2_اخسر وزنك:لكن تدريجياً، لأن الخسارة السريعة ترفع حمض اليوريك
3_حرّك جسمك:الرياضة المنتظمة تنشط الدورة الدموية
4_غيّر نظامك الغذائي:قلل اللحوم، واكثر من الخضار والفواكه

النقرس لم يعد حكماً مؤبداً بالألم. اليوم، لدينا كل الأسلحة للتعامل معه:

*   أدوية فعالة
*   استراتيجيات علاجية واضحة
*   برامج تأهيل ووقاية

المفتاح بين يديك:

 اذهب إلى طبيب روماتيزم، التزم بالعلاج، وغير نمط حياتك. عندها ستنسى أنك مصاب بالنقرس، ويعيش حياة طبيعية بدون ألم.

الخلاصة

النقرس ليس مجرد ألم في إصبع قدمك الكبير. إنه إنذار من جسمك بأن شيئاً في داخله يحتاج إلى تعديل. استمع إلى هذا الإنذار، فهو بداية طريق الشفاء.