الهشاشة النفسية و الجيل z
اهلا بك في عالم الهشاشة النفسية
هل تعتقد أن فرط دلالنا لأطفالنا وتوفير لهم جميع مطلباتهم سببًا في حزنهم وشقائهم في الحياة وتعلملهم مع المشكلات؟
ما الذي أدى إلى ضعف شخصية هذا الجيل من الشباب والفتيات؟
هل لك أنت تتخيل أن يأتي ابنك أو ابنتك يبكان بحرقة شديدة لم مجرد أن زملائهم لم يرسلوا لم ليكونوا معهم أثناء النزهة. بل ويعتبرون ذلك تنمراً!!!
بتأكيد تظن أن ذلك مستحيل ولكن يا صديقي هذا ما حصل بالفعل مع أحد الكاتبات الريطانيات مع ابنتها
تحكي الكاتبة البريطانية كلير فوكس أنها في عام2004 م كانت جالسة في بيتها تقوم ببعض الأعمال المنزلية، كانت في ذلك الوقت تنتظر عودة ابنتها من مدرستها بشكل طبيعي لتعد لها وجبة الغذاء، وبينما تؤدي مهامها المعتادة إذ فوجئت بدخول ابنتها عليها، وهي غارقة في دموعها ولا تستطيع أن تتمتم بكلمات مفهومة من شدة البكاء.
احتوت الأم ابنتها و احتضنتها وكفكفت دموعها، وبعدما هدأت الفتاة قليلا طلبت الأم منها إخبارها ماذا حدث، ورفضت الفتاة التحدث في أول الامر، لكن بعد إلحاح شديد بدأت الفتاة سرد حكايتها وقدمتها بسبب بكائها الرئيس:(لقد تعرضت للتنمر في المدرسة يا أمي!).
وعلى الفور حضر في مخيلة الأم مجموعة من السناريوهات البائسة للتنمرفي المدراس :(تري هل ضربها أطفال أكبر منها؟)، ( هل سرقت إحدى زميلاتها مصروفها اليومي)، ( هل أرغمت على التمرمغ في الوحل أو على إغراق رأسها في حمام الفتيات؟)
في الحقيقة لم تتعرض الفتاة لشئ من ذلك ، وعندما سألتها أمها (ما نوع التنمر الذي تعرضتله ؟)أخبرت الفتاة أمها أن صديقاتها ذهبوا إلى السينما بدونها.انتظرت الأم استكمال الحكاية لكنها انتهت عند ذلك الحد! لقد سكتت ابنتها ثم استمرت في البكاء، فلم تكن المشكلة أكبر من ذلك: صديقاتها تنزهوا ولم يرسلوا لتكون معهن أثناء النزهة.
اذا يجب أن نقف و نتسأل كيف تحول مفهوم التنمر؛ عبر الأيام من الضرب أو السرقة أو التحرش اللفظي أو الجسدي ، إلى مجرد عدم اصطحاب في خروجة أو نزهة،لماذا أثر هذا الموقف البيسط بهذه الشدة في نفسية الفتاة
وهل يعتبر ذلك إنذارا لجيل كامل تعرض لمشاعر مدللة، فصارت نفسيته قابلة للكسر في أي موقف ولو بسيط؟ هل يتغير العالم من حولنا وصار أقرب ما يكون لعالم من الهشاشة النفسية رقيق التحمل للمشاكل والضغوط؟
الجيل Z
مؤخرًا بدأ جيل المراهقين الشباب المسمى بجيل زي GENERATION Z الذي يطلق على مواليد 1997م نزولا إلى مواليد الالفينات، بدخول الجامعات أو الاحتكاك بسوق العمل والمجتمع بشكل أوسع، لاحظت الأجيال الأكبر أن هذا الجيل يعاني من هشاشة واضحة استدعت انتباهاُ من المختصين ، ووصل أحيانا من السخرية منهم ومن دلاالهم المفرط.
بالتأكيد عالمنا العربي لم يكن محلا لهذه الظاهرة، فهو عالم غارق في الصراعات والحروب
والفقر والمرض فلا مجال ولا رفاهية لهذه الظاهرة أساسًا، كما يعاني الشباب فيه من انعدام الأمان، وانخفاض مستوى الدخل وتردي الأنظمة الاقتصادية و التعليمية.
لكن في مطلع 2017 صاحب قدوم العام الجديد مجموعة من التغيرات في المنطقة بأسرها بالأضافة إلى الانتشار الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي، الامران اللذان مهدا لانتشار ظاهرة الهشاشة النفسية ، وسط فئات معينة من الشباب والفتيات العرب المنتمين للطبقات الوسطى والعليا. هل
كتبت في مقال سابق عن رجال لكن مراهقين، ونساء لكن مراهقات هنا