اضطراب الشخصية الحدية

اضطراب الشخصية الحدية

0 reviews

نرى جميعاً العالم بعيون مختلفة، لكن الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية لديه نظرة مشوهة بشكل غير طبيعي عن نفسه والبيئة المحيطة به فإن كل شيء يبدو غير مستقر ولكن هناك أمل في العلاج والشفاء لنتعرف على الأسباب والعلاج.

ما هو اضطراب الشخصية الحدية (BPD)؟
هو نوع من اضطرابات الشخصية يجعل من الصعب على الشخص الشعور بالراحة في نفسه، ويسبب مشاكل في السيطرة على العواطف و الانفعالات.
قد يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من أفكار ومعتقدات مؤلمة عن أنفسهم والآخرين ومشكلات تتعلق بالحالة المزاجية والتغيرات السلوكية وعدم الشعور بالاستقرار وانعدام الأمان، يمكن أن يسبب ذلك ضائقة في حياتهم العملية والحياة الأسرية والاجتماعية، بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية يضرون أنفسهم.
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من مستويات عالية من الضيق والغضب، وتختلف تجارب اضطراب الشخصية الحدية باختلاف الأشخاص قد يشعر بمشاعر شديدة للغاية أو ساحقة أو متغيرة قد يواجه أيضاً صعوبات في العلاقات أو الإحساس بالهوية.
تبدأ أعراض  (BPD)عادةً خلال سنوات المراهقة أو كشباب بالغ، ثم تتحسن خلال مرحلة البلوغ، والنساء أكثر عرضة من الرجال حيث تشير الدراسات إلى أن 75 في المائة من الحالات التي تم تشخيصها تشمل النساء.
لا يوجد سبب معروف للإصابة بالمرض فإذا كان شخص ما مصاباً باضطراب الشخصية الحدية، فهذا ليس خطأه ولم يتسبب في ذلك ولكن يُعتقد أنه مزيج من الطريقة التي يتم بها بناء عقلك والأشياء التي تواجهها في الحياة. 
على سبيل المثال قد تكون عرضة للإصابة به بناءً على الجينات التي تنتقل عبر عائلتك، ولكن بعد ذلك  قد يحدث شيء يمكن أن يؤدي إلى حدوث ذلك مثل إساءة المعاملة أو الإهمال.

لماذا يسمى اضطراب الشخصية "الحدية"؟
يتضمن اسم هذا المرض الكلمة غير العادية الحدود "Borderline " لأسباب تاريخية في الماضي، كانت الأمراض العقلية تصنف على أنها ذهنية أو عصبية عندما كتب الأطباء النفسيون لأول مرة عن اضطراب الشخصية الحدية، لم يندرج تحت أي من الفئتين وقرروا أنه ينتمي إلى خط وهمي بين هاتين المجموعتين من الأمراض.

متي يتم تشخيصك باضطراب الشخصية الحدية؟!
قد يتم تشخيصك باضطراب الشخصية الحدية إذا واجهت خمسة على الأقل من الأشياء التالية الشائعة، وإذا استمرت لفترة طويلة وكان لها تأثير كبير على أجزاء مختلفة من حياتك اليومية:
• الشعور بالقلق الشديد حيال تخلي الناس عنك أو أنك تحاول جاهداً منع حدوث ذلك.
• صعوبة في الثقة بالآخرين وخوف غير عقلاني مما ينوي الآخرون فعله.
• نمط من العلاقات المكثفة وغير المستقرة مع العائلة والأصدقاء والأحباء.
• ترى العلاقات على أنها مثالية تماماً أو سيئة تماماً.
• الشعور بمشاعر شديدة تستمر من بضع ساعات إلى بضعة أيام ويمكن أن تتغير بسرعة (مثل الشعور بالسعادة والثقة الشديدة للشعور فجأة بالحزن والحزن).
• التصرف باندفاع والقيام بأشياء يمكن أن تؤذيك، مثل الإفراط في تناول الطعام أو الإفراط في الإنفاق  أو القيادة بشكل خطير.
• أفكار أو تهديدات انتحارية وسلوكيات إيذاء النفس مثل الجرح.
• مشاكل الغضب والتي يمكن أن تشمل الغضب الشديد غير العقلاني وعدم التحكم في الغضب.
• المعاناة من جنون العظمة أو الانفصال في لحظات التوتر الشديد.
• الشعور بالفراغ في كثير من الأحيان.
قد تواجه جميع العلامات والأعراض أو بعضها أو القليل منها فقط إذا كنت تعيش مع اضطراب الشخصية الحدية، قد تؤدي أحداث أو أشخاص معينون إلى ظهور بعض الأعراض.
يمكن أن تتداخل العديد من أعراض اضطراب الشخصية الحدية مع حالات الصحة العقلية الأخرى، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب.

ما الذي يسبب اضطراب الشخصية الحدية؟
قد تؤثر عدة عوامل على تطور اضطراب الشخصية الحدية، لكن الباحثين ما زالوا لا يعرفون الأسباب الدقيقة يعتقد البعض أن الاستعداد الوراثي مقترناً بالعوامل البيئية قد يكون متورطاً وعلي الأرجح تشمل الأسباب:
علم الوراثة:-
أن الجينات مثل وجود قريب في العائلة يعيش مع اضطراب الشخصية الحدية، قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة ولكن العلماء لم يعثروا على جين معين أو ملف تعريف متعلق بتطور اضطراب الشخصية الحدية.
العوامل البيئية:-
قد تزيد بيئتك من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، فإن تأثيرات التجارب الصادمة في الطفولة تتعزز عندما "تتفاعل البيئة الأسرية المختلة التي تنتج الصدمات مع الصفات المزاجية الفطرية للطفل أو تعدد الأشكال الجينية المحددة." بمعنى آخر، عندما تقترن ببيئة ضغوط طويلة وعوامل الخطر الوراثية الأخرى فإن الصدمات الناتجة عن سوء المعاملة أو الاعتداء الجنسي أو التنمر أو الضغوطات الأخرى في طفولتك قد تتسبب في الإصابة باضطراب الشخصية الحدية.
التغييرات في بنية وظائف المخ:-
أو ما يعرف بالاضطرابات الدماغية وهى التغير في كيفية عمل دماغك وهيكله قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، قد تؤثر التغييرات على السلوكيات الاندفاعية وتجعل من الصعب تنظيم العواطف حيث أن التغييرات في مناطق معينة من الدماغ تتعلق بتنظيم العاطفة والاندفاعية والعدوانية، بالإضافة إلى ذلك قد لا تعمل بعض المواد الكيميائية في المخ التي تساعد على تنظيم الحالة المزاجية، مثل السيروتونين، بشكل صحيح.
ومع ذلك ليس من الواضح ما إذا كانت التغييرات تحدث كسبب محتمل أو عامل خطر، أو إذا حدثت نتيجة التعايش مع اضطراب الشخصية الحدية.
من المهم ملاحظة أنك قد تتعرض لواحد أو أكثر من الأسباب ولا تصاب باضطراب الشخصية الحدية أبداً.

من هو الشخص المعرض لخطر الإصابة باضطراب الشخصية الحدية؟
o إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، فمن المرجح  ولكن ليس مضمونًا أن تكون مريض (BPD).
o تعرضت للاعتداء العاطفي أو الجسدي أو التنمر أو تعرضت لمشاكل التعلق أو المشكلات الإجتماعية مثل انفصال الوالدين أو غيرها من الأحداث المؤلمة خلال مرحلة طفولتك.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية؟!
لا يوجد اختبار لاضطراب الشخصية الحدية، لا يمكن تشخيصه إلا من قبل أخصائي الصحة العقلية بعد التحدث إلى الشخص والتعرف عليه.
يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الحدية إذا كان لدى الشخص العديد من العلامات أو السمات. هناك العديد من التركيبات لهذه الميزات، لذلك قد يبدو الأشخاص الذين تم تشخيصهم باضطراب الشخصية الحدية مختلفين تماماً عن بعضهم البعض.

كيف يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية؟
قد يوصي أخصائي الصحة العقلية الخاص بك بواحد أو أكثر من العلاجات لاضطراب الشخصية الحدية، بما في ذلك العلاج النفسي أو الأدوية أو الاستشفاء.
العلاج النفسي
عادة ما يكون العلاج النفسي هو العلاج الرئيسي ل BPD، قد يوصي أخصائي الصحة العقلية بأحد أنواع العلاج النفسي التالية:-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تحديد وتغيير المعتقدات والسلوكيات غير الصحية والتصورات غير الدقيقة التي قد تكون لديك عن نفسك أو عن الآخرين، يعلمك طرقاً أفضل للتفاعل عندما تشعر بالغضب أو عدم الأمان أو القلق أو لديك أفكار انتحارية.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT)
يعلمك DBT كيفية التعرف على معتقداتك وسلوكياتك وإدراكها ويمكنك أيضاً من معرفة استجابات أكثر توازناً لسلوكيات الآخرين.
العلاج الذي يركز على المخطط 
يساعدك العلاج الذي يركز على المخطط على رؤية نفسك والعالم بطريقة أكثر إيجابية بدل من التفكير الأبيض والأسود فقط.


الأدوية:-
الأدوية لا تشفي من اضطراب الشخصية الحدية، لكنها يمكن أن تخفف الأعراض. طبيبك قد يصف الأدوية بالإضافة إلى العلاج النفسي للمساعدة في التغيرات في المزاج أو الاكتئاب، على سبيل المثال قد يصفون مضادات لعلاج الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق لعلاج القلق
العلاج في المستشفيات:-
إذا كانت أعراضك شديدة فقد يوصي طبيبك بالبقاء مؤقتًا في المستشفى لتلقي العلاج.
العلاج لأفراد الأسرة:-
في بعض الحالات قد تشمل العلاجات أفراد الأسرة خلال جلسة واحدة أو أكثر، قد يساعدهم ذلك على فهم الحالة بشكل أفضل والمساعدة في تقديم الدعم.

كيف يمكنني مساعدة شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟
إذا كنت تعرف شخصًا يعاني من اضطراب الشخصية الحدية، فإليك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها مساعدته:
• خذ وقتك في التعرف على اضطراب الشخصية الحدية لفهم ما يمر به من تحب.
• شجع من تحب على البحث عن علاج لاضطراب الشخصية الحدية واسأل عن العلاج الأسري إذا كان من أقاربك.
• قدم الدعم العاطفي والتفاهم والصبر. قد يكون التغيير صعباً ومخيفاً للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، ولكن يمكن أن تتحسن أعراضهم بمرور الوقت مع العلاج.
• ابحث عن العلاج بنفسك إذا كنت تعاني من ضغوط شديدة أو أعراض لحالات الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.

هل يمكن الشفاء من اضطراب الشخصية الحدية؟
مع العلاج، يتعافى معظم المصابين باضطراب الشخصية الحدية من أعراضهم لبعض الوقت على الأقل، إذا تعافى شخص ما فهناك فرصة جيدة ألا تظهر عليه الأعراض مرة أخرى.
يجد معظم الناس أن أعراضهم تتحسن في غضون بضع سنوات بعد التشخيص.
كثير من الناس يحققون حياة اجتماعية وعمل جيدة. لا يزال بعض الأشخاص يعانون من بعض المشاكل في العمل والحياة الاجتماعية ، على الرغم من تحسن الأعراض لديهم. 
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

3

followings

5

similar articles