المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة

المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة

0 المراجعات

المقدمــة:
هذه السلسلة من المقالات نتيجة جهد مقل من تدريب المعلمين والمعلمات والآباء والأمهات والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين على برامج تعديل السلوك، تهدف إلى مساعدتهم على تنمية مهارات حل المشكلات الطلابية لديك من خلال معرفة خصائص النمو لدى الأطفال (وطلاب الصفوف الأولى) وتحديد المشكلات السلوكية الأكثر انتشاراً لديهم، وأسبابها المحتملة، وتطبيق القواعد الذهبية للتعامل مع هذه المشكلات، وأخيراً معالجة المشكلات الشائعة لدى الأطفال (وأطفال الروضة بوجهٍ خاص).
والأهداف الرئيسة لهذه المقالات تمكن تحديدها في الآتى:image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة
• تحديد صفات الطفل الجسدية والعقلية والاجتماعية، والعوامل المؤثرة في نموه.
• تعريف السلوك، المشكلة، المشكلة السلوكية، والمفاهيم المرتبطة.
• تحديد معايير الحكم على السلوك غير المرغوب فيه، وأهم وسائل التعرف على المشكلات.
• تحديد أهم المشكلات السلوكية الأكثر انتشاراً للطفل، ومعرفة أسبابها.
• اكتساب مهارات حل المشكلات السلوكية التي يعانى منها الطفل.
• استخدام الاستراتيجيات المناسبة للتعامل مع المشكلة السلوكية.
• بناء خطة لتعديل السلوك من خلال دراسة بعض الحالات.

 صفات طفل الروضة والخصائص النمائية: 
o الصفات الجسدية:
 سرعة نمو العضلات الكبيرة، لذلك يجد صعوبة في مسك القلم للكتابة به.
 النشاط الزائد، وحاجته إلى اللعب وتفريغ الطاقة والاسترخاء (يحتاج لـ 10 ساعات نوم).
 التعلم بشكل كلى، لذا نجده لا يركز على الكتابة الدقيقة (خطوط غير موجهة- صعوبة التفريق بين يمين وشمال، و2،6، db).
 الذكور أكثر وزناً وحظاً في النسيج العضلى، بينما الإناث أكثر حظاً في النسيج الشحمى.
o الصفات العقلية:
 سرعة النمو العقلى واللغوى. (تكوين جمل قصيرة غير مركبة)
 سريع الملل وقصير التركيز، لذا يجب تنوع طرق التعلم معه.
 استخدام الحواس (يتعلم عن طريق الحواس).
 لديه حب استطلاع (كثير السؤال) والاستكشاف (التعلم بالمحاولة والخطأ).
 واسع الخيال ويتمركز حول ذاته.
o الصفات الاجتماعية:
 سريع الانفعال والتقلب (يركز حبه للوالدين، يتعلم الخوف من البيئة، تزداد الغيرة لديه).
 تقمص الشخصيات ولعب الأدوار (تقليد الكبار).
 ظهور ملامح الشخصية كالثقة، الشجاعة، الجبن، وتنمو لديه مفاهيم الصداقة والتعاون.
 ظهور بوادر النمو الاجتماعي كالسيطرة والقيادة، العناد والاستقلالية.

 

 العوامل المؤثرة في نمو طفل الروضة:image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة
يؤثر في نمو الطفل عدة عوامل أهمها:
 الجينات الوراثية والجنس (النوع).
 بيئة الجنين (غذاء الأم، الحالة الصحية للأم وعمرها أو تناولها للعقاقير).
 البيئة الخارجية (الأسرة والمجتمع، البيئة الثقافية، التغذية).
 المرض كتعرض الأم الحامل للزهرى أو الولادة المتعسرة، وتعرض الطفل لمرض بعد الولادة مثل السُّل وغيره- والحوادث نحو إصابة الطفل بالعاهات الجسمية أو الولادة قبل الاكتمال.

 تعريفات ومفاهيم السلوك، المشكلة، والمشكلات السلوكية:
 تعريف السلوك:
السلوك هو "كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد ظاهرةً كانت أو غير ظاهرة".
وترى الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أنه من الصعب جداً أن نعرف الخط الفاصل بين السلوك الطبيعى والسلوك الشاذ، ولكن يمكن الحكم على السلوك من خلال معايير معينة.
 تعديل السلوك: 
هو اصطلاح عام يشير إلى مجموعة الإجراءات أو الفنيات القابلة للتطبيق والتقييم، وتهدف إلى أحداث تغيير في السلوك، أو تدعيم السلوك مرغوب، أو تشكيل سلوك جديد.
والهدف الأساس في تعديل السلوك يتمحور حول مساعدة الفرد على اكتساب السلوك التكيفي المناسب، وتشكل المظاهر السلوكية والشخصية والاجتماعية.

 تعريف المشكلة:
"موقف يسعى فيه الفرد للبحث عن وسائل فعالة للتغلب على عائق أو عوائق تحول دون الوصول لهدف ذي قيمة"، وقد تكون المشكلة بارزة أو خفية أو كامنة.
وهي حالة من التباين أو الاختلاف بين واقع حالي أو مستقبلي، وهدف نسعى إلى تحقيقه، وعادة ما يكون هناك عقبات بين الواقع والمستهدف، كما أن العقبات قد تكون معلومة أو مجهولة.
 تعريف المشكلات السلوكية:
"سلوك متعلم، يتعلمه الطفل من البيئة التي يعيش فيها، وتوجد عوامل مشتركة تساعد على ظهروها، منها؛ سوء معاملة الوالدين، النزاعات أو المشكلات العائلية، والفقر".

 

 معايير الحكم على السلوك ووسائل التعرف عليه: 

image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة


يوجد عدة معايير يجعلنا نحكم على السلوك بأنه مشكلة يجب العمل على معالجته، وهى:
 عدم مناسبة السلوك للمرحلة العمرية، يرجع لسلوك طفل أصغر منه كالتأتأة.
 انحراف السلوك عن المعايير والقيم المقبولة اجتماعياً، كخلع الطفل ثيابه في القاعة.
 تكرار السلوك بشكل غير طبيعى في فترة زمنية محددة.
 مدة حدوث السلوك، فترة استمراره أطول بكثير أو أقل مما هو متوقع.
 شدة وحدة السلوك كأن يكون مدمراً ينتج عنه تدمير الممتلكات أو إيذاءً للنفس.


 أهم وسائل التعرف على المشكلات السلوكية:
 الملاحظة: المراقبة المقصودة لرصد ما يحدث وتسجيله.
 المقابلة الشخصية.
 دراسة الحالة: وتجدى نفعاً مع مشكلات صعوبات التعلم وضعف العلاقات الاجتماعية.
 الاختبارات والمقاييس الإحصائية.

 متى تذهب بالطفل إلى الأخصائي أو الطبيب النفسي؟

image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة


 عند محاولة إيذاء الطفل نفسه أو تهديده بذلك حتى وإن لم يفعل.
 محاولة الطفل إيذاء أخوه بسيي اهتمام الأم الزائد بطفل دون آخر.
 التهرب من المدرسة، والتمارض والتحايل بالأعذار للتهرب.
 تسببه في خلافات بين الوالدين نتيجة لتعارض رأييهما بشأن التعامل الأنسب للطفل.
 عدم قدرة الأم على مساعدة الطفل لتجاوز المرحلة.
 السلوك الشاذ وغير المناسب مع المرحلة العمرية (التبول اللاإرادى بعد سن الخامسة).

 التطور التقنى وأثره في بعض جوانب النمو الاجتماعى والانفعالى والعقلى:
كشفت إحدى الدراسات أن العاب الكمبيوتر وغيرها من الألعاب الإلكترونية لها تأثير إيجابي على العقل وتساعد على تحسن الصحة بوجه عام بخاصة بعد ح حدوث تطور تكنولوجي هائل في اختراع ألعاب كمبيوتر تجذب الطفل، فهناك ألعاب تمَّ اختراعها يجعل بعضها أكثر موضوعية وجدية من المرور بالتجربة على حقيقتها.
وقد وجد الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن أسهل طريقة لتوصيل المعلومات للأطفال، يمكن أن يكون من خلال لعب اللعبة، وسيكون لها نفس التأثير.
ويري كارمن راسونيلو) 2009(  مدى تأثيرات ألعاب الكمبيوتر على الجسم والدماغ ومحاربة الكآبة بالألعاب الإلكترونية، وأشار إلى أن استخدام ألعاب الكمبيوتر قد يساعد على اكتساب الأطفال الثقة بالنفس، ويمكن أن تحسن العلاقات الاجتماعية، كما لها أكبر الأثر على النمو الانفعالي والعقلي، حيث إن هذه الألعاب تسمح للأطفال بالتحكم في التجربة التي يخوضها أثناء اللعب.
وأكد كارمن علي أهمية وضرورة ممارسة الألعاب بشكل معتدل وألا يتحول الأمر إلى إدمان، حتى لا يترتب على ذلك أضرار نفسية واجتماعية.
فالحاسب والإنترنت والألعاب الإلكترونية من أكبر التحديات التي تواجه الأسرة في تربية أبنائها في وقتنا الحاضر، فخطر تركها من دو رقيب وحسيب يؤدى إلى آثار سلبية كثيرة، من أهمها:
• الآثار الصحية: السمنة، العصبية، عدم التركيز، ضعف النظر ...إلخ.
• الآثار النفسية: الانسحاب والعزلة، وعدم التفاعل الاجتماعى، والكسل، والعنف.
• الآثار الأخلاقية: تبني قيم سلبية، الانسياق وراء العلاقات المحرمة من حب وصداقة.
image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة

وبالتالي هناك مجموعة من الضوابط لاستخدام تلك الالعاب:
على الأسرة أن تتعامل مع هذا التحدي، كما تتعامل مع أي مشكلة تربوية أخرى، وذلك بأن تقدر حاجة الطفل إلى الضبط، فالطفل يحتاج أن يضبط سلوكه في التعامل مع هذه المستجدات، وعملية الضبط تحتاج إلى عدة شروط لكي تكون فاعلة وهي:
• ضرورة وضوح الضوابط التي تحكم استخدام هذه المستجدات، أي أن نتحدث مع أطفالنا قبل شراء الجهاز عن الضوابط التي يجب أن يسيروا عليها ليسمح لهم باستخدامه.
• لابد من التدرج والمرونة، بخاصة إذا كان الأمر في السابق متروكاً من دون ضوابط.
• نشترك مع أطفالنا في وضع هذه الضوابط، ونحاور، ونقنع، ونعلل، والطفل يستجيب أكثر إذا فهم وشعر بمشاركته في القرار.
• لابد من الحزم عند عدم الالتزام بتطبيق الضوابط، واتخاذ إجراء يمنع تكراره مستقبلاً.
• ضوابط الاستخدام يجب أن تشمل الوقت، عدد ساعات الاستخدام، متى يمكن استخدام الجهاز، هل يسمح باستخدامه أثناء الأسبوع أو في نهاية الأسبوع، ومن الضوابط أيضاً المضمون في اللعبة ويجب ألا نتهاون في صرف أطفالنا عن ألعاب العنف، أو تلك التي تحتوي على ما يخالف قيمنا ومعتقداتنا.
• لابد من استخدام المراقبة والمتابعة عن بُعد، من دون أن يشعر الطفل بذلك.
 

  • النظريات المفسرة للسلوك:

نظرية النمو النفسي الاجتماعي (لـ أريكسون):

بنى أريكسون نظريته على أسس نظرية التحليل النفسي لـ"فرويد"، وافترض ثمانية مراحل يمر بها الإنسان في نموه الاجتماعي، وحدد لكل مرحلة قضيتين إحداهما إيجابية والأخرى سلبية، وتشمل المراحل ما يلي:

  • مرحلة الثقة: ومقابلها عدم الثقة وتبدأ من الميلاد حتى الثانية حيث تولد الرعاية والعناية بالطفل في سنواته الأولى أي الشعور بالثقة، في حين يفقد الطفل الثقة في المحيط الذي يعيش فيه، إذا أخفق هذا المحيط في تلبية حاجات الطفل .
  • مرحلة الاستقلال: ويقابلها الشعور بالعار تبدأ من (1- 4) سنوات، فالتربية الجيدة تساعد الطفل على الشعور بذاته والقدرة على السيطرة عليها ،
  •  وإذا فشل الطفل في الشعور بالاستقلال فإنه يتولد لديه الإحساس بالعار.
  • المبادأة: ويقابلها الشعور بالذنب تبدأ من الثالثة حتى السادسة، وهي سنوات الخيال واللعب والمغامرة والتعامل مع الآخرين، 
  • وإذا فشل الطفل في تحقيق ذلك فإنه يشعر بالذنب ويصبح خائفاً مترددًا.
  • مرحلة الاجتهاد: ويقابلها الشعور بالنقص )سنوات التعليم الابتدائي( يتعلم  الطفل المهارات الأساسية )القراءة والكتابة والحساب)،
  •  كما يشارك في النشاط الاجتماعي واللعب المنظم ويقوم بتأدية الواجبات، والإخفاق في هذه المرحلة والمرحلة السابقة، يولد عند الطفل الشعور بالنقص.
  • مرحلة تحديد الهوية: ويقابلها اضطراب الهوية، وتظهر في مرحلة المراهقة.
  • مرحلة العلاقات العاطفية: ويقابلها الشعور بالعزلة؛ مرحلة الشباب والزواج.
  • مرحلة الإنتاج: ويقابلها الأنانية والإخفاق في العمل والحياة الزوجية قد تدفع الفرد للسلوك الأناني.
  • مرحلة التكامل: ويقابلها الشعور باليأس.

إن النجاح في المراحل السابقة يولد الشعور بالنجاح في الحياة العائلية والحياة العملية والإحساس والفشل في هذه المرحلة والمراحل السابقة يولد الإحساس بالإحباط واليأس في مراحل الحياة الأخرى.

نظرية النمو العقلى والمعرفى لـ (بياجيه):image about المشكلات السلوكية لدى الأطفال (1) المظاهر والنظريات المفسرة

ركز العالم السويسري جان بياجيه اهتمامه على النمو العقلي والمعرفي  الذى يطرأ على الشخص خلال التحول من مرحلة الوليد إلى مرحلة الرشد. وقد اهتم بالتعرف على الاستجابات التي يجيب بها الأطفال على اختباره الأشياء، ومن خلال الملاحظة المتكررة لسلوك الأطفال واستجاباتهم في  التفكير والاستدلال أمكن لـ بياجيه أن يستخلص "نظام عقلي منطقي"  يحكم تفكير الأطفال.

وقد استخدم بياجيه أسلوب الملاحظة، كان يريد أن يلاحظهم في مواقف طبيعية، وقدم نتائج دراسته في صورة تقارير وصفية ، وقد اهتم بالتعرف على العمليات المختلفة التي تتم داخلياًّ لدى الأطفال أثناء محاولتهم الإجابة عن الأسئلة الاختيارية.  لذلك كان لا يهمه إذا كانت إجابات الأطفال صواب أم خطأ، ولكن كان ما يهمه  الأسلوب الذى سار به تفكير الطفل حتى أصدر إجابته، إذ كان اهتمامه بالميكانيزمات العقلية التي تستخدم في التفكير وحلِّ المشكلات.

يري بياجيه أن النمو العقلي "هو عملية استيعاب الفرد لبيئته المادية والاجتماعية، والتيتبدأ بالإدراك الحسي وتنتهى بتكوين المفاهيم المجردة والاستيعاب الرمزي"

 ويشير مصطلح النمو العقلي المعرفي إلى تلك التغيرات في معارف وقدرات الفرد على التفكير فيما يحيط به من مظاهر، وعادة ما يطلق على مرحلة الطفولة المبكرة مرحلة السؤال، حيث تتكرر أسئلة الأطفال، على الرغم من عدم فهمه الكامل لتلك الأجوبة لعدم نضجه الكامل، فيقوم بتصنيفها في ضوء خبراته السابقة.

وقد أوضح بياجيه كيف ينمو العقل؟ والمراحل التي يمرَّ بها ذلك النمو العقلي. فهو يرى أن مخ الإنسان له نفس الخصائص التي تميز سائر الأعضاء في الجسم وهى:

  • الاعتمادية: المتبادلة بين الكائن الحي والبيئة التي يعي، فيها.
  • التفاعلية: المتبادلة بين الكائن والبيئة والت ثر بها والت ثير فيها.
  • التوازن :وهو ما يسعى إليه الفرد.
  • الثوابت الوظيفية: التي تحدد طريقة تفاعل الكائن مع بيئته.

في ضوء هذه الخصائص يفسر “بياجيه” عملية النمو العقلي. يمر النمو العقلي للإنسان بعددمن المراحل،تشمل:

أولاً: المرحلة الحس حركية (الميلاد- 2)

يتمثل النمو العقلي والمعرفي هنا في القدرة على التناسق الحسي حركي. فالطفل لا يعرف أي شيء عن العالم المحيط، وكل ما يملكه ردود أفعال انعكاسية مع البيئة الخارجية من خلال عمليتي الاستيعاب والمواءمة. ويبدأ في الاحتكاك مع البيئة من خلال معرفة حسية، ومع التكرار يبدأ التعرف أكثر. ففي الوقت الذى لا يبحث فيه عن اللعبة إذا سقطت في بداية حياته نجده في نهايتها يبحث عنها. إذا أصبح يميّز بين وجود الشيء وإدراكه.

ثانياً: مرحلة ما قبل العمليات (2- 7)

أ_ مرحلة ما قبل المفاهيم (2- 4):

يتغير تفكير الطفل من التفكير الحركي إلى التفكير الرمزي أو التمثيلي، وتظهر التمثيلات الرمزية) مثل: استبدال شيء غير حاضر مباشرًا بكلمة أو شيء حاضر، ويظهر ذلك أثناء لعب الأطفال. مثال/ يعتبر العصا .. حصان، القلم في فمه.. كالسيجارة.

حيث يدرك مجموعة من الأهداف المنفصلة في صورة إجمالية. ويتخطى الأفعال المحسوسة، ويصبح الطفل قادرًا على التأمل ويفكر. والتفكير له مضمون اجتماعي، حيث يستطيع الطفل أن يترجم أفكاره إلى أشكال يوصلها للآخرين.

ب_ مرحلة الحدس أو التخمين (4- 7):

يكتسب فيها الطفل المفاهيم بشكل حدسي )تخميني(، مثال: قطعة الحلوى المقسمة إلى أربع قطع أكبر من الواحدة السليمة. إذا احكام الطفل تأتى خاطئة، ويرجع ذلك إلى خصائص نموه العقل ي. وبالتالي أحكامه صادرة من الخبرة الحسية، ولا يحتفظ بالمعلومات في عقله، ولا يمكن إعادة ترتيبها، ولا يستطيع تجزئة الخبرة.

يظل نشاطه المعرفي محكوماً بحدود معينة تشمل: التمركز حول الذات، التركيز، اللامقلوبية، الاحتفاظ بخاصية الشيء، عدم القدرة على المتابعة الذهنية. فلا يستطيع الطفل استخلاص دلالات من أشياء ليست متجاورة.

 

ثالثاُ: مرحلة العمليات المحسوسة (7- 11):

يمارس فيها الطفل ألوا ن التفكير المنطقي، ويتحرر من تمركزه حول ذاته، ويتفاعل أكثر مع الآخرين، ويقوم بعمليات عقلية منطقية، ويفهم مبدأ الاحتفاظ بخاصية الشيء، والربط بين الكل والجزء.

 

رابعاً: مرحلة العمليات المجردة (11- 15):

تنمو فيها قدرة المراهق على: التفكير المنظم، التعامل مع الأشياء ا ردة، التفكير المنطقي، التفكير العلمي والقدرة على فرض الفروض وحل المشكلات، ولكنه يرجع إلى التمركز حول الذات مرة أخرى.

التمركزحول الذات: يفكر الطفل في العالم من خلال ذاته، لا يأخذ وجهات نظر الأخرين، يفترض أن كل فرد يفكر كما يفكر هو، وعدم وضع نفسه موضع الأخرين، مثال: هل لك أخ؟  يقول نعم، هل أخوك له أخ؟ يقول: لا.

كما يضفى صفة الايحائية على الأشياء، مثال؛ الشمس تتبعه لأنه ولد طيب، القمر ينظر إليه ويراقبه، الحصا الخشبي يحدثه ويستمع إليه.

النظرية السلوكية:

السلوكيون يرون أنه لا يمكن دراسة ما لا يمكن أن تلاحظه، ومن ثم يبحثون عن السلوكيات الظاهرة التي تحدث مع الأداء اللغوي. وهم يعتقدون أن اللغة متعلمة، فهم لا يرون أن اللغة شيء فريد مميز بين السلوكيات الإنسانية، ويرى واطسون " أن اللغة في مراحلها المبكرة أنموذج بسيط من السلوك. ويرى السلوكيون أن اللغة هي شيء يفعله الطفل وليس شيء يملكه الطفل. ويرون أن السلوك اللغوي متعلم بالتقليد والتعزيز.

ولاشك في أن التعزيز والتقليد يلعبان دورًا في النمو اللغوي إلا أن من أبرز جوانب القصور في هذه النظرية هو الافتراض أن الطفل يلعب دورًا سلبياًّ في اكتساب اللغة.

المدرسة الإدراكية أو المعرفية:

أن الطفل يتعلمّ التراكيب اللغوية عن طريق تقدير فرضيات معينة مبنية على النماذج اللغوية التي يسمعها، ثم وضع هذه الفرضيات موضع الاختبار في الاستعمال اللغوي وتعديلها عندما يتضح له خطيها، فيقوم بتقريبها تدريجياًّ من تراكيب الكبار إلى أن تصبح تراكيبه مطابقة لتراكيبهم، أي إن الطفل يستخلص قاعدة لغوية معينة من النماذج التي يسمعها ثم يطبق هذه القاعدة وبعد ذلك يعدلها إلى أن تطابق القاعدة التي يستعملها الكبار.

نظرية النمو الخلقى (لـ كوليج):

طرح لورانس كولبرج تصوره للنمو الأخلاقي أول مرة من خلال رسالته للدكتوراه (1958)؛ حيث عمل على إعادة ما طرحه بياجيه مستخدماً عينة من الأمريكيين.  وقد أخذ كولبرج بما طرحه بياجيه في مرور الطفل بمراحل النمو المعرفي وأكد أهميتها. وقد طبق دراسته على (72) فرداً تتراوح أعمارهم (10- 16) سنة واستخدم أثناء المقابلات قصصاً وحوارات تشابه ما استخدمه بياجيه في دراسته، وكانت تدور حول شخص أمام مأزق أخلاقي، ويطلب من المفحوص أن يذكر ماذا يفعل لو كان مكان ذلك الشخص؟ مع إعطاء تبرير لذلك التصرف الذي ذكره. ومن خلال ذلك توصل كولبرج إلى تحديد ست مراحل للنمو الأخلاقي، داخل ثلاثة مستويات رئيسة، تختلف فيها مبررات إصدار الأحكام الأخلاقية.

وقد استخدم في تحديد تلك المستويات مصطلح "العرف والقانون " ويقصد به: التمسك ومسايرة قواعد المجتمع وتوقعاته وتقاليده وقوانينه، لأن المجتمع ارتضاهما. وهذا ما لا يعيه الفرد في المستوى الأول، أما الأفراد في المستوى الثالث فهم يعون هذه القواعد والتوقعات والتقاليد والقوانين، ليس لأنها عرف وقانون المجتمع وإنما لأنهم يقبلون المبادئ الأخلاقية العامة التي تكون أساسها، وعندما يتعارض العرف والقانون مع هذه المبادئ العامة فهؤلاء الأفراد يصدروا أحكامهم طبقً للمبادئ وليس طبقاً للعرف والقانون.

ويعتبر النمو الخلقي أحد مظاهر التنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم الطفل كيفية المواءمة مع ما يتوقعه المجتمع منه، ويستوعبه مجموعة من المعايير يطلق عليها اسم "معايير الحكم الأخلاقى".

فالقيمة الخلقية هي "مجموعة الأحكام والأفكار التي استوعبها الفرد داخله ولم تعد مفروضة عليه من الخارج"، 

ويفترض الباحثون في هذا الميدأ أن الإنسان بصفة عامة يحرص على اتباع القواعد الاجتماعية والأخلاقية حتى لا يعرض نفسه لمشاعر الذنب.

واعتبر كولبرج أن المفهوم الأساسي للنمو الخلقي هو "العدل" والتوازن بين حقوق الأفراد وواجباتهم. لذلك يرى أن التلقين الذى يفرضه الآباء على الصغار لا يؤدى إلى النمو الخلقي عندهم، ويرى أن هناك مفاهيم أخلاقية في كل الثقافات مثل: الحب، الحرية، العدل، السلطة.. إلخ. كما يرى أن العمر الزمني له أهمية خاصة في مجال الأحكام الخلقية، حيث تزداد قوة الحكم الخلقي مع التقدم في العمر.

 

فى المقال التالى ( بمشيئة الله) نجيب على سؤال مهم وهو؛ لماذا يصدر السلوك السئ من الطفل؟ وما هى أهم المشكلات السلوكية التى يعانى منها الآباء والمعلمون والمعلمات؟ 

سعدت بقرائتكم لهذا المقال، وآآمل التعليق والمتابعة. 

د/ محمد الدسوقى عبد العليم، مستشار أسرى وتربوى معتمد من الاتحاد الدولى للتدريب.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

48

متابعهم

52

مقالات مشابة