ملخص كتاب - "دكتور عادل صادق مباريات سيكولوجية"

ملخص كتاب - "دكتور عادل صادق مباريات سيكولوجية"

0 المراجعات

 

 يقدم دكتور عادل صادق الذي يعد من رواد علم النفس، في كتاب مباريات سيكولوجية معلومات من علم النفس تساعدك على التعرف على ذاتك، وتفاعلاتك مع البشر، كما يقدم شرح مفصل وبسيط للقارئ، عن الإفتراض السيكولوجي

 للطبيب النفسي الأمريكي توماس أنتوني هاريس في كتاب أنا بخير - أنت بخير ، وعن نظرية إريك بيرن الطبيب الكندي في نظريته التحليل التبادلي؛ التي يشرحها في كتاب ألاعيب يلعبها البشر.

 كتاب مباريا سيكولوجية  قيم وغني بال معلومات عن علم النفس  لمن يحب علم النفس ، تطوير الذات، بناء الإتصال الفعال مع الآخرين. ملخص الكتاب سوف نقسمه على ثلاثة أجزاء.


 

أولا : هيكل الشخصية هناك ثلاثة حالات الذات

أنواع الشخصيات في علم النفس
 

[1] ذات الوالدية 

لها أهمية كبيرة في تكوين الشخصية لدينا ، لا يكون الإنسان إنسانًا ذا ضمير وقيم بدونها، أو لا يوجد ترابط اجتماعي بدونها. تبدأ هذه الحالة من اللحظات الأولى للطفل إلى سن 5 سنوات,

وهي عدد كبير من التنبيهات والتحذيرات والنصح والوعظ المتمثلة في افعل هذا ولا تفعل هذا ، التي تلقيناها سابقًا من غير  تدقيق وتحرير ، تلقيناها مباشرة وسجلناها صورة وصوتًا بالمخ منذ صغرنا من الشخصيات الوالدية.

وهذا الكم الكبير  جدا من الرسائل كون أنماط سلوكنا، ويُعد الخروج عنه بمثابة خزي وعار ، يسميه سيغموند فرويد  مؤسس التحليل النفسي الأنا الأعلى _ الضمير، ويطلق عليه إريك بيرن الذات الوالدية.

وهذه الذات  الوالدية تحتوي على انفعالات وسلوك وعواطف وأحداث ومواقف واتجاهات الشخصيات الوالدية، وهذه الشخصيات الوالدية لا يشترط أن تكون متمثلة في الأب أو الأم فحسب.

قد يكون أقارب مثل جد وجدة وأعمام وعمات وخالات وأخوات ،  أو مربية أو ما شاهدناه في التلفزيون وسمعناه في الراديو ، بمعنى كل ما أثر بنا وأخذناه قدوة لنا. يقول الدكتورعادل صادق، عندما ننضج ونتعلم ونمر بكثير من التجارب والخبرات ، وينضج لدينا ذات البالغ.

ندرك أن بعض الرسائل المسجلة في الذات الوالدية لدينا تأخذ انطباعًا سلبيا أو ليست صحيحة وتصلح لكل زمن أو حدث وموقف ، مثل النقد الحاد والعصبية والسيطرة غير الواقعية ، والتحيز، بمعنى يجب إسقاط بعض من هذه الرسائل السلبية.

لذلك ينصحنا الدكتور عادل صادق بمراقبة أنفسنا بوعي وبصيرة حتى لا نقع تحت تأثير ذات الوالدية، وهذا من خلال ذات البالغ لدينا. 

 

[2] ذات الطفولة أو ذات الطفل 
 

هي نوع آخر من التسجيلات بالمخ تحتوي على الطريقة التي نظرنا بها للحياة ، والمشاعر  والتكيف والتجارب المكونه للخبرات التي جمعناها في داخلنا في السنوات الخمسة الأولى.

مهما بلغ بنا العمر فإن ذات الطفولة تظهر أحـيانًا من غير سبب منطقي فجأة ، وتؤثر في كثير من تعاملانا، وتحدد بعض إتجاهانا ، وتتحكم أحيانًا في تصرفنا وسلوكنا.

مثلًا : الشخص الذي يطلب ويثور ويريد اللذة الوقتية ، ويفعل ما يريد دون إدراك ووعي أو دون تفكير في  العواقب ، يكون في هذا الحال تحت تأثير ذات الطفل، مثال آخر ، الشخص الذي يبدأ بفعل شئ ما ولا يُكمله ويُحبط وييأس ، يكون تحت تأثير ذات الطفل ، لأن الطفل لا يصبر ؛ حر غير مسؤول.

مثال آخر : الشخص الذي عنده الخوف من التحدث أمام الجمهور وعقله الواعي لا يجد أي مبرر وسبب منطقي لهذا الشعور ، فالسبب في هذا الشعور هو بداخل ذات الطفولة الخائف المرتعش الذي تعرض لموقف وحدث مشابه 

لهذا في الصغر ، وشعر بهذا الشعور واستقر بداخله ، حتى إذا مر عليه موقف مشابه مهما بلغ به العمر ، فإن الشريط المسجل يدار ويعود به إلى شعوره بالخوف ، من تنمر أو نقد حاد يذكره بشعور الخوف الذي شعر به في طفولته.

يقول دكتور عادلصادق : إن المسئولية الكبيرة هنا تقع  على الأباء والأمهات أن يجعلا الأبناء ينمو اجتماعيًّا، ويتعاملون مع الناس بشجاعة وحرية.

كما يقول أيضًا إن الطفل حر غير مسؤول ، وحله لأمور الحياة يكون بالدفاع عن ذاته أو الهروب من المشاكل لراحته.

ويقول : إن كثيرًا من أحاسيس الطفولة تعيق النجاح والتقدم؛ فيجب أن نلاحظ ونراقب أنفسنا ولا نترك زمام الأمور بيد ذات الطفل حتى لا يتضخم بداخلنا.

لكن أيضًا لا نخنق ذات الطفولة بداخلنا ، فنحن بحاجة إلى الترفيه والمرح والى مشاعر الطفولة بوعي وإدراك منا ، نحن بحاجة إلى ذات الوالدية أيضًا ، لكل منهما دوره المهم والحيوي في حياتنا.

لذلك يؤكد دكتور عادل على ما قاله في الذات الوالدية أن بعض الرسائل قد تأخذ شكلا سلبيا ، فيجب علينا الإدراك ببصيرة ذاتية تحليلية لنسطع أن نوقف ونسيطر ونتحرك بذات البالغ ؛ لأنها الذات الأقدر على التحليل والمواجهة واتخاذ القرارات المناسبة. 

 

 [3] ذات البالغ 

تنمو هذه الحالة في الطفل بعمر 10 أشهر ، وتستمر معنا في حياتنا؛ إذا لم يحدث لها شيء يعيقها. 

ذات البالغ : هي القدرة على التفكير بموضوعية ، التفكير الراشد والواقعي المبني على تحليل الحقائق، والربط بين المواقف والأحداث وتقدير الاحتمالات قبل اتخاذ القرارات.

كلما زادت المعلومات في موضوع معين ؛ زاد اتخاذك قرار على نحو أفضل في هذا الموضوع ؛ لأن ذات البالغ تتشكل من التعليم والمعرفة التي نُظمت وخُزنت على شكل خبرات؛ أشبه بالبرمجة بالمخ.

حالة ذات البالغ لا تتعامل مع العالم الخارجي فقط بل تتعامل مع ما يدور بداخلنا ، تدير الشخصية وتكون الحكم الجيد الذي يعمل بحزم وقوة بين ذات الطفولة وذات الوالدية ، وتتعرف 

على الجانب السلبي في الحالتين وتسقطه وتعزل هذه الرسائل ، وتتعرف على الجانب الإيجابي أيضًا في الحالتين فتدعمه ؛

وتتسم ذات البالغ بالتفكير الواضح، أحيانًا يُصاب هذا التفكير  الواضح بالتشوش، والسبب في ذلك تأثير ذات الطفولة وذات الوالدية.

مثلا : مدير العمل حين يختار عاملًا جديدًا ، ويتحدث معه ، يكون هذا قرار ذات البالغ ، فجأة يرفض هذا العامل لماذا ؟ لأنه أثناء الحديث إكتشف أنه وُلد في منطقة معينة ، وهذه المنطقة يربطها في ذهنه بمثل شعبي سمعه من الشخصيات الوالدية,

 أن أهل هذه المنطقة لا يصلحون للعمل الشاق ، في هذه الحالة يخرج عن التفكير بموضوعية ، ويكون تحت تأثير تحيز ذات الوالدية.

مثلا آخر : ربما يأتي التشويش من ذات الطفولة ، فأغلب الناس يترسب في خيالهم مهما بلغ بهم العمر اعتقاد السحر ، أي سيحدث شيء سحري في حياتهم ، فتراه يؤجل الأعمال والقرارات في انتظار هذا الشيء.

وهذا يُطلق عليه تلوث ذات البالغ بعاطفة وخيال الطفولة ؛ لذلك ينصحنا دكتور عادل صادق بفهم منطق الحالات الثلاثة  للذات وأن نكون أكثر إدراكًا وبصيرة.


الجزء الثاني: الإتصالات البشرية 
 

  الإتصال الفعال ، تطوير الذات 

هناك أربعة مشاعر نشعر بها عند التحدث إلى إنسان نتعرف عليه للمرة الأولى ، هذه المشاعر نشعر بها تحديدًا بعد 5 دقائق من بدء الحديث هذه الأحاسيس هي:

 

1- الإنسجام العقلي والوجداني 

هذا يكون قمة الإتصال الفعال في العلاقات الإنسانية ؛ لأنه يحدث تناغم بين الطرفين على المستوى العقلي والعاطفي في الإهتمامات والثقافات والذكاء وتنقلات حالات الذات الثلاث.
 

2- الشعور بالتعاطف 

مثال : عندما يحدثك شخص عن آلامه ومعاناته فيحرك بداخلك الذات الوالدية فتتعاطف معه.

 

3- عدم الإهتمام للحديث 

مثال: رجل يذهب إلى الحفلة التنكرية والناس فيها  سعداء ويستمتعون كالأطفال وهو يريد التحدث مع صديقه عن أعمال الشركة.

 

4- الإبتعاد والنفور 

مثال : رجل يتحدث بانتقاد شديد أو عصبية أو إساءة. 

 

أثناء التواصل مع الناس تحدث 3 أنواع من التبادلات 
 

 معلومات عن علم النفس وتحليل الشخصيات 

 

• التبادلات المكملة 

حين ترسَل رسالة من ذات البالغ لديك ،وتحصل على إستجابة بالتوازي من ذات البالغ للشخص الآخر الذي تحدثه ، فينتج عن هذه الإستجابة الشعور بالإنسجام والتناغم.
 

•التبادلات المتقاطعة 

تخاطب ذاتًا فترد عليك ذات أخرى عكس المتوقع، وهذا يثير مشاكل في أغلب الأحيان بين الناس.

مثال : رجل يسأل زوجته بذات البالغ ويقولها أين القميص الأسود إنه مفقود ؟ فترد عليه زوجته بذات الوالدية؛ وتنتقده وتقول ابحث عليه بنفسك ، أنت تريد أن يخدمك الناس وأنت جالس.
 

• التبادلات الخفية 

حين تقول رسالة غير مباشرة مع الرسالة المباشرة؛ أو تقول أكثر من رسالة تكون الرسالة تحمل أكثر من معنى، تظهر شئ وتخفي شئ أو تقول شئ ظاهري وتخفي شئ باطني.

مثال: صديق يكسر لصديقه النظارة من غير قصد فيقول لصديقه هل غضبت مني؟! فيقول صديقه بوجه عابس ويضغط على أسنانه ، لا عليك ، لا تشغل بالك، أنا لست غاضبًا منك. هنا يرسل رسالة له غير لفظية بالغة الجسد عكس الرسالة اللفظية الظاهرية.

 

اللمسة السحرية في العلاقات الإنسانية 

كل إنسان منا بحاجة إلى الإهتمام والتقدير والرعاية والشعور بالانتماء ، وبحاجة إلى الإعتراف به من الناس ، والناس تختلف في هذا ، فهناك شخص يحب الإعتراف به أنه ذكي، 

 وآخر أنه قوي، وشخص آخر بإنجازه الأكاديمي ، وآخر بموهبته وما يملك من قدرات وإمكانيات ، فيجب أن نعرف هذا ونُظهره في العلاقات مع الناس.
 

كن أنت المخرج والمؤلف 
 

لا تتحدث إلا إذا تعرفت على الذات النشطة عند من تحدثه لتدير الحوار بذكاء ، بمعنى إذا أردت أن تحصل على استجابة ناجحة مع من تتحدث معه يجب أن تتحدث معه من ذات معينة عندك،

 لا تتصادم أو تتقاطع مع الذات النشطة عندهم ، ثم بعد ذلك تنتقل بهم وبذاتك إلى حالة ذات البالغ.

 

الجزء الثالث : المباريات السيكولوجية

 إفتراضات البشر عن أنفسهم وعن الآخرين ( إفتراض سيكولوجي)
 

تعبر ملامحنا النفسية عن شخصياتنا مثل ملامح الوجه تمامًا ، هذه الملامح النفسية هي المواقف والأحداث والأفكار والتجارب والفلسفة والطموح والسلوك والثقافة والطباع ، ومن خلال هذه الملامح نتبنى افتراضات عن أنفسنا والناس أيضا.

هناك أربعة أنواع من الافتراضات ، توجد واحدة منها صحية وطبيعة والثلاثة المتبقية مؤلمة ومؤذية وغير سوية لنا وللآخرين ، وهذه المباريات السيكولوجية لها شكل ظاهري اجتماعي برئ وطيب ظاهرها علاقات وتبادلات إنسانية ، ولكن يكمن في باطنها شيء أشبه بالسم الإجتماعي. 

 

الصحية التي يجب أن نتبناها أنا بخير وأنت بخير 

هذا الإفتراض الذي يجب أن نتبناه عن أنفسنا والآخرين ويكون بمثابة شعار لنا في كل يوم.
 

أنا بخير وانت لست بخير 

كأن الشخص يقول ابتعد عن طريقي. صاحب هذا الإفتراض لا يشعر بالسعادة ؛ لأن السعادة والخير لا يتحققان إلا إذا شعر الإنسان أنه بخير والآخرين بخير.

مشكلة هذا الشخص بدأت في الطفوله. الجانب الأول من مشاعره هو الاضطهاد ، هو يعتقد بوجود حرب ضده من الناس دائمًا والشك يتملك تفكيره والتوقع السيئ. 

والجانب الآخر من مشاعره هو الغرور ، هو يقوم بالإسقاط النفسي على الآخرين يلصق ما بداخله دائمًا عليهم ليشعر أنه بخير ، وأن الآخرين ليسوا بخير.

مثال : مدير العمل يطلب من الموظفين المساعدة في حل مشكلة ما ، فيبدأ الموظفون بتقديم حلول منطقية وواقعية للمشكله ، هذا المدير  يقوم برفضها كلها واحدة تلو الأخرى، 

ويترك الآخرين مستنزفين الطاقة؛ ليشعرهم بالهزيمة ، وأنهم عاجزون عن حل هذه المشكلة، ويشعر هو أنه منتصر عليهم ، وأنه بخير وهم ليسوا بخير هو وحده القادر على حل المشكلة.

عندما يقع أحد في مشكلة ما يبدأ لاعب المباراة السيكولوجية بالهجوم عليه ، ويستخدم سلاح الشعور بالذنب (الضمير) ، ويتفنن في تأنيب ضميره ليحصل على إشباع لغروره ويثبت لنفسك أنه هو بخير والآخر ليس بخير.

لاعب هذه المباراة لا يتحمل مسؤولية أخطائه ، بل يرتكب الخطأ ويقوم بالإسقاط النفسي على الآخرين، ويختلف معهم ليثبت لنفسه أنه هو بخير ما دام مبتعدًا عن الناس.
 

أنت بخير اما انا لست بخير 

تعرف هذه الشخصية باسم الشخصية الإكتئابية ، كأن صاحب هذا الإفتراض يقول أنا لا شيء إذا قارنت نفسي بك ، هو يقنط وييأس ويضخم ما يقابله من عوائق ليخفي عجزه وقلة حيلته وتدني تقدير ذاته وراء هذا الإفتراض؛ ليجذب إنتباه ومشاعر الشفقة والتعاطف من الآخرين.

 

أنا لست بخير وانت أيضا لست بخير 

أصحاب المباراة السيكولوجية هذه كأنهم يقولون لا فائدة من الحياة ، كأنهم في مسابقة رياضية تنافسية على من يستحق التعاطف والشفقة أكثر من الآخر ، من يكون صاحب المعاناة والألم الأكثر والأكبر.

مثال : شخص يقول أنا مرهق وأشعر بالملل من العمل ويحكي عن المعاناة والألم فالشخص الآخر يحكي له عن المعاناة والألم  نفسه من العمل، كلما يتحدث طرف عن ألم ومعاناة وشكوى يتحدث الطرف الآخر عن معاناة وألم أكبر وأكثر.

 

مسك الختام 

ل دكتور عادل صادق 

ربما نمر  بمواقف وظروف ونحن على غير علم بمنطق هذه الإفتراضات ، نحن معرضون أن نخرج عن إطار الإفتراض الصحي الطبيعي أنا بخير وأنت بخير ، لكننا على علم الآن إننا إن خرجنا عن هذا الإفتراض سوف نعود إليه أكثر اشتياقًا نعود إلى بيتنا الأصيل ؛ لننعم بالسعادة وبالحياة فيه.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

19

متابعين

17

متابعهم

50

مقالات مشابة