الأبوة والفطرة: هل يولد الإنسان أباً أم يصبح أباً؟

الأبوة والفطرة: هل يولد الإنسان أباً أم يصبح أباً؟

0 المراجعات

 

كثير من الرجال يعتقدون أن الأبوة هي شيء يأتي  بالفطرة، وأنهم لا يحتاجون إلى أي تعليم أو تدريب أو توجيه لأداء دورهم كآباء. ولكن هل هذا صحيح؟ وهل الفطرة تكفي لتحقيق الأبوة السليمة والمثلى؟ في هذا المقال، سنبين أن الأبوة هي فن يحتاج إلى معرفة ومهارة وتطوير، وسنذكر بعض المواصفات والمتطلبات والخطوات التي تساعد الرجل على أن يكون أباً بالفطرة، أي أباً يتفق مع خلقة الله التي جبل عليها الإنسان.


 

مقدمة :

كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”، هذا ما رواه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، يدل على أن الإنسان يولد على خلقة الله التي جبل عليها، وأن الفطرة هي القبول للحق والإسلام والتوحيد. ولكن ما هي العلاقة بين الفطرة والأبوة؟ وهل يولد الإنسان أباً بالفطرة، أم يصبح أباً بالتعلم والتجربة؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا المقال، الذي سنستعرض فيه بعض المواصفات والمتطلبات والخطوات التي تمكن الرجل من أن يكون أبا.


 

هل يولد الانسان أبا بالفطرة أم يصبح أبا بالتعلم والتجربة؟

هذا سؤال مهم ومحير، وليس له إجابة واحدة أو بسيطة. فالأبوة هي دور ومسؤولية ومهارة، تتأثر بعوامل كثيرة، منها الفطرة والتعلم والتجربة وغيرها. لنحاول أن نفهم معنى كل من هذه العوامل، وكيف تؤثر على الأبوة.


 

الفطرة: هي الخلقة الأصلية التي جبل الله عليها الإنسان، والتي تشمل معرفة الله وتوحيده والقبول للحق والإسلام والتوحيد. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" . ومن هذه الفطرة أيضا محبة الأب لولده ورعايته وحمايته وتعليمه وتربيته. فالأبوة هي فطرة في الإنسان، تدفعه إلى أن يكون أباً لأبنائه، ولكن هذه الفطرة تحتاج إلى تنمية وتطوير وتنقية من الشوائب والمؤثرات السلبية.


 

التعلم: هو اكتساب المعرفة والمهارة والسلوك من خلال الدراسة والتعليم والتثقيف والتوجيه. فالأبوة هي فن وعلم، يحتاج الأب إلى تعلمه وتدريبه وتحسينه. فالأب يحتاج إلى معرفة ما هي حقوق ولده وواجباته تجاهه، وما هي مراحل نموه واحتياجاته ومشاكله، وما هي أساليب التربية والتعامل والتواصل معه، وما هي القدوة والنموذج والمثال الذي يقدمه له. وهذه المعرفة والمهارة لا يمكن أن تأتي بالفطرة فقط، بل تحتاج إلى التعلم من الكتب والمقالات والدورات والندوات والمحاضرات والفتاوى والاستشارات وغيرها من المصادر الموثوقة والمفيدة.


 

التجربة: هي الممارسة والتطبيق والاختبار والتقييم والتعديل والتحسين. فالأبوة هي مهارة وعمل، يحتاج الأب إلى تجربته وتطبيقه وتقييمه وتحسينه. فالأب يحتاج إلى أن يمارس دوره كأب بشكل عملي وفعال، وأن يتعامل مع ولده بحكمة ورحمة وعدل وصبر، وأن يختبر نتائج تربيته وتعليمه وتوجيهه، وأن يقيم مدى نجاحه أو فشله، وأن يعدل من أخطائه ويحسن من صوابه. وهذه التجربة لا يمكن أن تأتي بالفطرة أو التعلم فقط، بل تحتاج إلى التطبيق والممارسة والتعلم من الخبرات الناجحة والفاشلة.


 

من هذا التحليل، نستنتج أن الأبوة ليست شيئاً يولد الإنسان عليه بالفطرة فقط، ولا شيئاً يصبح عليه بالتعلم والتجربة فقط، بل هي شيئاً يجمع بين الفطرة والتعلم والتجربة، ويتأثر بكل منها. فالفطرة هي الأساس والمنبع، والتعلم هو الوسيلة والمعين، والتجربة هو الهدف والمقياس. والأب الناجح هو الذي يجمع بين هذه العوامل، ويستفيد منها، ويتوازن بينها، ويتقنها. 


 

التحديات والتوقعات التي تواجه الأب في عملية التربية:


 

من أصعب المهام التي يقوم بها الأب هي تربية الأطفال، فهي تستغرق وقتاً طويلاً وتتطلب جهداً كبيراً وتحمل مسؤولية عظيمة. فالأب يسعى إلى أن ينشئ ولده على الخير والصلاح والنجاح والسعادة، ويعلمه ما يحتاجه من معرفة ومهارة وقيمة وسلوك. ولكن هل يمكن للأب أن يتوقع أن يرى نتائج تربيته على الفور؟ وهل يمكن للأب أن يضمن أن ولده سيستجيب لتعليمه وتوجيهه ونصيحه؟ وهل يمكن للأب أن يتحكم في كل العوامل التي تؤثر على شخصية ومستقبل ولده؟ 


 

الإجابة على هذه الأسئلة هي لا. فتربية الأطفال ليست عملية سهلة أو بسيطة أو مضمونة، بل هي عملية معقدة ومتغيرة ومحفوفة بالمخاطر. ولذلك، يجب على الأب أن يكون صبوراً ومتوكلاً على الله في تربية ولده، وأن يبذل ما في وسعه من جهد وعناية وحكمة ورحمة وعدل وصبر، وأن يتقبل النتائج برضا واستسلام وحسن ظن بالله.


 

عزيزى الأب أريدك أن تضع هذه القاعدة نصب عينيك، عملية التربية عي عملية مستمرة، تستخدم مخرجاتها لإعادة تدوير العملية مرة أخرى حتى تصل إلى أفضل نتيجة ممكنة، لذلك دائما عليك أن تتوقف وتراقب أهدافك و معطياتك الحالية.



 

ماذا عليك ان تتعلم لتكون مستعدًا أن تكون أباً


 

لتكون أباً مميزاً، عليك أن تتعلم بعض الأشياء الضرورية والنافعة، مثل:


 

- كيف تتواصل مع طفلك بمودة ورفق وعناية وحوار .

- كيف تربي طفلك على العلوم والمعارف والأخلاق والقيم .

- كيف تخلق لطفلك جواً ملائماً وسليماً ومشجعاً للنماء والارتقاء .

- كيف تتعامل كل مرحلة عمرية من الأطفال بما يناسب احتياجاتها وصعوباتها وفرصها.

- كيف تكون نموذجاً وسنداً ومعلماً ورفيقاً وداعماً لطفلك في كل أحواله .

- كيف تنظم أنشطة لوقت مسلي ومفيد مع طفلك.

- كيف تحافظ على وقتك الشخصي وتجمع بين مهامك العائلية والمهنية والفردية.


 

هذه بعض الأشياء التي يمكنك تعلمها لتكون أباً جاهزاً ومميزاً، يمكنك متابعة مقالاتنا لتعلم كل ما يهمك عن الأبوة و دورك في التربية.


 

وهناك أيضاً مصادر كثيرة تساعدك على ذلك، مثل الكتب والمقالات والمحاضرات والفتاوى والاستشارات وغيرها من المصادر الموثوقة والنافعة. 


 

https://stories.amwaly.com/blog/71989/رمسيس-و-الأطفال-في-مصر-القديمة

https://stories.amwaly.com/blog/72881/قصة-القطة-لولو-والعصفور-زيزو

https://health.amwaly.com/blog/79609/مشكلة-الضعف-في-القراءة-عند-الأطفال-المشكلة-وحلها


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

7

followers

9

followings

6

مقالات مشابة