الدوبامين Dopamine: ربما لم تسمع عنه من قبل و لكنه موجود في جسمك.

الدوبامين Dopamine: ربما لم تسمع عنه من قبل و لكنه موجود في جسمك.

0 المراجعات

- عزيزي القارئ أتحدث في هذا المقال عن أحد أهم الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان، و الذي ربما لم تسمع عنه من قبل و لكنك تشعر به و بتأثيره عليك في حياتك.

سنتعرف سوياً في هذا المقال علي الدوبامين و سنعرف بالتحديد:

🔸ما هو الدوبامين؟

🔸ما هو تأثيره في جسم الإنسان؟

🔸متي و كيف و أين يُفرز الدوبامين في الجسم؟

🔸أسباب إنخفاض مستوى الدوبامين في الجسم.

🔸أعراض إنخفاض مستوى الدوبامين في الجسم.

🔸طرق طبيعية لتحفيز و زيادة الدوبامين في الجسم.

🔸صوم الدوبامين أو الدوبامين ديتوكس Dopamine Fasting Detox.

 

تعريف الدوبامين Dopamine:

الدوبامين يا عزيزي القارئ هو مادة عضوية كيميائية تُفرز بشكل طبيعي في جسم الإنسان، و تلعب دور هرمون و ناقل إشارات عصبي في الدماغ أي أنه يرسل إشارات عصبية بين الجسم و الدماغ، و له تأثيرات عديدة علي الدماغ بشكل خاص و جسم الإنسان بشكل عام.

و الدوبامين هو هرمون الرغبة و الدافع و الهوس و يرتبط بالحب الرومانسي و الإدمان و الإكتئاب، فهو مسؤول عن التحفيز للقيام بالأعمال و العادات التي تجعلك تشعر بالمتعة و اللذة و السعادة عندما تتلقي مكافأة أو تمارس نشاط حركي إيجابي مثل الرياضة.


بعض العامة يطلقون عليه هرمون السعادة و لكنه ليس كذلك، و إنما دوره وفق علم الأدوية قائم علي التحفيز فهو يُفرز عند إدراك الأهمية التحفيزية (كالرغبة) لنتيجة معينة مما يؤدي إلي دفع سلوك الكائن الحي تجاه تحقيق تلك النتيجة، فيصحبه شعور بنشوة السعادة و اللذة و المتعة.


 تأثير الدوبامين في جسم الإنسان:

تتنوع تأثيرات الدوبامين في الجسم، فيرتبط بمجموعة واسعة من الأعراض و الأمراض،
فتأثير هرمون الدوبامين يكمن في المناطق الحيوية في الدماغ، فهو يؤثر علي المزاج و النوم و المذاكرة و التركيز و التعليم، و عندما يُفرز يجعلك تشعر بالحيوية و النشاط، و السعادة، لذلك إذا إنخفض مستوي الدوبامين في الجسم، سيطر علينا شهور الحزن أو الفشل أو مشاعر سلبية، و من ثم يلجأ الكثير إلي إدمان عادات خطأ نتيجة لذلك.

لذا فنقصه يؤثر بالسلب علي النفسية، و يجعلك تفقد هدفك و يقل نشاطك، و يتلاشي التحفيز لديك و من ثم يحدث توتر و إكتئاب، و قد يؤدي للإصابة بأمراض معينة كمرض باركنسون (الشلل الرعاش) أو الإكتئاب Depression.

و أيضاً ارتفاع نسبته بكمية كبيرة و بشكل سريع و غير طبيعي، يؤدي إلي نتائج عكسية و سوف أشرح لك عزيزي القارئ ذلك بالتفصيل خلال المقال.

 

متي و كيف و أين يُفرز الدوبامين في الجسم؟

- يُفرز الدوبامين عند إدراك بروز الأهمية التحفيزية مثل (الرغبة) لنتيجة معينة، مما يؤدي ذلك إلي دفع سلوك الكائن الحي إلي تحقيق تلك النتيجة.

- يتم إفراز الدوبامين في الجسم، حيث يتم إنتاجه في منطقتين رئيسيتين:

🔸المادة السوداء Substantia Nigra:

و هي منطقة موجودة في الدماغ المتوسط، حيث يعمل الدوبامين الذي يتم إنتاجه فيها علي توليد الحركة بالجسم، لذا فعند موت خلاياها أو إصابتها بالخلل، قد يؤدي ذلك إلي صعوبة التحكم بالحركة، و الإصابة بمرض باركنسون علي سبيل المثال.

🔸المنطقة السقفية الباطنية Tegmental Ventral:

و الدوبامين الناتج فيها لا يحفز المهارات الحركية، إلا أنه يّبث عند الحصول علي المكافأة.

و المقصود بالمكافأة هنا هي تلك النشوة و الفرحة التي تشعر بها عند القيام ببعض الأنشطة التي نحبها أو نتناول بعض الأطعمة التي نفضلها، أو حتي ننجز أو ندمن عادة، فيتم تحفيز هذه المنطقة من الدماغ فتقوم بإفراز الدوبامين.

 

ليس هذا فقط بل للدوبامين تأثير موضعي علي إفراز الهرمونات الأخري بالقرب من الغدد الصُم، حيث يتم إنتاجه بجوارها، و ذلك علي النحو التالي:

في الأوعية الدموية:

يقوم الدوبامين بتثبيط إفراز نور إبينفرين، و يؤدي دور موسع وعائي بتراكيز طبيعية.

في الكليتين:

يزيد من طرح الصوديوم و البول.

في البنكرياس:

يقلل من إنتاج الأنسولين.

في الجهاز الهضمي:

يقلل من قابلية الحركة في الأمعاء، و يحمي من الأغشية المخاطية فيها.

في الجهاز المناعي:

يقلل من نشاط الخلايا الليمفاوية.

 

أسباب إنخفاض مستوي الدوبامين في الجسم:

قد يعود إنخفاض مستوي الدوبامين في الجسم إلي إنخفاض مستوي إنتاجه، أو لوجود مشكلة في المستقبلات العصبية في الدماغ.

هذا و يرتبط مستوي الدوبامين في الجسم بمجموعة مختلفة من العوامل:

🔸 الأمراض: ترتبط بعض الأمراض بنقص الدوبامين، لكنه لا يكون المسبب الأساسي لها:

كآبة - إنفصام في الشخصية - باركنسون أو الشلل الرعاش.

🔸المخدرات: تعاطيها يمكن أن يؤثر علي مستويات الدوبامين، حيث أظهرت الدراسات أن تكرارها يؤثر علي المستقبلات العصبية التي تستقبل الدوبامين.

🔸الغذاء: النظام الغذائي الذي يحتوي علي نسبة عالية من السكر و الدهون المُشبَّعة،، يُثبط من الدوبامين، هذا بالإضافة إلي نقص البروتين في النظام الغذائي.

🔸 السمنة: أظهرت بعض الدراسات أن بعض الأشخاص الذين يعانون من السمنة، يكونون أكثر عُرضة لأن يُعانوا من نقص الدوبامين في الجسم.

🔸الإفراط في الكافيين الكحول - الكفايين - المخدرات (كما أشرنا).

🔸عدم تحديد هدف و السعي إليه.

🔸تناول بعض الأدوية النفسية.

🔸التوتر يؤثر عليه و علي حمض المعدة الذي تحتاج إليه لهضم البروتين الذي يساعد علي نقل الإشارة العصبية.

و يترافق نقص الدوبامين أو حدوث خلل في النظام الدوباميني، مع حدوث عدد من أمراض الجهاز العصبي، كما أن هناك عدد من الأدوية المستخدمة في علاج تلك الأمراض و التي يقوم عملها علي تغيير آثار الدوبامين، فعلي سبيل المثال:

🔸تحدث الإصابة بمرض باركنسون جراء فقدان الخلايا العصبية المُفرزة للدوبامين في منطقة المادة السوداء داخل الدماغ المتوسط.

و لعلاج هذا المرض تُستخدم مادة (ليفودوبا) و هي المركب الطبيعي الذي يسبق الدوبامين في إصطناعه الحيوي داخل الجسم، و ذلك ما يُمكِّن منتعويض العَوَز الحاصل.

🔸 من الامراض الأخري المرتبطة بنقص الدوبامين في الجسم:

- متلازمة تململ الساقين.

  • - إضطراب نقص الإنتباه مع فرط النشاط.
  •  
  • 🔸تشير أيضاً الدلائل علي تغيُّر مستويات نشاط الدوبامين في مرض الفصام، حيث أن أغلب مضادات الدوبامين المستخدمة في علاجه هي من مُضادات الذُهان، و التي تعمل علي التقليل من نشاط الدوبامين.
  •  
  • هذا و تستخدم عقاقير مضادة للدوبامين في مُضادات القئ، و يُستخدم الدوبامين كعقار بجد ذاته حيث يُطي وريدياً، كما يُمكن أن تكون عقاقير محاكية الودي الدوبامينية مُسببة للإدمان عند أخذها بجرعات كبيرة.
  •  

أعراض إنخفاض مستوي الدوبامين في الجسم:

كيف تعرف عزيزي القارئ أن مستوي الدوبامين في جسمك قد انخفض؟

إن أعراض نقص الدوبامين في الجسم واسعة جداً و مختلفة بشكل كبير، حيث أنها ترتبط بالدرجة الأولي بسبب ذلك النقص، فتختلف أعراض نقص الدوبامين لقلة إنتاجه عن الأعراض الناجمة عن تضرر النواقل العصبية بفعل تعاطي المخدرات.

و هذه بعض الأعراض و الظروف التي قد ترتبط بنقص الدوبامين:

🔸تشنجات عضلية و إرتعاشات.

🔸 أوجاع عامة و آلام.

🔸فقدان التوازن.

🔸الإمساك.

🔸صعوبة البلع.

🔸فقدان الوزن أو زيادة سريعة في الوزن.

🔸مرض الجزر المعدي المريئي.

🔸 التهابات رئوية متكررة.

🔸اضطرابات و صعوبات في النوم.

🔸الإرهاق و انخفاض طاقة الجسم.

🔸ثقل الحركة و الكلام.

🔸المشاعر السلبية: يأس - كآبة - ذنب - قلق.

🔸تقلب المزاج.

🔸التقليل من قيمة الذات و نقص الوعي الذاتي.

🔸الأفكار الإنتحارية.

🔸الهلوسة و الأوهام.

🔸 إنخفاض الدافع الجنسي.

 

طرق طبيعية لتحفيز و زيادة الدوبامين في الجسم:

من الطرق الطبيعية عزيزي القارئ لزيادة الدوبامين في الجسم:

🔸 التوقف عن إستهلاك المخدرات في حال كانت هي السبب، أما إذا كان الأمر ناتج عن مرض، فقم بمراجعة الطبيب.

أما إذا لم تكن هناك أسباب عضوية فقد تكون علي بُعد خطوات قليلة من حل المشكلة:

  • 🔸 تناول البروتينات / الأحماض الأمنية:
  • من المركبات التي تصنع الدوبامين Tyrosine - Phenylalanine و تجدها في البروتينات، لذا تناوُل أطعمة غنية بالبروتين قد يعزز إنتاج الدوبامين.
  •  
  • 🔸تناول نبتة الميقونة شهوانية:
  • و هي مصادر طبيعية من L - dopa و هو جزء سابق الدوبامين.
  • و تشير الدراسات إلي أن هذه النبتة فعَّالة، مثل أدوية باركنسون، في زيادة مستويات الدوبامين.

🔸وضع هدف في الحياة و السعي لتحقيقه.

  • 🔸المواظبة على الرياضة.
  •  
  • 🔸النوم بشكلٍ كافٍ.
  •  
  • 🔸الإستماع إلى المقطوعات الموسيقية.
  •  
  • 🔸التأمل.
  •  
  • 🔸الحفاظ علي فيتامين (ب5) و (ب6).
  •  
  • 🔸التعرض لأشعة الشمس (فيتامين د).

 

🔸صيام الدوبامين أو الدوبامين ديتوكس Dopamine Fasting Detox:

عزيزي القارئ من خلال ما سبق نجد أنه إذا إنخفض مستوي الدوبامين في الجسم، سيطر علينا شعور بالحزن أو الفشل أو المشاعر السلبية، و يلجأ الكثير إلي إدمان عادات خطأ، لأنها تُحفز زيادة إنتاج الدوبامين و الشعور بالسعادة.

و أيضاً الكمية الكبيرة من الدوبامين و التي تحصل عليها بسرعة كبيرة و مجهود قليل من خلال (تصفح الموبايل و السوشيال ميديا لساعات - أكل سريع غير صحي - أفلام و ألعاب إلكترونية لفترة طويلة …. إلخ)، يؤدي ذلك إلي شعور سريع و لكن مؤقت بالسعادة، و يجعل الإنسان يبحث عن مسبباتها مرة أخري بأسلوب قهري بجرعات أكبر بمجرد إنتهاءها، من خلال نفس المُثيرات السريعة، و عند محاولة القيام بالأنشطة و العادات اليومية الطبيعية و التي تكون فيها المكافأة بعيدة المدى مثل الدراسة و القراءة و التمرين، يكون الدماغ قد تعود علي مستويات عالية من هذا الهرمون و يكون التحفيز و الإنجاز صعب.

و هنا يأتي دور صيام الدوبامين أو الدوبامين ديتوكس في التقليل من هذه النسب العالية من الدوبامين في الجسم، و إعادة ضبطه من الإفراز السريع الذي قد يسبب الإدمان و من غيره نشعر بالوحدة أو الملل.

صيام الدوبامين إستناداً إلي العلاج السلوكي المعرفي هو الإمتناع عن و التقليل من أي شئ يُحفز إفراز الدوبامين بكمية كبيرة (الموبايل - السوشيال ميديا - التليفزيون …. إلخ)، لمدة يوم كامل أو أكثر من يوم، كي تزيد حساسية المستقبلات للدوبامين مرة أخري، حينئذٍ و عندما يفرز المخ كمية دوبامين صغيرة من خلال القيام بأنشطة أصعب و أكثر إنتاجية (شغل - مذاكرة - رياضة …. إلخ)،ستشعر بتأثيرهم.

هذا بجانب تحفيزه بالأكل صحي و النوم الكافِ و الرياضة و الصبر.

تلك الطريقة ستسمح للعقل بالتعافي، و إسترحاع إتزانه و صفاءه و نشاطه، و ستساعد في السيطرة علي حياتنا و نكون أكثر قُدرة علي مُعالجة السلوكيات القهرية.

صيام رمضان بالطريقة الصحيحة بعيداً عن المتع و المثيرات اللحظية السريعة، يمكن أن يكون أفضل فرصة لممارسة هذا النوع من الصيام (دوبامين ديتوكس)، لأنه عند الصيام بشكل صحيح، و بالإضافة إلي تصفية الجسم من السموم العضوية، سيتم تصفية الدماغ من السموم الفكرية و الرقمية و إستعادة جسم و عقل متزن.

في النهاية أتمني أن يكون المقال مُفيد بالنسبة لك عزيزي القارئ، و لنا لقاء في مقالات أخري بإذن الله.

رأيكم في التعليقات هو الحافز الرئيسي بالنسبة لي.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

311

متابعين

635

متابعهم

119

مقالات مشابة