الإرشاد النفسي: ضرورة في عالم متسارع

الإرشاد النفسي: ضرورة في عالم متسارع

0 المراجعات

مفهوم الإرشاد النفسي 

 

يعرف الإرشاد النفسي بأنه عملية تعليمية تساعد الفرد على فهم نفسه والتعرف على جوانب شخصيته المختلفة، مما يمكنه من اتخاذ قراراته بنفسه وحل مشكلاته بموضوعية. وهو علاقة ديناميكية ومهنية بين المرشد والمسترشد، تهدف إلى مساعدة المسترشد على فهم ذاته للوصول إلى التوافق والصحة النفسية. كما أنه عملية واعية ومستمرة، تهدف إلى مساعدة الفرد على معرفة ذاته وقدراته وإمكاناته، واستخدامها إلى أقصى حد ممكن لتحقيق الصحة النفسية والسعادة.

 

 

 

 

من المهم التفرقة بين الإرشاد النفسي وبعض المفاهيم الأخرى:

الإرشاد النفسي والتوجيه النفسي: يتفقان في الهدف وهو تقديم المساعدة للمسترشد، لكن الإرشاد يركز على الجوانب العملية، بينما التوجيه يركز على الجوانب النظرية. الإرشاد يكون فرديًا أو جماعيًا، في حين أن التوجيه جماعي ويشمل المجتمع ككل. الإرشاد يجب أن يقوم به متخصص مؤهل، أما التوجيه فيمكن أن يقوم به أي شخص مثل الأب أو المعلم.

 

 

الإرشاد النفسي والعلاج النفسي: يتفقان في كونهما علاقة إنسانية وأهدافهما واحدة وهي تقديم المساعدة، لكن الإرشاد يهتم بالأسوياء والعاديين، بينما العلاج النفسي يهتم بمرضى العصاب والذهان. مشكلات الإرشاد أقل خطورة وقلقه عادي، أما مشكلات العلاج فهي أكثر خطورة وقلقه عصابي. الإرشاد قصير الأمد، أما العلاج فطويل الأمد. خدمات الإرشاد تقدم في مراكز الإرشاد، بينما تقدم خدمات العلاج في المستشفيات النفسية.

 

 

أهداف الإرشاد النفسي تتعدد أهداف الإرشاد النفسي لتشمل عدة جوانب، منها:

 

 

 

المحافظة على الصحة النفسية: مساعدة الفرد على تحقيق النمو السليم، وإشباع حاجاته، وتحمل مسئولياته، والعيش في حياة نفسية خالية من التهديد.

 

 

 

تنمية الذات: مساعدة المسترشد على توجيه نموه وتنمية طاقاته، والتعبير عن مشاعره، والثقة بالنفس، واكتشاف طرق للإبداع.

 

 

 

إحداث التغير الإيجابي: مساعدة المسترشد على تغيير سلوكه غير المرغوب فيه من خلال إحداث تغير إيجابي في شخصيته.

 

 

 

تحقيق التوافق: مساعدة الفرد على تحقيق التوازن بينه وبين بيئته في مجالات متعددة مثل التوافق الشخصي (الرضا عن النفس)، والاجتماعي (السعادة مع الآخرين)، والتربوي (النجاح الدراسي)، والمهني (الرضا عن العمل).

 

 

أهمية الإرشاد النفسي أصبح الإرشاد النفسي ضرورة ملحة نتيجة التحديات التي يواجهها الفرد في العصر الحالي، ومنها:

 

 

 

ضغوطات الحياة: مثل ضغوط العمل والدراسة والأسرة، التي قد تؤدي إلى انخفاض قدرة الإنسان على التكيف والإصابة ببعض الأمراض السيكوسوماتية.

 

 

 

فترات الانتقال الحرجة: يمر الفرد بفترات نمو حرجة في حياته، مثل الانتقال من الطفولة للمراهقة أو من العزوبية للزواج، والتي تحتاج إلى تدخل إرشادي لمواجهة الصراعات والإحباطات التي قد تصاحبها.

 

 

 

التغيرات الأسرية: ظهور الأسر الصغيرة وضعف العلاقات بين أفرادها، مما يؤدي إلى ظهور مشكلات تحتاج إلى إرشاد أسري وزواجي.

 

 

 

التقدم العلمي والتكنولوجي: أدى دخول الإنترنت إلى المنازل إلى تغيير الأفكار والاتجاهات، وزيادة التطلع للمستقبل بشكل لا يتوافق مع قدرات الفرد الحقيقية.

 

 

أسس الإرشاد النفسي تستند عملية الإرشاد النفسي إلى مجموعة من الأسس التي يجب على المرشد الأخذ بها، ومنها:

 

 

 

الأسس العامة: مثل الثبات النسبي للسلوك الإنساني ومرونته (قابلية التعديل)، وحق الفرد في تقرير مصيره بنفسه، واستمرارية عملية الإرشاد طوال الحياة.

 

 

 

الأسس النفسية والتربوية: مثل مبدأ الفروق الفردية والفروق بين الجنسين، وضرورة الأخذ في الاعتبار مطالب النمو في كل مرحلة عمرية.

 

 

 

الأسس الاجتماعية: الإهتمام بالجوانب الاجتماعية للفرد، والاستفادة من المؤسسات الاجتماعية في العملية الإرشادية.

 

 

 

الأسس الأخلاقية: يجب أن يتحلى المرشد بأخلاقيات المهنة، مثل الكفاية العلمية والمهنية، والحصول على الترخيص، والمحافظة على سرية المعلومات التي يدلي بها المسترشد.

 

 

مناهج الإرشاد النفسي يمكن تحقيق أهداف الإرشاد النفسي من خلال ثلاثة مناهج رئيسية:

 

 

 

المنهج الإنمائي: يهدف إلى رعاية وتوجيه النمو السليم للفرد، وتنمية قدراته إلى أقصى حد ممكن، ويقدم خدماته للأسوياء.

 

 

 

المنهج الوقائي: يهدف إلى حماية الأفراد من الوقوع في المشكلات والاضطرابات النفسية، ويقسم إلى ثلاثة مستويات: الوقاية الأولية (منع حدوث المشكلة)، والثانوية (الكشف المبكر)، ومن الدرجة الثالثة (التقليل من أثر المشكلة).

 

 

 

المنهج العلاجي: يتعامل مع المشكلات والاضطرابات التي حدثت بالفعل، ويهدف إلى مساعدة الفرد على العودة إلى حالة الصحة النفسية والتوافق.

 

 

مجالات الإرشاد النفسي يتعدد مجالات الإرشاد النفسي لتشمل مختلف جوانب حياة الفرد، مثل:

 

 

 

الإرشاد المدرسي: يهتم بالمشكلات الأكاديمية والاجتماعية للطلاب، ويهدف إلى مساعدتهم على تحقيق التوافق الدراسي والشخصي.

 

 

 

الإرشاد المهني: يهدف إلى مساعدة الفرد في اختيار المهنة المناسبة لقدراته وميوله، وتحقيق التنمية المهنية.

 

 

 

الإرشاد الزواجي: يهدف إلى مساعدة المقبلين على الزواج في اختيار شريك الحياة المناسب، وحل المشكلات التي قد تواجه الأزواج لتحقيق التوافق والسعادة الزوجية.

 

 

الإرشاد الأسري: يهتم بالمشكلات التي تحدث داخل الأسرة ويهدف إلى تقوية العلاقات بين أفرادها.

الإرشاد باللعب: يستخدم مع الأطفال كأحد أساليب التشخيص والعلاج.

توجهات حديثة في الإرشاد النفسي ظهرت توجهات حديثة في الإرشاد النفسي لمواكبة التطورات المعاصرة، مثل:

 

 

 

الإرشاد المعرفي السلوكي: يركز على دور الأفكار والمعتقدات في الانفعالات والسلوك، ويهدف إلى تغيير العمليات الذهنية الخاطئة لدى المسترشد.

 

 

 

الإرشاد الإلكتروني: تقديم الخدمات النفسية والإرشادية عن طريق الإنترنت، مما يوفر المرونة والقوة في حل المشكلات.

 

 

الإرشاد الإيجابي: يركز على نقاط القوة والإمكانات لدى الفرد لتنميتها، بدلًا من التركيز على المشكلات والاضطرابات.

وفي الختام، يُعد الإرشاد النفسي ركيزة أساسية لتحقيق الصحة النفسية للفرد والمجتمع، وهو ليس مجرد علاج للمرضى، بل هو عملية مستمرة لدعم النمو والتطور والوقاية من المشكلات، وتمكين الفرد من تحقيق ذاته والعيش حياة نفسية متوازنة وسعيدة.

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

0

متابعهم

2

مقالات مشابة