جدري القردة: هذا المرض النادر

جدري القردة: هذا المرض النادر

0 المراجعات

جدري القردة: هذا المرض النادر

جدري القردة Monkeypox virus أو إمبوكس: هو مرض نادر يتسبب في ظهور أعراض تشبه أعراض الجدري البشري، ولكنه أقل حدة وخطورة. وعلى الرغم من اسمه، فإن المرض لا يقتصر على القرود فقط، بل يمكن أن يصيب البشر. في السنوات الأخيرة، أصبح هذا المرض محط اهتمام عالمي نظرًا لظهور حالات متفرقة في بعض المناطق خارج نطاقه الطبيعي في إفريقيا. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بجدري القردة، من أسبابه وأعراضه إلى طرق الوقاية منه والعلاج المتاح.

ما هو جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض فيروسي حيواني المنشأ يسببه فيروس ينتمي إلى جنس الفيروسات الجدرية، وهو نفس الجنس الذي ينتمي إليه فيروس الجدري البشري. تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958 في مستعمرات من القردة التي كانت تستخدم في الأبحاث، ومن هنا جاء اسمه. ومع ذلك، الفيروس يمكن أن يصيب العديد من الحيوانات الأخرى بما في ذلك القوارض وبعض الثدييات.

كيف ينتقل جدري القردة؟

ينتقل فيروس جدري القردة بشكل رئيسي من الحيوان إلى الإنسان عن طريق ملامسة سوائل الجسم المصابة، الدم، أو الجلد المتقشر. يمكن أيضًا أن ينتقل عن طريق لدغات الحيوانات المصابة أو تناول لحوم الحيوانات البرية غير المطهية بشكل كافٍ. انتقال الفيروس من الإنسان إلى الإنسان أمر نادر، ولكنه ممكن عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو التعرض لقطرات تنفسية كبيرة.

الأعراض:

منذ فترة ليست بالكثيرة تفاجأ العديد من الناس بوجود مرض جدري القردة والتي تتشابه أعراضها  مع أعراض الجدري المتعارف عليه بين البشر، ولكنها غالبًا ما تكون أقل في الأعراض. تبدأ الأعراض أحيانا بالحمى، والصداع، آلالام العضلات، والتعب والارهاق. ثم يلاحظ بعد مروريومين إلى ثلاثة على الأكثر من ظهور الحمى، يبدأ بعد ذلك الطفح الجلدي بالظهور بشدة، والذي يتطور بعد ذلك إلى بثور صغيرة مليئة بالسوائل والقيح. يظهر الطفح على الوجه، اليدين، القدمين، وكذلك الأعضاء التناسلية. وفي معظم الحالات، يتعافى المصابون في مدة لا تتجاوز الشهر دون الحاجة إلى علاج طبي.

الوقاية والعلاج:

من المتعارف عليه الآن أنه لا يوجد علاج معين لجدري القردة، ولكن يمكن التحكم في الأعراض بواسطة بعض الأدوية المسكنة وكذا مضادات الالتهاب. لذا الوقاية هي الخطوة الأولى في مواجهة هذا المرض، ويمكن تحقيقها من خلال تجنب الاتصال والابتعاد المباشر مع الحيوانات البرية خاصة في المناطق المؤهلة، والتأكد من طهي اللحوم بشكل جيد قبل تناوله.

ويعتبر التطعيم ضد الجدري البشري فعالًا نوعا ما في الوقاية من جدري القردة، ولكنه ليس متوفرا على نطاق واسع بسبب القضاء على الجدري البشري في فترة السبعينيات. ومع ذلك، يتم استخدام ادوية ولقاحات جديدة في بعض الحالات المعينة للحماية والوقاية من جدري القردة.

انتشار المرض عالميًا:

نجد في السنوات الأخيرة، أنه تم الإبلاغ عن حالات كثيرة وتفشي  لجدري القردة في مناطق خارج إفريقيا، مما أثار عند الكثير من الناس قلقًا عالميًا. وعلى الرغم من أن هذه الحالات أحيانا ما تكون ناتجة عن انتقال الفيرس من الحيوانات إلى البشر، وليس من إنسان إلى آخر، إلا أن مراقبة الانتشار وكذلك البحث عن طرق الوقاية والعلاج تظل أولوية صحية تشغل الكثير.

خاتمة:

جدري القردة : يعتبر مرض نادر وحديث عند الغالبية من الناس ولكنه يظل مصدر قلق صحي عالمي، لذلك منظمة الصحة العالمية أبدت قلقها بانتشار هذا المرض وحذرت الكثير ممن يسافرون ويرتحلون والذي بشانه أن يساهم في انتشاره. إن التوعية بالمرض، واتخاذ الاحتياطات اللازمة والمهمة وتوعية الناس بهذا المرض، وتطوير المزيد من اللقاحات والعلاجات تعتبر الخطوات الأساسية لمكافحة هذا الفيرس. على الرغم من أنه ليس بنفس الخطورة للجدري البشري، إلا أن الوقاية تبقى وتصبح أفضل من العلاج.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة