لماذا النظام الغذائي القاسي(الدايت) مرفوض:
مقدمة:
الكل يهتم بصحته خاصة إذا شعر الانسان بمرض أو تعب نتيجة زيادة وزن ،في عصرنا الحالي، أصبح هاجس الرشاقة والجمال هدفًا يسعى إليه الكثيرون، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتوعية الصحية، أصبحت الضغوطات خاصة وما تولده السمنة من آثار جانبية أضحت للشخص الاهتمام بنفسه للحفاظ على جسم نحيف ومتناسق أكثر من أي وقت مضى، هذه الضغوط أدت البعض إلى اتباع أنظمة غذائية قاسية وغير صحية لتحقيق النتائج بأقصى سرعة، لكن السؤال هنا:
هل هذه الأنظمة آمنة وفعالة ؟
وما هي المخاطر التي قد تنجم عن اتباع الدايت القاسي؟
في هذا المقال، أستعرض بالتفصيل خطورة الدايت القاسي(التخسيس المفرط) على الصحة الجسدية والنفسية، وكيف يمكن أن يؤدي هذا إلى نتائج عكسية تؤثر سلبًا على حياتنا.
أولا: ما هو الدايت القاسي؟
الدايت القاسي أو (التنحيف السريع) Harsh Diet هو نظام غذائي شديد قليل الانخفاض في السعرات الحرارية، وعادة ما يفتقر إلى التوازن الغذائي اللازم والضروري لتلبية احتياجات الجسم اليومية، اهم ما يميز هذا النظام التركيز على تناول كميات صغيرة من الطعام، أو الاعتماد بشكل جنوني على نوع واحد من الأطعمة لفترات طويلة، مثل حمية "السعرات الحرارية المنخفضة للغاية" (VLCD) أو "حمية السوائل فقط"، في حين أن هذه الأنظمة قد تؤدي إلى فقدان سريع للوزن نتيجة فقد كثير من السوائل، إلا أن لها تأثيرات جانبية خطيرة على الصحة العامة.
ثانيا: خطورة الدايت القاسي على الصحة الجسدية:
فقدان العضلات: عند استخدام الدايت القاسي يتم تقليل السعرات الحرارية بشكل كبير، ثم يبدأ الجسم في البحث عن مصادر طاقة بديلة، وبعد استنفاد مخزون الجليكوجين خاصة في الكبد والعضلات، يبدأ الجسم بطبيعته في تحطيم الأنسجة العضلية للحصول على مزيد من الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، ويبطئ عملية الأيض ويجعل من الصعب الحفاظ على الوزن المفقود.
نقص الفيتامينات والمعادن: غالبًا كذلك ما يؤدي (الدايت القاسي) إلى نقص في العديد من العناصر الغذائية الأساسية والمهمة جدا للجسم مثل الفيتامينات والمعادن، ويؤدي نقص الحديد كما هو معروف إلى فقر الدم، بينما يمكن أن يسبب زيادة نقص الكالسيوم إلى هشاشة العظام، كما أن نقص الفيتامينات الأخرى مثل فيتامين B12 إلى مشاكل في الجهاز العصبي وغيره.
ضعف أداء الجهاز المناعي: من المعروف أن الجسم يحتاج إلى توازن غذائي للحفاظ على جهاز مناعي قوي ومتوازن، فعندما يتعرض الجسم لنقص حاد في العناصر الغذائية، يصبح عرضة للإصابة بالأمراض والعدوى، ومن ثم أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يتبعون "أنظمة غذائية قاسية" قد يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مما يجعلهم أكثر عرضة للأمراض والأوبئة.
مشاكل في الجهاز الهضمي: (الدايت القاسي)"الرجيم" يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الجهاز الهضمي نتيجة الخلل في تناول الطعام والسوائل منها على سبيل المثال لا الحصر: الإمساك أو الإسهال، هذه المشاكل تظهر نتيجة نقص الألياف الغذائية أو التغيرات السريعة في نمط الأكل، مما يؤثر على صحة الأمعاء.
اختلال توازن السوائل: يمكن أن يؤدي (الدايت القاسي) إلى اختلال وعدم توازن السوائل في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة احتباس السوائل والجفاف هذه الحالة قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضغط الدم المنخفض أو الاصابة في بعض الأحيان بالفشل الكلوي.
ثالثا: التأثيرات النفسية للدايت القاسي:
اضطرابات الأكل: (الدايت القاسي) خطير فقد يؤدي إلى تطور اضطرابات الأكل مثل "الشره المرضي"، أو فقدان الشهية العصبي نتيجة للخلل. هذه الاضطرابات تنتج احيانا عن القلق المستمر بشأن الطعام والوزن، وقد تتطلب كذلك علاجًا طويل الأمد لاستعادة الصحة النفسية.
التوتر والاكتئاب: كثير من الأشخاص الذين يتبعون أنظمة "غذائية قاسية" قد يعانون عادة من مستويات عالية من الاكتئاب والتوتر وهذا يعود كثيرا بسبب القيود الصارمة التي يفرضها الدايت الصعب، والتي في بعض الاحيان يشعر الشخص بالعجز والإحباط، مما يؤدي إلى تدهور حالته النفسية.
التأثير على العلاقات الاجتماعية: (الدايت القاسي) كثيرا قد يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي بسبب تجنب الأنشطة والممارسات التي تتضمن الطعام أو الاحتفال والمناسبات الاجتماعية، هذا قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى الشعور بالوحدة والانفصال عن الآخرين، مما يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
رابعا: النتائج العكسية للدايت القاسي:
زيادة الوزن بعد التوقف عن الدايت: على الرغم من أن (الدايت القاسي) يمكن أن يؤدي إلى فقدان سريع للوزن المحتمل، إلا أن هذا الوزن غالبًا ما يعود بسرعة بعد التوقف عن الدايت، والسبب يعود إلى تباطؤ "عملية الأيض وفقدان الكتلة العضلية"، مما يجعل الجسم ضعيف وأقل قدرة على حرق السعرات الحرارية.
دائرة متكررة من فقدان الوزن وزيادته: نجد بعض الأشخاص قد يجدون أنفسهم في دائرة مغلقة ومتكررة من فقدان الوزن وزيادته بسرعة عما كان من قبل، هذا النمط من النظام الغذائي قد يكون مدمرًا للصحة النفسية والجسدية وهذا ما شاهدنه للكثير من الاشخاص خاصة الاناث منهم، ويزيد كذلك من صعوبة الحفاظ على وزن صحي مستدام.
تلف الأجهزة الحيوية: على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي (الدايت القاسي) إلى تلف في الأجهزة الحيوية مثل "الكبد والكلى"، هذا ناتج عن الضغط الزائد على هذه الأجهزة نتيجة نقص العناصر الغذائية الأساسية والمهمة.
الخلاصة:
الدايت القاسي قد يبدو حلاً سريعًا عند البعض لتحقيق الوزن والجسم المثالي، ولكنه يحمل مخاطر صحية جسيمة، وبدلاً من الانخراط في أنظمة غذائية قاسية(دايت صعب)، من الأفضل والأجمل دائما تبني نمط حياة صحي يتضمن تناول وجبات متوازنة وممارسة النشاط البدني بانتظام حتى ولو بالقليل وأهمها المشي، وكذلك الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية يجب أن يكون من اهم الأهداف الأساسي والرئيسية، وليس فقط مجرد فقدان الوزن السريع، لذلك، يجب علينا جميعًا وعلى المجتمع أن نكون حذرين عند اختيار النظام الغذائي، وأن نركز على العناية بصحتنا بشكل شامل ومستدام.