
مرحلة القوة والجمال: دليلكِ لصحة أفضل بعد الأربعين
صحة المرأة بعد الأربعين

تواجه المرأة بعد سن الأربعين تحديات صحية جديدة نتيجة التغيرات الهرمونية الطبيعية والتقدم في العمر، حيث تبدأ فترة ما حول انقطاع الطمث مع اضطراب إفراز هرمون الإستروجين، مما يؤدي إلى تباطؤ عملية التمثيل الغذائي وزيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام ومرض السكري وغيرها من المضاعفات الصحية. تتطلب هذه المرحلة الحيوية من حياة المرأة اهتماماً خاصاً باتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافٍ من النوم، إلى جانب إجراء الفحوصات الطبية الدورية للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية محتملة.
اضطرابات الدورة الشهرية والبريمينوبوز
تبدأ النساء في الأربعينيات بملاحظة تغيرات في انتظام الدورة الشهرية، حيث قد تصبح أقصر أو أطول من المعتاد، مع تفاوت في شدة النزيف وكميته. هذه التقلبات الهرمونية تشير إلى دخول مرحلة البريمينوبوز، وهي الفترة الانتقالية التي تسبق انقطاع الطمث النهائي بسنوات عديدة. تشمل الأعراض الشائعة خلال هذه المرحلة الهبات الساخنة والتعرق الليلي واضطرابات النوم والتعب المستمر، بالإضافة إلى التغيرات المزاجية والقلق التي قد تؤثر على جودة الحياة اليومية.
تواجه العديد من النساء صعوبة في التأقلم مع هذه الأعراض المفاجئة وغير المتوقعة، خاصة في المجتمعات المحافظة حيث قد يتجنبن مناقشة هذه التغيرات مع الآخرين. من المهم فهم أن هذه الاضطرابات طبيعية ومؤقتة، ويمكن إدارتها من خلال:
مراقبة أنماط الدورة الشهرية وتسجيل التغيرات
الحفاظ على نظام غذائي متوازن غني بالكالسيوم والفيتامينات
ممارسة الرياضة بانتظام لتقليل شدة الأعراض
تطبيق تقنيات الاسترخاء والتأمل للتحكم في الضغط النفسي
طلب المشورة الطبية عند الحاجة لتقييم الخيارات العلاجية المتاحة
هشاشة العظام ونقص الكالسيوم
تُعتبر هشاشة العظام من أكثر المخاطر الصحية شيوعاً التي تواجه النساء بعد الأربعين، حيث يؤدي انخفاض مستويات هرمون الإستروجين إلى تسريع فقدان الكثافة العظمية وزيادة تأثر العظام. يلعب نقص الكالسيوم دوراً محورياً في تطور هذه الحالة، حيث يستخدم الجسم الكالسيوم المخزون في العظام لتعويض النقص في النظام الغذائي، مما يجعل العظام أكثر مسامية وهشاشة وعرضة للكسر حتى مع التعرض لصدمات طفيفة.
تحتاج النساء في هذه المرحلة العمرية إلى تناول 1000-1500 ملغ من الكالسيوم يومياً مع فيتامين د الذي يحفز امتصاص الكالسيوم في الأمعاء بكفاءة أكبر. تشمل أعراض نقص الكالسيوم التي قد تظهر تدريجياً:
آلام الظهر وانحناء القامة نتيجة كسور العمود الفقري
فقدان الأسنان غير المتوقع وتهيج اللثة
تشنجات عضلية ووخز في الأطراف
تعب شديد وعدم انتظام ضربات القلب
يُنصح بالتركيز على المصادر الغذائية الغنية بالكالسيوم مثل الحليب ومنتجات الألبان والأجبان والسردين والخضروات الورقية كالسبانخ والبروكلي، بالإضافة إلى التعرض لأشعة الشمس والحصول على فيتامين د من الأسماك وصفار البيض.
زيادة الوزن وبطء الأيض
تشهد النساء في الأربعينيات تباطؤاً طبيعياً في عمليات الأيض نتيجة للتغيرات الهرمونية، خاصة انخفاض مستويات الإستروجين وهرمونات الغدة الدرقية التي تتحكم في معدل حرق السعرات الحرارية. يؤدي هذا التباطؤ إلى صعوبة في الحفاظ على الوزن المثالي، حيث تفقد الكتلة العضلية تدريجياً مع التقدم في العمر، وكلما قلت العضلات انخفض معدل حرق الدهون والسعرات الحرارية أثناء الراحة. تلعب عوامل أخرى دوراً في تفاقم هذه المشكلة مثل قلة النوم التي تؤثر على هرموني اللبتين والجريلين المسؤولين عن تنظيم الشهية، بالإضافة إلى التوتر المزمن الذي يرفع مستويات الكورتيزول ويحفز تخزين الدهون خاصة في منطقة البطن.
لمواجهة هذا التحدي، ينصح بتجنب الحميات القاسية التي تزيد من بطء الأيض وتؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، والتركيز بدلاً من ذلك على:
تناول وجبة إفطار غنية بالبروتين لتحفيز عمليات الأيض
شرب كميات كافية من الماء لتجنب العطش الذي يقلل قدرة الجسم على حرق السعرات
تجنب الأطعمة المصنعة والحبوب المكررة والمشروبات السكرية التي تبطئ عمليات الأيض
الحصول على 7-9 ساعات نوم يومياً للحفاظ على توازن الهرمونات
ممارسة تمارين المقاومة للحفاظ على الكتلة العضلية وتسريع الأيض