
شرح الفصل الاول من كتاب فهم الأمراض النفسيه منطقيا للمؤلف دين بيرنت (الجزء الاول)
هذا الكتاب ليس كمثله من كتب علم النفس وتطوير الذات والتنميه البشريه وغيرها من الآراء ووجهات النظر المتداولة حول قضيه الصحه النفسيه ، ف الكتاب يتناول الكثير من المصطلحات الطبيه كما يتناول منظور مختلف للصحه النفسيه لم نسمع به من قبل وكما أن الشرح يغلب عليه طابع فلسفي وعلمي طبي بحت والكثير من المعلومات حول الصحه النفسيه والتي لم استطع أن اتغاضى عن اي معلومه منها في الشرح .

1- الفكره العامه للصحه النفسيه:
يتمحور مفهوم الصحه النفسيه على أساس مصطلح واحد وهو حاله المخ الصحيه ، وعرفها الكاتب بأنها الحاله الشامله لجوده وقدره وفعاليه العقل ، بمعنى أنه كلما كان العقل يتمتع بصحه جيده يعمل بكفاءة كلما كانت صحتك النفسيه اقوى ، وهنا انا لا أعني ابداً سلامته من حيث وظائفه الماديه كـ( التحكم في الحركه والاحساس والحفاظ على توازن الجسم وتنظيم العمليات الحيويه كدرجه الحراره وضغط الدم وغيره ) بالرغم من أنها قد تكون من ضمن الأسباب ولكنها اقلها تأثيراً ولكنني هنا أعني سلامته من حيث سلوكياته واستجابته للمؤثرات الخارجيه والداخليه المختلفه ورده الفعل الذي يتخذها اتجاه هذه المؤثرات ، و الجدير بالذكر أن الإنسان ما هو إلا معتقداته وأفكاره ( الإنسان ماهو إلا عقله ) والعقل تشكله البيئه والعالم الذي يوجد فيه .
2-امثله من الكتاب توضح معنى الصحه النفسيه:
*كما يقال إن الشخص الذي يمارس الرياضه ويحافظ على تناول الطعام الصحي يتمتع بصحه جيده ،والشخص الذي يتعامل مع كل اضطراباته النفسيه ويجيب متطلباته النفسيه فهو يتمتع بصحه نفسيه جيده .
*الصحه الجسديه هي عباره عن سلامه الاجهزه، والصحه النفسيه هي عباره عن سلامه المخ.
*الاعضاء تعمل من أجل الاجهزه والأجهزة تتكامل في وظائفها من أجل صحه الجسد وبالتالي فإذا كانت جميعها تعمل بشكل جيد فهذا رائع ، ولكن إذا شُخِص الإنسان بالتهاب في الرئه أو حصوات الكلى أو ازمه قلبيه فإن المصاب بأياً منها يعاني من مشكله صحيه خطيره بشكل عام رغم أن ما تسبب بها جزء واحد فقط يتسبب للجسد بأكمله من الالم ،لان النظام الجسدي لدينا كله مترابط ؛ وكذالك العقل أنه يتكون من عدة عناصر كـ ( المشاعر و الأفكار و الاستجابات والمعتقدات والذكريات وغيرها من العناصر التي تعمل كوحده كليه ) فإذا كانت جميعها تعمل بشكل جيد فهذا رائع ، ولكن عندما تبدأ في تخيل اشياء غير موجوده أو خطرت على بالك الكثير من الذكريات السيئه باستمرار أو أصبحت ردود أفعالك العاطفيه شديده للغايه أو توقفت مشاعرك عن الظهور تماما عندها فقط ستبدأ في القلق بشأن صحتك النفسيه.
3-الشائعات والحقيقه:
عندما يتحدث الاختصاصيون النفسيون ينكرون بأن هناك شئ حقيقي يدعى المرض النفسي ويتعاملون على أن المرض النفسي مجرد حاله عارضه تعاني منها لدرجه يمكنها أن توقفك على أن تحيا حياتك بشكل طبيعي ، ويخبرونك بأن تكرر قول انك بخير وعلى ما يرام ولا يوجد مشكله وان تتحلى بالايجابيه لإقناع عقلك الباطن بذلك أو ما شابه ذلك في بعض الأحيان يكون مفيدا لمحاوله حل المشكله ولكنه لا يحل المشكله من جذورها وانما هي تساعد في تسكين الالم بعضاً من الوقت .
4- الفرق بين المصطلحات:
بعض الأشخاص لا يحبون مصطلح المرض النفسي وذلك لاسباب كثيره تعد منطقيه ويقومون بستبداله بمصطلح الاضطراب النفسي ولكن بما اننا نتحدث عن تشخيصات طبيه فيجيب الدقه بها وسأوضح البعض من هذه المصطلحات في محاولات البروفيسور مارشال مارينكرر في التفرقه بينها.
*الداء(Disease): هو الشئ الملموس الفعلى الذي يؤثر على صحه الشخص مثل الفيروس المعدى والسرطان وغيره ، بمعنى آخر هو المشكله الصحيه الحقيقيه ذاتها.
*المرض (illness):هو التجربه الذاتيه التي يمر بها الشخص ،بمعنى اخر هو احساسك بالمشكله الصحيه ذاتها.
*الإعياء(sickness):هو النمط الخارجي الظاهر للعالم بدأ من ظهور اعراض المشكله الصحيه الحقيقيه ذاتها ، بمعنى آخر هو الاعتراف بالمشكلة الصحيه من قبل العالم .
*لا يمكن أن نتعامل مع كل هذه المصطلحات على أنها مترادفه ولا تحل كل كلمه محل الأخرى ، ولأن مصطلح المرض يطلق علي العله الجسديه فمن الممكن أن يخطلت على البشر أن المرض الجسدي يطابق النفسي من حيث تشابه الاعراض والعلاج و على سبيل المثال ستجدهم يقارنون الاكتئاب بكسر في الساق أو يطلبوا من الأشخاص المصابون بالسرطان أن يكفو عن التظاهر بالمرض وتخطي الأمر وتغير طريقه رؤيتهم للأمور وما الي ذالك ، وهنا لا يتشابه المرض النفسي مع الجسدي .
4-الخلاصه :
- المخ هو أساس الصحه النفسيه وكلما كان يعمل بشكل جيد كلما كانت الصحن النفسيه بخير
- ليس كل ما يدعيه الاخصائيون النفسيون هو الحل الجذري الذي يحل المشكله بل من الممكن أن يكون لا يعني الصحه النفسيه بشئ .
- الهدف من كل هذا أن الصحه الجسديه والنفسيه متشابهان ولكن في نفس درجه الخطوره وايضا في الحقيقه لا يتشابهان بشكل متطابق وسيكون عنوان مقالنا القادم والذي سيكون بعنوان متى تتشابه الصحه النفسيه مع الصحه الجسديه ومتى لا يتشابهان ، ولأي مدى ؟؟