متى تتشابه ولا تتشابه الصحه النفسيه مع الصحه الجسديه

دور حملات التوعية المفيد هو توسيع مدارك الأشخاص للصحه النفسيه وامتلاكهم لعقول منفتحه تقبل التعلم والمعلومات الغير مألوفة. تشابه الصحه النفسيه مع الجسديه مفيد لتوضيح بعض النقاط واذا بدأنا المقارنه بينهما قد تصل إلي مستوى جيد من الفهم .

متى تتشابه الصحه النفسيه مع الصحه الجسديه :

*الوعي بالصحه النفسيه ليس بقدر الصحه الجسديه .

اذا رأيت صديق لك قد بدأ يظهر عليه أعراض البرد مثل العطس المتكرر والسعال وارتفاع درجه الحراره وغيرها من الأعراض التي تتفاوت حدتها فحينها ما تقول بكل ثقه أنه مصاب بمرض ويحتاج الي المساعده لانه لا يجدر به يستمر في هذه الحاله هكذا ولكن على الصعيد الاخر اذا رأيت صديقك نفسه أصبح حزينا فجأه بالرغم من أنه كان سعيدا في اخر مره رأيته ففي الأغلب لن تفكر في حجم المشكله التي من الممكن أن يعاني منها صديقك الآن كما فكرت سابقا .

*التاريخ لا يحكي الا عن الصحه الجسديه فقط .

عبر عصور التاريخ ستجد أنه حتى القدماء المصريين والرومان كان لديهم انظمه طبيه لمحاوله علاج الامراض الجسديه فمن المنطقي أن التفكير في حدوث مشكله في جسد الإنسان وحلها طبيعي وموجود من آلاف السنين ، ولكن لم يكن هناك مفهوم الصحه النفسيه الا حديثا عندما بدأ الإنسان في اكتشاف المخ أكثر وتحديدا اكتشافه من حيث وظائفه المعنويه ، الأمراض مثل الجدري والاوبئه الأخرى كانو بلا شك يتزامنون مع الأمراض النفسيه ولكنه لم يعترف بها ، لم يكن ثقافه تشخيص الأمراض النفسيه موجوده قديما لذا فإنه قد تم تفسيرها بمصطلحات دينيه روحيه أو صوفيه وقال الكاتب أصبحت العلاوي رؤى الاهيه أو نبوءات من الرب ، والشخص الذي تتغير سلوكياته فجأه الي العدوانيه والانحدار يقال إنه مش شيطاني مما يتطلب علاجا جراحيا قاسيا عن طريق حفر بعض الثقوب في الجمجمه ، بالتأكيد لم يعد هذا موجودا بفضل الوعي بالصحه النفسيه أكثر .

*تشابه في عده صفات مثل أن كلتاهما يمكن أن يكون نتيجه لحادثه صدمه  فجائيه أو تظهر تدريجيا دون وجود سبب ، مزمنه دائمه أو عابره مؤقته ، يمكن السيطره عليها أو التخفيف من حدتها ، لها اعراض تظهر وتختفي .

قد يكون للأمراض الجسديه تشخيصات واضحه وصريحه بمعنى أنه إذا ذهبت الي عياده صحيه وشعرت ببعض الأعراض المسلمه فسوف تصف للطبيب ما تشعر به وعلى أساسها سيتم التشخيص الواضح أما الصحه النفسيه فإنها قد تحتاج بعض الوقت للتشخيص ومن الممكن ألا يكون التشخيص دقيق ولكن هذه الافتراضات لا تكون دائما حقيقيه فمن الممكن أن يكون الجسد أيضا غامض ومن الصعب تشخيصه ومن الممكن أن يكون المرض النفسي واضح ويتم تشخيصه بكل سهوله ويسر .

متى لا تتشابه الصحه النفسيه مع الصحه الجسديه :

لا تخلط بين الأمور وتقول إن الصحه النفسيه تقوم على نفس نظام الصحه الجسديه (الاحساس بالمرض ثم الاعتراف به ثم علاجه إن أمكن )…. لا هذا غير صحيح نسبيا بالصحه النفسيه لا تكون بمثل هذا اليقين وقابيله الإصلاح ،فمثلا أن كنت تعاني من الاكتئاب وتعيش في أعماق المشاعر السلبيه فإن جزء من رحله الشفاء هو بأن تتأقلم على هذا الشعور بمعنى أن كنت تشعر بالعجز الشديد تجاه أن تقوم بنشطاتك اليوميه فيكون الحل بأن تقوم بها حتى ولو لم تكن ترغب في ذلك فهذا بمعناه انك تتأقلم مع شعور الاكتئاب واحد من انتشاره فإذا لم تحاول أخذ خطوه القيام بنشطاتك اليوميه سيكون ايامك كلها متكرره ولا هدف لها وتستمر في جلد ذاتك لمحاوله منك أن تنهض لتؤديها مما يزيد احباطك أكثر وسرعان ما سينتشر المرض ويغلفك الاكتئاب أكثر فمحاوله التأقلم تحد من المشكله ولا تحلها من جذورها .

*الاختلاف الثاني هو انك اذا كنت مصاباً بكسر في الساق أو نزله برد او غيره فإنك من السهل عليك أن تعبر عن اعراض المشكله ومن السهل تشخيصها ولكن المشكلات النفسيه يمكنها أن تؤثر على سلوكك وتفاعلك مع الآخرين والحفاظ على التفاعلات الاجتماعيه أمر شاق للغايه عندما تصبح في حاله نفسيه سيئه .

*الاختلاف الثالث هو كيف تتأكد حقاً إن الشخص الذي أمامك يعاني من مشكله نفسيه خاصه أن مشكلات الصحه النفسيه تكمن في عقولنا ومن منا يستطيع أن يقرأ عقل اي شخص لمعرفه ما يفكر به أو يعاني منه أو كم التجارب الحياتيه التي سببت له ندوب وهشاشه نفسيه ومن الممكن أن يكون الشخص الذي تحاول التنبؤ مما يعانيه من مشكله لا يعلم بأنه مصاب بمشكله لاسباب كثيره من أهمها عدم وعيه عن الصحه النفسيه ، وذالك لا يحدث للصحه الجسديه فلا أحد يقوم بجراحه قلب مفتوح من باب الاحتياط فقط .

الخلاصه : 

1. الوعي بالصحه النفسيه ليس بقدر الصحه الجسديه 
2. التاريخ لا يحكي الا عن الصحه الجسديه 
3. عدم اليقين في تشخيص الأمراض النفسيه سبب اختلاف كبيره بينهم 
4. اساسيات التي بني عليها الصحه النفسيه مرته للغايه على عكس الصحه الجسديه 
5. تلك كانت أهم افكار الكتاب من صفحه 37 الي صفحه 60.