
الصحة تاج السعادة: استراتيجيات متكاملة للحفاظ على الحيوية والشباب في عالم متسارع
الصحة تاج السعادة: استراتيجيات متكاملة للحفاظ على الحيوية والشباب في عالم متسارع

صحتك هي تاج سعادتك .. فحاول أن تحافظ عليها بكل الطرق .. فهي سر شبابك وحيويتك .. وحكم الصائب على كل الأمور.
والتمتع بالصحة الجيدة من أهم أسباب تمتع الإنسان .. والغذاء آلة حيوية هامة لبناء الجسم القوي السليم واستمرار تجديده ونشاطه..
والتغذية ترتبط بالغذاء ومكوناته ارتباطاً كبيراً لتحقيق سر هذه السعادة، وتعريف التغذية يعطى المدول الصحيح لما تحتويه هذه الكلمة من معنى..
فهي مجموع العمليات التي يحصل عليها الجسم على المواد اللازمة لنشاطه ونموه وتجديد خلاياه وتهدف إلى رفع المستوى الصحي للإنسان عن طريق الغذاء ودراسة أثره على النمو والصحة العامة..
أما الغذاء فتعريفه: هو أي طعام سائل أو صلب يتناوله الإنسان ويؤدي له وظيفة أو أكثر مثل إمداد الجسم بالطاقة والنشاط .. والنمو وبناء وتجديد الأنسجة .. وتنظيم العمليات الحيوية بالجسم..
والمواد الغذائية : هي المواد أو المركبات الكيميائية التي يتكون منها هذا الطعام كالبروتينات والكربوهيدرات والدهون والأملاح المعدنية والفيتامينات .. والغذاء السليم هو الذي يحتوي على كميات تكفي احتياجات الجسم من هذه المواد وتعتبر التغذية السليمة جزءا علاجيا هاما. وهي تقي الجسم من أمراض نقص وسوء التغذية وتقلل من استعمال الدواء فيتمتع الإنسان بالقوة البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية ..
وعلامات التغذية السليمة متعددة يشعر بها الإنسان – نفسه – ويجدها في نشاطه اليومي بصورة مباشرة ومؤثرة والتغذية السلمية تجعل الشخص يتمتع بالحيوية والنشاط والروح المرحة العالية طوال اليوم ويشعر بقوة عضلاته أثناء سيره وجلوسه وكفاءته في العمل ومقاومة جسمه للأمراض..
وتجعله يقبل بشهية على تناول الأطعمة المختلفة التي يحتاجها جسمه فعلاً.
والتغذية السليمة تعطي توازناً في تكوين جسم الإنسان وتجعل وزنه مناسباً لسنه وجنسه وهيكل جسمه .. قد يظن البعض أن زيادة الوزن أو السمنة من علامات الصحة الجيدة وهذا خطأ شائع فالسمنة أحد أمراض سوء التغذية والنحافة الشديدة أيضا من سوء التغذية فهي نتيجة لعدم كفاية الغذاء أو وجود خلل في أحد أجهزة الجسم يعرض صاحبه للضعف والإرهاق وسرعة التعب وتقلل مقاومته للأمراض.
وهناك أيضا عوامل أخرى تؤثر على تغذية وصحة الإنسان مثل:
العوامل الوراثية – كثرة التعرض للمرض – العادات الغذائية ونظام المعيشة – المشاكل العاطفية – السكن الردئ والتهوية السيئة – عدم كفاية ساعات النوم – عدم الراحة بعد العمل المضني .. وغير ذلك الكثير لذا فالتغذية السليمة هي الأساس الخرساني في صحة الإنسان وبالتالي سعادته ..
وتعالوا معاً نبحث عن مكونات التغذية السليمة لصحة الإنسان ..
يجهل الكثيرون معرفة ما تحتويه الأطعمة اليومية من مواد ضرورية للجسم يجهلون مثلاً ما هو البروتين وما فائدته للجسم ؟؟ وفي أي الأطعمة يوجد ؟؟ وما أهمية فيتامين (أ) وأثر نقصه على الجسم ؟؟ وأي الأطعمة غنية به ..
ويعيش سنوات حياته يشكو العلة دون أن يدري أن جهله بمعرفة عناصر التغذية السليمة هي السبب لذا من المفيد أن يعرف الإنسان شيئاً عما يأكله من أطعمة وما يحتاجه جسمه منها ..
فما هي المود التي يحتاجها الجسم من الغذاء ؟؟
يرى علماء التغذية أن جسم الإنسان يحتاج إلى حوالي 45 مادة لبنائه منها الأكسجين والماء ويمكنه أن يحصل عليها إذا تناول أطعمة متنوعة وليس عن طريق طعام واحد فقط وأهم هذه المواد :
المواد البروتينية : ومصادرها اللبن والبيض واللحوم والأسماك والبقول ..
المواد الكربوهيدراتية: ومصادرها النشويات كالحبوب والخبز والبطاطس والسكريات كالفاكهة والمربى والسكر والحلوى والشربات وغير ذلك ..
المواد الدهنية: مصادرها الزيوت النباتية كزيت الذرة وزيت بذرة القطن والزبد والسمن الطبيعي والصناعي وشحوم الحيوانات ..
والأملاح المعدنية مثل: الكالسيوم – الفسفور – الحديد – اليود – الصوديوم- البوتاسيوم .. الخ..
الفيتامينات مثل: (أ)-(ب)-(ج)-(د)- (هـ)-(ك)... الخ.
وبشيء من التفصيل تلقي الضوء على أهم المكونات ..
البروتين:
وله الأهمية الكبرى بين المواد الغذائية لأنه يدخل في تكوين خلايا الجسم وفي تركيب العضلات والجلد والشعر والأظافر والدم والمخ والأعصاب حتى الهرمونات والإنزيمات التي تنظم عمليات الهضم هي أيضاً بروتينات وتصل نسبة البروتين في الجسم إلى 15 % من وزنه موزعة كالآتي: الثلث في العضلات – الخمس في العظام والغضاريف- والعشر في الجلد – والباقي موزع في خلايا الجسم الأخرى وسوائله، ماعدا البول والصفراء فلا يحتويان على البروتين ..
وظائف البروتين في الجسم: متعددة وهامة ولا يعرفها الشخص .. وإلقاء الضوء عليها يعطي معلومات هامة تجعله يحافظ على الحصول عليه لصحته..
ومن وظائف البروتين: بناء أنسجة الجسم وإصلاح التالف منها ولا يمكن استبداله بالدهون أو الكربوهيدرات لأنها لا تحتوي على النيتروجين والزائد من البروتين عن حاجة الجسم يعطى طاقة ..
وجميع أنسجة الجسم في هدم وبناء مستمرة فكل خلية في الجسم تتغير خلال 160 يوماً وتتغير الأعضاء الحيوية بسرعة فالكبد يتجدد بالكامل في مدةلا تتجاوز أسبوعين ومثله عضلات القلب والكليتان والغدد وجردان المعدة كذلك تتغير الشرايين والأردة في خلال أسابيع قليلة ويفقد الجسم يومياً حوالي 15: 20 جرام من بروتيناته يعوضها من الأطعمة البروتينية ومعظمنا يحصل على حوالي 60 : 70 جم من البروتين يومياً.
كما يعمل البروتين على حفظ حموضة وقلوية سوائل الجسم في معدلها الطبيعي كالدم والبلازما .. وتحتوي بروتينات الدم على الهيموجلوبين الذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم وينقل ثاني أكسيد الكربون من الرئتين إلى الخارج في هواء الزفير .. كما تحتوي بروتينات الدم على الأجسام المضادة التي تكسب الجسم مناعة ضد المرض ..
ويحصل الإنساان على البروتين من الأطعمة الحيوانية والنباتية التي تتحول بعد الهضم إلى وحدات صغيرة يعاد ترتيبها من جديد لتكوين البروتينات الخاصة بكل جزء في الجسم كالأظافر والجلد والشعر وغير ذلك، والمتبقى من بروتين الغذاء بعد ذلك يستخدمه الجسم في إنتاج الطاقة إذا كان في حاجة إلى ذلك..
ولا يستفيد الجسم من بروتينات الأطعمة في عملية البناء وتجديد الخلايا سابقة الذكر إلا إذا كان يصحبها كربوهيدرات ودهون تمد الجسم بالطاقة .. وإلا أصبحت الوظيفة الأولى للبروتين هي الاحتراق لتوليد الطاقة بدلاً من عمليات البناء، وبالتالي يزيد إفراز النيتروجين في البوول ويحترق الكربوبن والإيدروجين المكون للأحماض الأمينية ويتحول إلى ثاني أكسيد الكربون وبخار ماء يخرج في هواء الزفير .. الجرام من البروتين يعطي 4 سعرات ..
ونقص البروتينات خطر جدًا على صحة الإنسان وأثره على الجسم يظهر فوراً إذا تعرض الجسم لأي متاعب صحية ..
ويعتبر نقص البروتين من أكبر المشاكل الغذائية في العالم وخصوصاً بالنسبة للأطفال الصغار لأنهم أكثر الفئات الحساسة تأثيراً ويظهر ذلك بصورة واضحة في البلاد النامية مثلما حدث في مجاعة إفريقيا وخاصة في الصومال كما يتعرض أكبار أيضاً لنقص البروتين نتيجة للفقر والجوع وإن كانت لا تظهر عليهم أعراض المرض بنفس السرعة والقسوة التي تظهر بها على الصغار ..
ومقارنة سريعة لتأثير البروتين على الصحة بين الدول الغنية والفقيرة نجد أن الفرد في الدولة المتقدمة يحصل على حوالي 90 جراماً من البروتين يومياً نصفها من البروتين الحيواني 45 جم بينما يحصل الفرد في الدول النامية على حوالي 58 جراماً منها أقل من 9 جرامات من البروتينات الحيوانية ولذلك تنتشر أمراض نقص البروتين في الدول النامية حيث يعيش حوالي 7 % من سكان العالم .
وأجزاء الجسم التي تتأثر سريعاً لنقص البروتين هي الجلد – والشعر – والأظافر – والأغشية المخاطية المبطنة لأجهزة الجسم .. وغير ذلك فإذا استمر النقص طويلا تتأثر جميع أنسجة الجسم ..
وبالنسبة للأطفال الصغار ينقص الوزن ويبطئ النمو وتضمر العضلات وتقل مقاومتهم لأبسط الأمراض ..
ومن أعراضه الأديما (تورم الجسم) – تقرحات الجلد – تغيير لون الشعر وضعفه وتقصفه .. وعادة يصاحب نقص البروتين نقص في الكربوهيدرات فتسوء الحالة جداً ويكون ذلك نتيجة للفقر الشديد فيصاب الأطفال بالهذيان الشديد وفقدان الشهية مما يؤدي إلى الوفاة ..
الكربوهيدرات:
العنصر الثاني في صحة الإنسان وتحتوي على الكربون – والإيدروجين – والأكسجين – ونسبة وجود الإيدروجين والأكسجين بها هي نفس نسبة وجودهما في الماء أي 2 : 1 .. وهي من أهم مصادر الطاقة للجسم ..
والكربوهيدرات عبارة عن مركبات كيميائية صنعها النبات بواسطة عملية التمثيل الضوئي وهي العملية التي يحول فيها النبات الخضر غاز ثاني أكسيد الكربون من الهواء والماء من التربة والطاقة من أشعة الشمس إلى سكر بسيط يتصاعد منه غاز الأكسجين ..
ويقوم النبات بتخزين هذا السكر في عصارته داخل الخلايا ونظراً لشدة ذوبانه فليس من السهل على النبات أن يخزنه بهذه الصورة ولذا يحوله إلى شكل آخر أقل ذوباناً هو النشا ثم يحول جزء منه إلى شكل آخر هو السيلوز (الألياف) المكون الأساسي لألياف النباتات كما يمكن للنبات أن يحول جزءا آخر من السكر إلى دهون وبروتينات باستخدام معادن التربة ..
وأشكال الكربوهيدرات عديدة ويمكن تقسيمها إلى:
السكريات البسيطة (الأحادية):
وهي حلوة المذاق وتتكون من جزء بسيط من السكر ومنها الجلوكوز – والفركتوز – والجلاكتوز..
السكريات الثنائية:
وهي حلوة المذاق أيضاً وتتكون من 2 جزيء من السكر البسيط ومنها سكر القصب (السكروز) – وسكر الشعير (المالتوز) – وسكر اللبن (اللاكتوز)..
السكريات العديدة:
وهي ليست حلوة المذاق وتتكون من العديد من وحدات السكر البسيط الجلوكوز .. ولذا تسمى متعدة التسكير ومنها : النشا (النباتي) – والجليكوجين (نشا حيواني) – والسليلوز (الألياف)..
وفائدة الكربوهيدرات في الجسم هامة جداً ومؤثرة وضرورية للصحة..
فهي المصدر الأول للطاقة في الجسم والجرام منها يمد الجسم بأربعة سعرات .. كما تؤدي دورا حيوياً هاماً للمحافظة على سلامة الكبد حتى يؤدي وظائفه العديدة بكفاءة فالجليكوجين يساعد الكبد على التخلص من السموم المختلفة فتفرز خارج الجسم كما تمنع الكربوهيدرات تراكم الدهن في الكبد..
ويعتبر الجهاز العصبي أكثر الأجهزة حساسية لانخفاض سكر الدم .. فيصاب الشخص بالصداع والعرق والدوخة وربما يفقد الوعي، ويلاحظ ذلك في حالات مرضى السكر الذين يتناولون جرعات زائدة من الأنسولين وتؤدي إلى انخفاض سكر الدم عن الحد الطبيعي (وهو من 80 : 120 ملجم) يتم علاجه يتناول الكربوهيدرات..
وتناول الكربوهيدرات يزيد من كفاءة العضلات إذا ما تناول الشخص كميات متساوية في الطاقة من الأطعمة البروتينية والدهنية والكربوهيدراتية ويظهر ذلك في الأشخاص الذين يقومون بجهد عضلي شامل ..
كما تفيد الكربوهيدرات في حماية بروتين أنسجة الجسم من الاحتراق لتوليد الطاقة ..
كما تعتبر الكربوهيدرات عاملا مضاداً للتسمم الأسيتوني الذي يحدث في حالة احتراق الدهون بدون وجود الكربوهيدرات وتتكون مجموعة من الأحماض تعرف بالأجسام الكيتونية .. وتتراكم هذه الأحماض في الدم وتعرف هذه الحالة بالتسمم الأسيتوني وأعراضه هي الصداع والدوخة والغثيان وتظهر رائحة الأسيتون في هواء الزفير وهي تشبه رائحة التفاح المعطن كما في حالات البول السكري الشديد، وتختفي هذه الأعراض بتناول الكربوهيدرات..
أيضاً الأطعمة الكربوهيدراتية طعمها مستحب وتحسن طعم الغذاء كتناول الخبز مع الخضر، واللحوم مع المكرونة أو الأرز، والسكر في المشروبات وغير ذلك..
كما ينشط السليلوز عملية الهضم ولكنه ينشط الأمعاء الغليظة ويساعد على التخلص من الفضلات ..
الدهون:
العنصر الثالث هو الدهون وهي ضرورية أيضا في التغذية السليمة وهي توجد إما على حالة صلبة أو سائلة .. والدهون الصلبة توجد عادة في المصادر الحيوانية كالزبد والسمن الطبيعي والصناعي ودهون الحيوانات والطيور ..
والدهون السائلة هي الزيوت وتوجد في المصادر النباتية كزيت بذرة القطن وزيت الذرة وزيت الزيتون .. الخ.
وفوائد الدهون للجسم متعددة وهامة ومؤثرة فهي:
تعتبر مصدراً مركزا للطاقة فالجرام من الدهون يمد الجسم بـ 9 سعرات ، في حين يعطي الجرام في كلا من البروتين والكربوهيدرات 4 سعرات فقط..
ويتم هضمها ببطء بخلاف السكريات والنشويات والبروتينات .. لذا فهي تعطي شعوراً بالشبع لبقائها مدة طويلة بالمعدة، فإذا تناول الشخص زبداً بالمربى في الفطور فإنه يهضم أبطأ مما لو تناول الخبز بالمربى فقط..
كما تمد الجسم بالأحماض الدهنية الأساسية والتي لا يستطيع الجسم أن يصنعها .. وقد ثبتت أهميتها في تكوين الفوسفوليبيدات في الكبد، وفي شفاء نوع من الأكزيما يصيب الأطفال ، ومنع تكرار حدوثها، لذا أطلق على الأحماض الدهنية الأساسية فيتامين (ف)..
وتعمل الدهون على زيادة امتصاص الفيتامينات الذوابة مثل أ، د، هـ ، ك، في الجسم..
ووجود طبقات الدهن تحت الجلد يدخر للجسم حرارته. ويحفظ عليه رونقه وجمال تكوينه ويساعد على ليونة الجسم والشعر وعدم جفافه أو خشونته .. كما تعمل الدهون كوسائد حول العظام والأعضاء الداخلية تحميها من الرضوض والصدمات وتحفظها من الانزلاق..
وتحسن الدهون طعم الغذاء وبخاصة الخضر والبقول والنشويات الفقيرة في الدهن، وكثيراً ما يشكو الأشخاص الممنوعون من أكل الدهون لأسباب علاجية من عدم استطعام الطعام المسلوق والخالي من الدهون ..
كما تحمي الدهون إلى جانب الكربوهيدرات في الغذاء البروتين من الاحتراق لتوليد الطاقة فيؤدي وظيفته الأساسية من بناء الأنسجة وخلافه ..
كما تعمل الدهون وبخاصة الزيوت على تليين الفضلات وسهولة مرورها في الأمعاء الغليظة وتخلص الجسم منها ...
الماء:
العنصر الرابع في المواد الغذائية هو الماء ورغم أنه لا يعد من المواد الغذائية كالبروتين والكربوهيدرات والدهون .. وبالرغم من ذلك فهو من أهم المواد الضرورية لحياة الإنسان .. ولا يسبقه في ذلك سوى الأكسجين إلا إنه أهم عنصر في الحياة فالإنسان يستطيع أن يعيش دة أسابيع بدون طعام .. ولكنه يهلك عطشاص إذا حرم من الماء بضعة أيام قليلة ..
ويكون الماء الجزء الأكبر من الجسم، فهو يدخل في تركيب جميع أنسجته وتصل نسبته في الجسم إلى حوالي 60 % من وزنه وتختلف هذه الكمية تبعاً لنسبة الدهن في الدسم فإذا فقد الجسم حوالي 20 % من وزنه حوالي 12 لتر تعرض للهلاك ..
ووظائف الماء في الجسم متعددة وكثيرة منها:
الدخول في تركيب جميع أنسجة الجسم وسوائلها ومنها الدم.. وتصل نسبة الماء في بلازما الدم إلى 92 % ، وفي كرات الدم الحمراء إلى 70%، وفي البول إلى 97 % ..
كما يعمل الماء كوسيط لحمل المواد الغذائية وأكسجين الهواء إلى جميع خلايا الجسم ويحمل ثاني أكسيد الكربون إلى الرئتين للتخلص منه في هواء الزفير..
ويدخل الماء في جميع التفاعلات الكيميائية والحيوية التي تتم في الجسم كعمليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي ..
كما يساعد الماء على تنظيم درجة حرارة الجسم عن طريق بخار الماء الذي يخرج في عملية التنفس وفي العرق وهم وسيلتان لخفض درجة حرارة الجسم وترطيبه عندما ترتفع درجة حرارة الجو عن حرارة الجسم..
كما يساعد الجسم على التخلص من الفضلات عن طريق البول والبراز والعرق ..
ويعمل الماء على حفظ مرونة الأنسجة وليونتها، ويحميها من أثر الصدمات والرضوض ..
الأملاح المعدنية:
وتعتبر العنصر الخامس في التغذية السليمة فإذا كان جسم الإنسان يتكون من العناصر الأ ساسية الآتية:
الأكسجين 66 % والكربون 17% والإيدروجين (الهيدروجين) 10% والأزوت (النيتروجين) 3 % ومجموعها 96 %..
فإن الأملاح المعدنية بالجسم تمثل 4 % وتسمى بالعناصر أو المواد غير العضوية لأن الكربون لا يدخل في تركيبها، وتوجد معظم المعادن على شكل أملاح بسيطة يحصل عليها الإنسان من الغذاء .. وبعد احتراق المواد العضوية في الجسم ..
وهناك ما يقرب من 30 عنصراً من المعادن الهامة للجسم، توجد بأنسجة وسوائل السم وبخاصة العظام والأسنان والغضاريف، ولم يعرف حتى الآن أهمية ودور بعض هذه المعادن ، وبصفة خاصة التي توجد بكميات ضئيلة جداً في الجسم، وإن كان الكثير منها قد وضحت أهمية تماماً..
الفيتامينات:
العنصر السادس والأكثر أهمية في التغذية السليمة هو الفيتامينات وهي عبارة عن مركبات عضوية يحتاج الإنسان إلى كميات ضئيلة منها في غذائه اليومي، ولكنها بالغة الأهمية لسلامة صحته ونموه الطبيعي ..
وهذه الكميات الضئيلة جداً من الفيتامينات تدل على إنها تختلف من الأطعمة الأخرى التي نأكلها فالإنسان يستهلك في المتوسط ما بين نصف إلى واحد كيلو جرام من الغذاء يومياً في حين لا تزيد الكمية التي يحتاجها من جميع الفيتامينات عن 0.12 من الجرام.
ولذلك فهي ليست موادا غذائية كالكربوهيدرات أو البروتينات أو الدهون التي تمد الجسم بالطاقة أو بناء الأنسجة أي أنها ليست بديلة لهذه المواد وإنما تدخل الفيتامينات كمواد مساعدة في جميع العمليات الحيوية بالجسم ، ونقصها في الغذاء يؤدي إلى الإصابة بأمراض مختلفة أو بمعنى آخر هو الفرق بين الصحة السليمة والصحة المعتلة..
ويعتمد الإنسان في الحصول على الفيتامينات من مصادرها الطبيعية النباتية والحيوانية أي عن طريق تناول الأطعمة الغنية بها وهي أفضل المصادر وليس عن طريق تناولها في شكل أقراص مركزة إلا في حالات نقصها في الجسم وبأمر الطبيب لأنها كثيرا ما تضر الجسم كما يحدث عند تناول كميات مركزة من فيتامين (أ) و(د) الذي قد يؤدي إلى التسمم..
وتنقسم الفيتامينات إلى مجموعتين:
الأولى: فيتامينات قابلة للذوبان في الدهون وهي:
فيتامينات، أ، د، هـ، ك، ف..
الثانية: فيتامينات قابلة للذوبان في الماء وهي:
مجموعة فيتامين (ب) ومنها : ب1، ب2 (الرايبوفلافين) ، ب6 (البيريدوكسين)، البيوتين، الأنيوسيتول، الكولين، حمض الفوليك، حمض البانترثنيك، حمض بارا أمينوبنزويك وفيتامين ب12 ويسمى سيانوكوبالامين..
فيتامين ج المعروف باسم حمض الأسكوربيك ..
فيتامين (أ):
ويعرف بالفيتامين الضروري لسلامة الإبصار، أو المضاد للرمد والعدى وهام للنمو..
وهو عديم اللون ويذوب في الدهون وخاصة الزيوت النباتية ، ويوجد في المصادر الحيوانية كالزبد وفي المصادر النباتية كالجزر وبعض الفواكه والبرتقالية اللون والخضر الورقية الخضراء وغيرها ..
كما يوجد على شكل الصبغة البرتقالية المعروفة باسم الكارولين..
وهو عنصر هام جدا لسلامة الإبصار ، وكفايته في الغذاء تساعد العين على التكييف بسرعة عند الانتقال من الظلمة إلى الضوء أو العكس فالعين تفقد الرؤية لفترة وجيزة، وبعدها تتكيف سريعاً وتتضح الأشياء ..
وهو هام لسلامة الأغشية المخاطية المبطنة لأجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الهضمي أو التنفسي والتناسلي وغير ذلك ويدخل في تركيب صبغة أرجوان الإبصار اللازمة للرؤية وهي مرتبطة بالبروتين .
وهو مضاد للعدوى ويؤدي دورا حيويا في تغذية الجلد والشعر وتكوين الأسنان القوية البيضاء اللون والعظام .. ويساعد في النمو وبخاصة الأطفال..
فيتامين (هـ):
ويعرف باسم فيتامين أشعة الشمس ومن أشكاله فيتامين الكالسيفيرول ومصدره نباتي (الخمائر) ، وفيتامين ديهدروكوليستيرول ومصدره حيواني (جلد الإنسان)..
وأهميته إنه يعمل على امتصاص الكالسيوم والفسفور من الأمعاء، وينظم تركيزهما في الدم والأنسجة ويرسبهما مع غيرهما من المعادن في العظام والأسنان، وهذا الفيتامين غير منتشر في الأطعمة الشائعة الاستهلاك، ولذلك كانت أشعة الشمس مصدرا هاما له..
ومن أعراض نقص فيتامين د: تأخر المشي عند الأطفال الصغار، تأخر ظهور الأسنان وتسوسها مبكرا وضعف البنية وارتخاء العضلات وتأخر النمو .. وحدوث لين عظام عند الكبار وبخاصة الحوامل والمراضع، وضعف الأسنان بسبب سحب الكالسيوم من العظام..
فيتامين هـ :
ويعرف أيضاً بالتوكوفيرول أو (فيتامين الإخصاب)..
وطبيعة هذا الفيتامين أنه يذوب في الدهون ولا يتأثر بالحرارة أو القلويات أو الأحماض، وتتلفه الأشعة فوق البنفسجية ويوجد في زيت جنين القمح والذرة…
وفوائده: إنه هام للغدد التناسلية والإخصاب عند الذكور، ويقلل فرص الإجهاض وموت الجنين عند الإناث ، ويقلل من آلام الوضع ويهدئ حالات سن اليأس عند المرأة كالدوخة ونوبات الصرع ..
وقد ظهرت أهمية هذا الفيتامين في علاج الكثير من الحالات مثل:
ضغط الدم – تصلب الشرايين – بعض أمراض القلب – ضعف العضلات – هبوط الكلى الحاد .. وغير ذلك..
فيتامين (ك):
ويسمى الفيتامين المضاد للنزيف أو فيتامين التجلط، لأنه يدخل في المادة التي تساعد على تجلط الدم ويوجد في الخضر كالسبانخ والكرنب والطماطم والبسلة وغيرها ويذوب في الدهون..
ولا توجد احتياجات لهذا الفيتامين لاتساع انتشاره في الأطعمة، كما يتكون في الأمعاء بفعل الباكتيريا ..
وقد أمكن تحضير مركب منه لعلاج حالات النزف وخصوصاً قبل الولادة والعمليات الجراحية وفي حالة نقصه عند الأطفال الرضع..
فيتامين (ب) المركب:
ويكون هذا الفيتامين أكبر مجموعة من الفيتامينات الذوابة في الماء وتختلف وظائف هذه الفيتامينات في الجسم وهي لعمليات التمثيل الغذائي ولصحة الجهاز الهضمي والجلد والفم واللسان والأعصاب والكبد..
كما تساعد في حالات عسر الهضم وفقد الشهية والتعب والالتهابات الجلدية والأنيميا..