ما هي التروما؟
ما هي التروما؟
ما هي التروما؟ هذا المصطلح الذي يبحث عنه الكثير ففي الحياة اليومية يتعرض الإنسان للعديد من المواقف والصدمات التي قد تؤثر عليه بالسلب وقد تتسبب له في إحداث صدمات نفسية وعصبية بالغة سواء بطريق مباشر كتعرضه هو للصدمة بشخصه أو رؤيته لتعرض أحد ما لخطر ما أو حادث كبير وهذا الاضطراب النفسي الذي يتعرض له الشخص هو ما يعرف بالتروما أو اضطراب ما بعد الصدمة.
وفي مقالنا اليوم سنقوم بشرح تفصيلي لمرض التروما وما هي أعراضها وكيفية التعامل معها لتخطي الصدمة النفسية، فتابعونا.
ما هي التروما؟
التروما هي مرض يصيب الإنسان في حالة تعرضه لصدمة قوية تفوق قدرته العقلية على استيعابها، مما يجعله يدخل في حالة من الخوف الشديد وعدم القدرة على التوازن النفسي والتعامل مع الآخرين بشكل طبيعي.
فإن التروما هي حادث مفاجئ يتعرض له الإنسان يتسبب له بصدمة كبيرة وهذه الصدمات قد تكون بسبب كوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات والحروب وغيرها، وقد تكون بسبب فعل البشر مثل التعرض للضرب أو الاغتصاب أو السرقة وغيرها، ولكن الصدمات التي نتلقاها من البشر يكون لها تأثير نفسي أكبر على الإنسان.
ما هي أعراض التروما؟
عندما يتعرض الإنسان لصدمة نفسية كبيرة تظهر عليه مجموعة من الأعراض وتبدأ هذه الأعراض في الظهور على الشخص بعد شهر من حدوث الكارثة أو الحادث الذي تعرض له وتختلف هذه الأعراض من شخص لآخر ولكن كل هذه الأعراض تشترك في أنها تؤثر على حياة الإنسان وتعاملاته سواء في العمل أو بحياته الشخصية، وتتمثل هذه الأعراض فيما يلي:
• أعراض اقتحاميه
وهي تذكر الشخص للحادث الذي تعرض له بشكل متكرر وكأنه يحدث للمرة الأولى وذلك من خلال الأحلام والكوابيس التي يراها، ومن خلال ما يسمى بالذكريات الاقتحامية التي يتذكر بها الشخص الحادث الذي تعرض له وتسبب له بصدمة نفسية بكل تفاصيله وكأنه يحدث مرة أخرى، وذلك عند تعرضه لأحداث تذكرة بالصدمة التي تعرض لها.
وذلك يحدث اضرابات عند الشخص مريض التروما فقد نجده بحالة من الخوف والشعور بالألم وقد يصل الأمر إلى الدوران والغثيان.
• التجنب
حيث يتجنب الشخص المصاب بالتروما كل ما يذكره بالصدمة التي تعرض له ويميل للابتعاد عن الناس وعدم ممارسة حياته الطبيعية كما بالسابق، فكل ما كان يحبه بالسابق يصبح لا يحبه ويمتنع عن كل ما يذكره بالحادثة مثل الملابس التي كان يرتديها وقتها، والأماكن المرتبطة بالحادثة، والأشخاص اللذين تربطهم علاقة بما حدث.
فإن الشخص يقوم بمقاطعة وتجنب كل ما يعيد له ذكريات ما حدث بل قد تؤثر الصدمة على كل علاقاته وحياته.
• سهولة الاستثارة
في حالة تعرض الإنسان لخطر يقوم المخ بإصدار إشارات للهجوم أو الهرب من خلال جزء في المخ يطلق عليه الاميجدالا أو اللوزة، ولكن بعد التعرض لصدمة قوية يصاب هذا الجزء من المخ بالارتباك فيصبح على استعداد دوما لتلقي الخطر مما يجعل الشخص دوما في حالة من التوتر والخوف الشديد فيكون سهل الاستثارة وسريع الغضب.
ويكون الإنسان المصاب في هذه المرحلة أكثر عرضة لأي شيء يثير خوفه حتى الأشياء العادية التي تحدث تسبب له توتر وحالة من الزعر.
• تغيير المعتقدات
يمكن لهذه المرحلة وهذا العرض أن يستمر مع الإنسان لبقية العمر لذلك يعتبر هذا العرض هو الأكثر خطورة، فيعاني الإنسان من تكون أفكار سلبية قد تصل إلى تغيير معتقداته الدينية عن الله فيرى انه شخص سيء وان الله قد عامله بقسوة وظلم، ويبدأ بعيش الحياة بطريقة غير واقعية ويثير عقله الكثير من التساؤلات مثل السبب وراء وقوع الحادث الذي تسبب له في صدمة والشعور باللوم إذا كان استطاع منعه وكل هذه الأشياء تؤثر على سرعة علاجه وتعافيه.
وهذا العرض والمعتقدات السلبية يكون لها تأثير نفسي كبير كالشعور بالذنب والاكتئاب الحاد وغيرها وليس هذا فقط بل تؤثر عليه أيضا جسمانيا فقد يتعرض لحدوث قرحة بالمعدة وألام بالجسد ليس لها أسباب وغثيان وقيء.
ولكن كل هذه الأعراض تسمى بالأمراض النفسجسمية وتعني أنها أمراض جسمانية ولكن السبب بها نفسي فلا نجد لها علاج وإذا قام طبيب بتشخيصها لا يجد لها علاج أو سبب محدد فالعلاج الوحيد لها هو العلاج النفسي والتشافي من الصدمة النفسية.
• تغيير في اليقظة
حيث يعاني مريض التروما بحدوث اضطرابات في النوم فيكون في حالة قلق دائم يصعب معه النوم والتركيز، فيصبح مستيقظا لفترات طويلة، حتى وإن نام يكون نومه غير مستقر وقلق.
علاج التروما
لتخطي هذه المرحلة يجب خضوع مريض التروما للعلاج المناسب لحالته النفسية والصحية ويتخذ العلاج عدة أشكال وعدة طرق على النحو التالي:
• العلاج النفسي
وهو من أهم مراحل العلاج ويكون المريض أكثر استجابة لها حيث يقوم الدكتور المعالج بتحديد المخاوف والاضطراب الذي يعاني منه المريض وتحديد طرق العلاج المناسبة والعمل عليها تدريجيا.
ومن أمثلة العلاج النفسي طرق التنفس والاسترخاء، وأيضا ممارسة بعض التمارين التي تقلل من نوبات التوتر والقلق فهذه الطرق تساعد الإنسان على الهدوء والتقليل من حدة الخوف الذي يشعر به.
• العلاج المعرفي السلوكي
ويطلق عليه أيضا العلاج بالتعرض، وتكون طريقة العلاج من خلال تخيل الشخص أنه يتعرض للموقف الذي سبب له الصدمة النفسية أو التعرض لمواقف مع أشخاص لا يريد التعامل معهم.
فعلى سبيل المثال يطلب الدكتور المعالج من الشخص المريض تخيل أنه موجود بالمكان الذي حدثت فيه الواقعة التي سببت له الصدمة وإعادة تذكرها حيث يتابع انفعالاته والأعراض التي تظهر على المريض من القلق والخوف ومتابعة تحركات عينيه للوصول إلى طرق علاجه بطريقة تدريجيا.
لذلك يعتبر العلاج بالتعرض كم أهم طرق العلاج التي تساعد المريض على تخطي مرحلة الصدمة.
• العلاج الدوائي
يساعد العلاج الدوائي على تخطي المرحلة النفسية لمريض التروما حيث يتم وصف علاجات مضادة للاكتئاب والتوتر تساعد على الاسترخاء، كما يمكن وصف علاج يساعد على النوم لمواجهة أعراض الاستيقاظ الدائم وعدم المقدرة على النوم والاسترخاء.
نصائح للتعامل مع مريض التروما
البيئة المحيطة بمريض التروما والأشخاص المحيطين به لهم دور كبير في مساعدته على تخطي هذه المرحلة والاستشفاء منها، إليكم عدة نصائح يجب اتباعها أثناء التعامل مع مريض التروما:
• التفهم لحالة المريض والطاقة السلبية التي يتعايش بها، حيث أن المريض قد تصدر منه تصرفات غير مرغوبة للبعض وتسبب الضيق فيجب على المحيطين به التفهم لهذه الحالة وعدم الشعور بالضيق أثناء التعامل معه واحتوائه لمساعدته على تخطي الصدمة.
• عدم استفزاز المصاب بالصدمة ولو بعد فترات من حدوثها، فلقد أثبتت الدراسات أن الشخص عند تذكره لما مر به من صدمة تحدث له نوبات غضب شديدة وخوف وتوتر وقد تصل للتبول اللاإرادي، لذلك ينبغي على من يعيش معهم عدم تذكيره أو تعريضه لأي شيء مشابه لما مر به.
• التشجيع على التواصل مع الآخرين، فإن الشخص المصاب بالتروما يحب الابتعاد عن الآخرين والشعور بعدم الطمأنينة في وجود الأشخاص والشعور بالخطر لذلك يجب تشجيعه على التواصل مع الأقارب والأصدقاء لتجنب شعوره بالوحدة.
• تشجعيه على الذهاب للطبيب، فكما ذكرنا أن العلاج له دور كبير في تخطي هذه المرحلة والتوجيه الصحيح للعلاج يساعده على الشفاء السريع، لذلك يجب تشجيعه على الذهاب للطبيب وتلقي العلاج والمساهمة بالعلاج النفسي له.
الأسئلة الشائعة
ما هو الفرق بين الاكتئاب والتروما؟
الاكتئاب هو الشعور بمزاج سيء وطاقة سلبية تجاه الحياة ونظرة تشاؤمية ويكون العلاج منه من خلال تعليم الفرد الانضباط النفسي وتحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية، أما التروما فهي صدمة عصبية ونفسية كبيرة تمتد مع الشخص المصاب ربما لشهور وأعوام حتى يتم علاجها بالشكل الصحيح.
هل متابعة شخص لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يصيبه بالتروما؟
ذكرنا أن التروما قد تحدث للشخص بطريق مباشر أو غير مباشر والطريق الغير مباشر يعني مشاهدته لشخص ما يقع في حادث أو كارثة، وكما نعلم جميعنا ان وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تتنافس في تقديم المحتويات الصادمة والأخبار الكارثية لذلك فإن الإنسان معرض لتلقي صدمة كبيرة من مشاهدة مثل هذا المحتوى الكارثي.
كيف نعرف ان الشخص مصاب بالتروما وضرورة ذهابه للطبيب؟
عند التعرض لموقف صادم يتعرض الإنسان لنوبات من القلق والاكتئاب والبكاء ولكن في حال استمرت هذه الأعراض لأكثر من شهر وفي حالة عدم قدرة الشخص على العيش بطريقة طبيعية وعدم قدرته على التعامل مع الآخرين بشكل طبيعي ففي هذه الحالة يجب التوجه على الفور للطبيب لتشخيص الحالة وتقديم العلاج المناسب.
وأخيرا اعزاءي نكون قد وصلنا لنهاية مقالتنا التي تحدثنا بها عن التروما واعراضها وكيفية العلاج منها، وينبغي القول أن كل منا قد يتعرض لصدمات قوية بحياته ولكن ينبغي أن لا نقف عندها وان نواصل الحياة بشكل طبيعي وعدم السماح للصدمات بالتحكم بنا.
الكلمة المفتاحية: ما هي التروما؟