ألعاب الفيديو . أجراس الخطر

ألعاب الفيديو . أجراس الخطر

0 المراجعات

ألعاب الفيديو . أجراس الخطر 

قوة الهاتف الذكي مذهلة. يبدو من الصعب تصديق ذلك ، لكن الجهاز المحمول الذي يمتلكه أطفالنا اليوم أقوى من أي شيء آخر. ما هو الشيء الذي يجعله يجذب انتباه الأطفال؟ حتى الطفل البالغ من العمر 5 أشهر ينجذب على الفور إلى الشاشة ، وهو مفتون بالتلاعب به. سواء كان ذلك عن قصد أم لا .

إن الانخراط في مثل هذه الأنشطة ممتع ، ويرافقه إفراز الجسم لهرمون المتعة و الذى يعرف بالدوبامين . يبحث المراهقون ، وكذلك الكبار ، عن هذا الشعور الممتع في أنشطتهم . بالنسبة للعديد من المراهقين ، فإن المتعة التي يشعرون بها عند الانخراط في مشاهدة الشاشة وألعاب الفيديو لا يمكن أن تقابلها معظم الأنشطة الأخرى .

هل تعلم ؟

أنه تم تصميم ألعاب الفيديو لتكون مسببة للإدمان باستخدام أحدث علم النفس السلوكي لإبقاء اللاعب مدمنًا. الألعاب عبارة عن تجارب غامرة توفر لك كمية كبيرة من الدوبامين ، ويمكن أن يتسبب التعرض المفرط لهذا المستوى من التحفيز في حدوث تغييرات هيكلية في عقل الشخص الذى يمارس اللعبة.

الألعاب غامرة لدرجة أنه من السهل اللعب لساعات وساعات دون حتى ملاحظة مرور دقيقة واحدة. 

شركات إنتاج الألعاب تسعى جاهدة أن تجعل اللاعب مدمنا لها لأنها صناعة بمليارات الدولارات وكلما زاد عدد الأشخاص الذين يمارسون الألعاب ، زادت الأموال التي يجنونها.

اللعب القاتل

في عام 2005 وبحسب موقع ( بي بي سي ) توفي شاب بكوريا الجنوبية كان يمتهن اللعب إلكترونيا مقابل 100 ألف دولار سنويا، وجاءت وفاته بعد الاستمرار في لعب ( ستار كرافت ) ضد منافسين متعددين عبر شبكة الإنترنت لمدة 50 ساعة، كان يتخللها استراحات شديدة القصر، ثم انهار فجأة على كرسيه وتوقف قلبه عن العمل، وشخص الأطباء حالته بكونه أسرف في الإجهاد والانفعال.

أما في عام 2010 وبحسب الغارديان فقد اندمج والدان كوريان في تربية طفلة بداخل لعبة إلكترونية، حتى أنهما نسيا إطعام طفلتهما الحقيقية التي جاعت حتى الموت ووجهت تهمة الإهمال والقتل الخطأ إلى الزوجين.

وفي عام 2015 بالصين توفي شاب يبلغ 24 عاما في مقهى للإنترنت بعدما لعب 19 ساعة متواصلة دون أخذ أي استراحة، وسقط ميتا في كرسيه الذي لم يغادره طول تلك الفترة.

بالطريقة نفسه توفي رجل تايواني (32 عاما) وكان عاطلا عن العمل، فأدمن ألعاب الفيديو وتوفي بعد اللعب لمدة 3 أيام متواصلة في مقهى للإنترنت.

كما توفي مراهق بالهند كان يبلغ من العمر 16 عاما، ظل يلعب اللعبة الأكثر شعبية PUBG بشكل متواصل لمدة 6 ساعات، ثم انفعل بشدة عندما خسر في اللعبة فلم يتحمل قلبه كل هذا الانفعال وتوقف عن العمل، لتنتهي حياة الصبي بسبب خسارة اللعبة الإلكترونية. وقبل هذا الحادث بأيام قليلة توفي شاب عمره 20 عاما بعدما لعب اللعبة نفسها لمدة 45 يوما متواصلة، ثم بدأ يشكو آلاما في الرقبة ونقل للمستشفى في الحال ومات أثناء محاولة علاجه، أرجع الأطباء موته إلى تهتك أعصاب الرقبة.

رغم ندرة الوفيات الناتجة عن هوس اللعب الإلكتروني ولو لفترات طويلة، فإنه يظل أمرا وارد الحدوث كما ورد في الحوادث السابق ذكرها، وتنتشر الوفيات في شرق آسيا لأن الكثيرين أصبحوا يمارسون اللعب الإلكتروني بدلا من ممارسة الرياضة الاعتيادية، كما أن ماراثون اللعب الإلكتروني المباشر ساهم في هذا الأمر، حتى أنه أصبح هناك فئة في موسوعة غينيس لصاحب أطول فترة متواصلة في ألعاب الفيديو، والرقم العالمي حاليا مسجل باسم "كاري سفيدكي" الذي ظل يلعب بشكل متواصل لمدة 138 ساعة و34 ثانية.

الهوس بالألعاب الإلكترونية و إدمانها:

صنفت منظمة الصحة العالمية بشكل رسمي مواصلة لعب ألعاب الفيديو أو الألعاب الإلكترونية كإدمان يؤدي إلى الهوس، وأعلنت أن المصابين بهذا الهوس لديهم سمات معينة وهي عدم القدرة على التوقف عن اللعب، ووضع اللعب كأولوية قصوى أكثر من الأولويات الأخرى، ومواصلة اللعب بالحماس نفسه رغم المؤشرات السلبية التي تظهر على الشخص، سواء كانت صحية أو نفسية أو اجتماعية.

وبحسب المنظمة فإن الشخص يصنف كمصاب بهذا المرض إن استمر سلوكه الإدماني لمدة 12 شهرا على الأقل، غير أنه يمكن تأكيد التشخيص خلال مدى زمني أقل من ذلك في حالة التيقن من وجود كل الأعراض عليه.

يظن الكثيرون أن خطر هوس الألعاب الإلكترونية يتمثل في أشياء مثل الفشل الدراسي، أو التسبب في مجموعة من الأمراض العضوية، لأن اللعب الإلكتروني يجبر اللاعب على الجلوس لفترات طويلة مما يدفعه إلى تناول أطعمة غير مغذية إضافة إلى الخمول، وربما أقصى ما يعتقده البعض هو أن إدمان الألعاب الإلكترونية العنيفة يحول اللاعب إلى شخص عنيف، ولكن للأسف فإن خطر هذه الأمراض يمتد لما هو أكثر، فتلك الألعاب الإلكترونية قد تتسبب في مقتل الأطفال والمراهقين بل وحتى البالغين.

إدمان ألعاب الفيديو

إدمان الألعاب هو اضطراب قهري في الصحة العقلية يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة لحياة المرء. من الشائع أن يقضي مدمن ألعاب الفيديو أكثر من 10 ساعات يوميًا في اللعب . وعادةً ما يكون ذلك في وقت متأخر من الليل ،مما يؤدى إلى حرمان اللاعب من النوم . كما أن اللاعبين يعتمدون فى نظامهم الغذائى على مشروبات الطاقة المليئة بالكافيين والسكر مما يعرضهم من للجفاف وسوء التغذية.

يعاني مدمنو الألعاب من العديد من الآثار السلبية المختلفة ، بما في ذلك ضعف الصحة العقلية ، وتقلب المزاج وسرعة الانفعال ، والاكتئاب ، والعدوانية الجسدية ، ورفض الذهاب إلى المدرسة أو العمل بسبب اللعب. أن تكون مدمنًا على الألعاب هو أن تعاني من ضعف وظيفي في مجالات متعددة من حياتك ، ويمكن أن تكون الآثار طويلة المدى مدمرة. مدمنو الألعاب يفشلون في التخرج من الكلية. يحصلون على الطلاق. وهم يعانون من البطالة.

يؤدي إدمان ألعاب الفيديو إلى آثار سلبية على الأداء اليومي ، بما في ذلك المسؤوليات الشخصية والاجتماعية والتعليمية والمهنية. بالرغم من أن  الملايين من الناس يلعبون ألعاب الفيديو ، فإن نسبة صغيرة فقط هي التي تصاب بالإدمان . 

يمكن أن تشمل هذه الحالة الألعاب على الإنترنت أو أي جهاز إلكتروني ، ولكن معظم الأشخاص الذين يعانون من مشكلات كبيرة في الألعاب يلعبون بشكل أساسي على الإنترنت.

علامات وأعراض إدمان ألعاب الفيديو:

حددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي تسع علامات تحذير يجب مراقبتها عندما يتعلق الأمر بالتعرف على اضطراب الألعاب أو الإدمان . 

1- الانشغال بألعاب الفيديو. يفكر الفرد في نشاط الألعاب السابق أو يتوقع لعب اللعبة التالية ؛ تصبح الألعاب هي النشاط المهيمن في الحياة اليومية.

2- أعراض الانسحاب عند إيقاف اللعب. توصف هذه الأعراض عادة بالتهيج أو القلق أو الملل أو الرغبة الشديدة أو الحزن.

3- الحاجة إلى قضاء أوقات متزايدة في ممارسة ألعاب الفيديو. قد يكون الدافع وراء ذلك هو الحاجة إلى إكمال الأهداف المعقدة بشكل متزايد ، والتي تستغرق وقتًا طويلاً ، أو صعبة لتحقيق الرضا .

4- محاولات فاشلة للتحكم في المشاركة في ألعاب الفيديو.

5- فقدان الاهتمام بالهوايات والترفيه السابقة نتيجة ألعاب الفيديو وباستثنائها.

6- استمرار الاستخدام المفرط للألعاب على الرغم من معرفة المشاكل النفسية والاجتماعية. فيستمر الفرد في اللعب على الرغم من التأثير السلبي.

7- خدع أفراد الأسرة أو المعالجين أو غيرهم فيما يتعلق بألعابهم.

8- استخدام ألعاب الفيديو للهروب أو تخفيف الحالة المزاجية السلبية (مثل الشعور باليأس والذنب والاكتئاب والقلق).

9- التعرض للخطر أو فقد علاقة أو وظيفة أو فرصة تعليمية أو مهنية بسبب مشاركته في ألعاب الفيديو.

أسباب الإدمان

لا يزال الباحثون يحاولون تحديد السبب الدقيق لإدمان ألعاب الفيديو والصفات المسببة للإدمان على الإنترنت وألعاب الفيديو.

حتى الآن ، يعتقد الباحثون أن عملية اللعب والفوز بألعاب الفيديو قد تؤدي إلى إطلاق الدوبامين. الدوبامين مادة كيميائية في الدماغ تلعب دورًا رئيسيًا في العديد من وظائف الجسم ، بما في ذلك المكافأة والتحفيز اللطيفين. و قد أظهرت الأبحاث العصبية الحديثة أوجه التشابه في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من إدمان ألعاب الفيديو واضطرابات تعاطي المخدرات.

عوامل الخطر لتطوير الإدمان

توصل الباحثون إلى بعض العوامل التي قد تعرض الأشخاص لخطر أكبر للإصابة بهذه الحالة. و هذه الخطورة تتمثل فى الإندفاع و ضعف ضبط النفس و القلق .

متى يجب الذهاب إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بشأن إدمان ألعاب الفيديو؟

إذا كنت قلقًا بشأن أحد أبنائك بشأن الإدمان المحتمل لألعاب الفيديو والمشكلات ذات الصلة ، فتحدث إلى مقدم الرعاية الصحية أو أخصائي الصحة العقلية.

إذا تم تشخيص إصابته بإدمان ألعاب الفيديو ، فمن المهم أن تبحث عن العلاج وأن تظل ملتزمًا بخطة العلاج الخاصة بك. من المحتمل أن تحتاج إلى زيارة مقدم خدمات الصحة النفسية بانتظام.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

11

متابعين

2

متابعهم

6

مقالات مشابة