الإختلاف من منظور آخر أعمق
الإختلاف هو مكون أساسي من مكونات اكتمال البشرية فهو كالملح في جميع الأطعمة حتى الطعام الحلو، هو أيضا طبيعة وواقع وحكمة الهيه من المولى. نرى بالاختلاف التفاوت والتنافر بين الأشخاص ذوي الشخصيات والأفكار والمعتقدات المشاعر المتناقضة كتناقض أوجه المغناطيس المتشابهة. الاختلاف نعمة قيمة فمن خلال اختلافنا يستطيع كل فرد أن يكون نفسه وينفرد بذاته ويتميز لنفسه وهذا لأنه متميز منفرد حتى وإن تشابهه مع البعض فهو في الأصل شخص واحد يملُلك شخصية لا يملُكها أحد غيره ويُحرك هذه الشخصية تفكير داخلي مع مشاعر خفية جعلته لا يشبه الا هو.
هناك الاختلاف الخفي الداخلي الذي يرسم ويُصمم كل منا من الداخل بخيال واسع خاص به فيُبدع برسمه لفكر متميز وتصميمه لارواحنا ومشاعرنا كمهندس بارع فريد فنجد أننا صرنا ممتلكين لبناء داخلي قوي ينفرد بشكل التصميم والمكونات والألوان وطريقة البناء، أيضا نرى أننا جميعاً لا نتوافق فيما نحب ونكره حتى بطريقة الحب والكره لا نتفق ونرى أيضا كيف اتختلف أفكارنا وكيف تتفاوت من شخص لأخر، نجد من يملك روحاً مرحة وآخر يملك تلك الحزينة بأشكال مختلفة في الحالتين وغيرها كثير وكثير من مظاهر الاختلاف. يا لهُ من واقع مُثير.
أيضا هناك الاختلاف الظاهر الخارجي وهو يظهر في الأشكال والالوان والملامح التي تُميز بعضنا البعض ويرجع هذا إلى اختلاف العوامل الوراثية بيننا. هنا يجب التنويه بأن يحب كل شخص نفسه وشكله كيف كان وان يتذكر انه لا يشبه فلان الجميل لأنه ليس هو بل هو نفسه ويشبه الشخص الذي هو هو لا أحد اخر.
ارى في ظل هذا الاختلاف السائد بجميع الأشكال ان نراعي العدل بيننا لا المساواة لأننا لسنا متطابقين، كل واحد لديه حياته الخاصة وظروف عيش مختلفة فإذا ساد العدل أدى كل فرد دوره على أكمل وجه وأدى واجباته فيما يحق في حياته ان يُودي له الواجبات وحصل على حقوق تناسبه.
في الختام علينا تقبُل بعضنا البعض بأشكالنا كيف تكون وأن نحترم الآراء فالكل يملك منظار خاص به يرى به الحياة بطريقته الخاصة كيف يحب، أيضا باختلاف وجهات النظر يُولد الإبداع والتميز الذي يتكون من مزيج فكري من أفكار نابعة من أشخاص متعدين.
البشر في نهاية المطاف يجتمع على اصل واحد بالرغم من تعدد النسخ التي اختلفت عن بعضها بالاختلاف.
