العناد والعدوانية عند الأطفال بين الفهم والعلاج
العناد والعدوانية عند الأطفال بين الفهم والعلاج
يُعد العناد والعدوانية من اضطرابات السلوك التي تثير قلق الوالدين والمعلمين، لما لها من تأثير مباشر على نمو الطفل النفسي والاجتماعي، إذ قد يُساء فهمها أحيانًا على أنها سلوكيات طبيعية مرتبطة بمرحلة عمرية معينة، بينما تكون في الواقع مؤشرات لحاجات نفسية أو تربوية غير مُشبعة.
أولاً : العناد عند الأطفال
العناد هو إصرار الطفل على رفض الأوامر أو مخالفة التعليمات، حتى وإن كانت في مصلحته ولصالحه.
أسباب العناد:
- رغبة الطفل في إثبات الذات والاستقلال.
- عندما يعجز الطفل عن التعبير عن مشاعره أو رغباته بالكلام، قد يلجأ للعناد كوسيلة ضغط.
- القسوة الشديدة تولّد التحدّي، بينما التدليل المفرط يجعل الطفل يرفض الأوامر.
- الغيرة أو التغيّرات المفاجئة حيث قد يظهر العناد بعد قدوم مولود جديد، أو الانتقال لمنزل/مدرسة جديدة.
- أساليب التربية القاسية أو المتساهلة جدًا.
- المقارنة المستمرة بين الطفل وغيره.
- الشعور بعدم الأمان أو نقص الاهتمام.
- عدم وضوح القواعد داخل الأسرة. حيث غياب أن التناقض في القوانين يربك الطفل ويدفعه للرفض.
- تقليد الكبار إذا كان الطفل يرى العناد أو التصلّب في الآراء عند الكبار، فقد يقلّد هذا السلوك.
- جذب الانتباه حيث يكون أحيانًا يكون العناد وسيلة للحصول على الاهتمام، خصوصًا إذا شعر الطفل بالإهمال.
مظاهر العناد:
- الرفض الدائم للأوامر.

- الجدال المتكرر مع الكبار.
- نوبات غضب عند عدم تحقيق الرغبات.
- الإصرار على الرفض حتى بعد الشرح أو التوضيح.
- التمسك برأي واحد دون مبرر وعدم تقبّل البدائل.
- تجاهل التعليمات المتكررة عمدًا.
- الدخول في نوبات غضب عند عدم تحقيق الرغبة.
- المجادلة المستمرة مع الوالدين أو المعلّمين.
- البطء المتعمّد في تنفيذ الطلبات.
- تكرار قول «لا» دون سبب واضح
- تحدّي القوانين لمعرفة ردّة فعل الكبار
- رفض المشاركة أو التعاون مع الآخرين
- إظهار سلوك معاكس لما يُطلب منه
- الإلحاح الشديد لتحقيق مطلب معيّن
- الانسحاب أو الصمت كنوع من العناد أحيانًا
ثانياً : العدوانية عند الأطفال
العدوانية سلوك تعبيري يتّسم بإيذاء الذات أو الآخرين أو الممتلكات، ويظهر نتيجة عجز الطفل عن ضبط انفعالاته أو التعبير عن مشاعره بطرق مناسبة، وقد يكون جسديًا أو لفظيًا أو سلوكيًا، ويتأثر بعوامل نفسية وتربوية وبيئية مختلفة.
أسباب العدوانية:
- التعرض للعنف الأسري أو المدرسي.

- تقليد ما يُشاهد في وسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية.
- الإهمال العاطفي أو القسوة الزائدة.
- اضطرابات نفسية أو عصبية في بعض الحالات.
- ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر مثل الغضب أو الإحباط
- تقليد السلوك العدواني الذي يشاهده الطفل في الأسرة أو الإعلام
- التعرض للعقاب القاسي أو العنف الجسدي أو اللفظي
- الشعور بالغيرة أو الحرمان العاطفي
- الإحباط الناتج عن الفشل المتكرر أو القيود الزائدة وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر.
- غياب الشعور بالأمان والاستقرار النفسي
- عدم وجود حدود وقواعد واضحة للسلوك
- الرغبة في لفت الانتباه والحصول على الاهتمام
- الضغوط المدرسية أو التنمّر من الآخرين
أشكال العدوانية:
- - العدوان الجسدي: مثل الضرب، الدفع، الركل، العضّ.
- - العدوان اللفظي: كالصراخ، الشتم، التهديد، السخرية.
- - العدوان النفسي: التخويف، الإهانة، التقليل من شأن الآخرين.

- - العدوان الموجّه للممتلكات: تكسير الألعاب، تمزيق الكتب، التخريب.
- - العدوان غير المباشر: إيذاء الآخرين بطرق ملتوية كالإشاعة أو التحريض.
- - العدوان تجاه الذات: ضرب النفس أو إيذاؤها تعبيرًا عن الغضب.
- - العدوان الدفاعي: رد فعل مبالغ فيه عند الشعور بالتهديد.
- - العدوان الانتقامي: إلحاق الأذى بدافع الغضب أو الرغبة في الانتقام.
- - العدوان العاطفي: نوبات غضب شديدة مع فقدان السيطرة الانفعالية.
- - الضرب والدفع والعض.
- - السبّ والشتم والسخرية.
- - تكسير الأدوات.
- - التنمر على الآخرين.
ثالثاً : الآثار النفسية والاجتماعية
إذا لم تُعالج اضطرابات العناد والعدوانية مبكرًا، فقد تؤدي إلى:
- - ضعف العلاقات الاجتماعية.
- - تدنّي التحصيل الدراسي.
- - انخفاض تقدير الذات.
- - زيادة احتمالية السلوكيات الخطرة في المستقبل.
رابعًا: أساليب التعامل والعلاج
1- على مستوى الأسرة:
- - بناء علاقة قائمة على الحب والاحترام.
- - وضع قواعد واضحة وثابتة.
- - استخدام التعزيز الإيجابي بدل العقاب.
- - الاستماع لمشاعر الطفل وعدم السخرية منها.
- - تجنب الضرب والصراخ.
2-على مستوى المدرسة:
- - التعاون بين المعلمين والمرشدين النفسيين.
- - تعزيز السلوك الإيجابي داخل الصف.
- - توفير أنشطة تفريغ الطاقة والانفعالات.
3- التدخل المتخصص:
في الحالات الشديدة، يُنصح باللجوء إلى أخصائي نفسي لتقديم:
- - جلسات تعديل السلوك.
- - تدريب الطفل على التعبير الانفعالي.
- - إرشاد الوالدين لأساليب التعامل الصحيحة.
خاتمة :
إن العناد والعدوانية عند الأطفال ليسا دائمًا دليلًا على سوء التربية، بل قد يكونان رسالة غير مباشرة يبعثها الطفل ليعبّر عن احتياج أو معاناة داخلية. الفهم الواعي، والتعامل المتزن، والتدخل المبكر تمثل مفاتيح أساسية لتحويل هذه السلوكيات من مشكلة تؤرق الأسرة إلى فرصة لبناء شخصية متوازنة وسوية.