لماذا نستسلم للاكتئاب وبمقدورنا المواجهة؟!
الإكتئاب وفقدان الشغف كالبوابة المؤدية إلى متاهة كوابيس مُرعبة لا تنتهي، يُمثل ذهاب الروح بالتدريج إلى قائمة الأموات بالرغم من وجود أنفاس تدخل وتخرج يصاحبه شعور بالعجز عن مواصلة السير في درب الحياة المُزيف بالنسبة لك.
عندما تدخل بوابة الكوابيس وتجد أمامك ظلام تتخلله أصوات الوحوش المفترسة في كل مكان وهم من يريدون أن يفترسوا أحلامك وحياتك ويسلبوك سعادتك وعندما تسير رغبةً في الهروب تنغرس بداخلك كلمات كالأشواك الحادة المؤلمة حينها تنغلق عليك البوابة لتجعلك تعيش الصراع الداخلي مع نفسك.
الإكتئاب هو صراع داخلي يعيشه معظم الناس لأنهم فقدوا الشغف للحياة، تحطمت لديهم جميع الدوافع للاستمرار ومواكبة السير والمواجهة، أصبحوا كالأموات حيث ماتت كل مشاعرهم ودُفنت تحت الأنقاض، تجمدت أرواحهم وكُبلت بالسلاسل الصلبة ولكن تكمُن المعاناة الحقيقية في أن أجسامهم مازالت حية وأنفاسهم مستمرة ولكن دون حياة.
أسباب الاكتئاب كثيرة ومتنوعة فيُمكن الشعور به إذا كنت تشعر بالعجز تجاه نفسك أو غيرك، ليست لديك تلك القدرة على أخذ جزء من حريتك حينئذٍ تموت أحلامك وآمالك التي كنت ترسمها كجنة خضراء وللأسف أصابها الجفاف.
روتين ملل، أيام مُعادة بإمكانها تشكيل حاجز بين الإنسان ونفسه، تستطيع إبعاده عن ما يحيط به من حياة وجره إلى عزلة وعجز قاتل فمثلاً عدم القدرة على الاستمتاع لأنك مُقيد يجعلك في محبس فتنشأ لديك دوافع بعدم الرغبة في الوجود كسجين محكوم عليه بالسجن مدى الحياة وكأنك ذهبت إلى مكان بعيد تركت فيه روحك وعقلك وشغفك وأحلامك وعُدت دون الانتباه بأنك تركت كل شيئ وأصبحت فارغاً لا تملُك شيئاً كما أن فقدان اي شيئ يُمثل لك جزءاً من روحك يُدخلك في أعماق الاكتئاب، يُلبسك ثوب السواد الكاحل ويُعميك عن العيش ويجعلك تتآكل من الداخل حتى تنتهي.
هناك من يستسلم له مدى الحياة فيتعذب كل يوم دون جدوى يُريد أن يلحق بروحه ولكنّ جسده مازال متمسكاً بريشة من الحياة، يريد أن يقاوم ولكن لا يملُك القوة، يتألم بسبب السكاكين التي تُمزقه من الداخل جُزءاً جُزءاً وتلك الأجزاء لا تنفذ.
أما من يُقرر مواجهته بقوة وإرادة فهو حتماً سينتصر عليه لأنه امتلك قوة البدء في المواجهة وهي قوة صعبة الامتلاك ويستعين بربه ويتحدى حياته المليئة بالصعوبات، يعبر الطريق المؤلم حتى يبلُغ منتهاه بكل شجاعة وعزم فهو يُريد الحياة من جديد، يُريد بناء الأحلام التي تنتظره في الخارج، يُمكن أن يطول الطريق ولكن بالنهاية سيصل إلب باب الأمل المُنير وقتها يُزيل الثوب الأسود من فوق روحه وجسده ويلبس ثوب النور الأمل الأبيض، تتجدد مشاعره الميتة كأنها زهرة تتفتح من جديد، يشعر بلذة النصر الذي حققه بعد تلك المواجهة الصعبة للرجوع وتخطي الكوابيس بعدها يذهب لأحياء الروح والبدء في العيش بنقاء وتحقيق المعجزات✨💜.
فالان واجه الصعاب لأن البطل الحقيقي هو من يستطيع الوقوف على قدميه عندما يكون عاجزاً عن ذلك.