دور الموسيقا في علاج الأمراض العصبية والجسدية

دور الموسيقا في علاج الأمراض العصبية والجسدية

0 المراجعات

   نرتاح لسماع الموسيقا، حين تخاطب الموسيقا مشاعرنا، لتُشعرنا بالسرور والغبطة، هل تخاطب أرواحنا بعيداً عن ضوضاء الحياة وصخبها؟ هل يمكن للموسيقا أن تعالج بعض الأمراض؟ ماهي الحالات التي تُعالجها؟ وهل التداوي بالموسيقا حديث العهد أم قديم؟

ماهي الموسيقا؟:

 الموسيقا فن تعبيري قديم قدم الإنسان تطور مع تطور حياته عبر العصور، فكان أولاً يستمع إلى الأصوات التي تصدرها الطبيعة والكائنات الحية، ثم بدأ  يستخدم بعض الأدوات التي صنّعها بنفسه ليُصدر بها الأًصوات، ومع الوقت أصبحت الموسيقا جزءاً من حياته.

تاريخ العلاج بالموسيقا:

 إن العلاج بالموسيقا ليس حديث العهد وإنما قديم، فقد استخدم هذا العلاج في الحربين العالميتين لعلاج المصابين والتسريع  في شفائهم, وهذا استدعى إلى الاهتمام بهذا  النوع الجديد من العلاج وتطويره في العديد من الدول أولها الولايات المتحدة.

آلية العلاج بالموسيقا:

 يختار المتخصص المقطوعة المناسبة لحالة المريض ويطلب منه  الاستماع إليها ، مما يؤثر على المخ الذي يتحكم  بالجوانب الوظيفية والإدراكية والانفعالية،  فيقوم المُعالج  بُقياس هذا التأثير  بواسطة أجهزة معينة ،  إن المتخصصين في هذا العلاج ليسوا أطباء وإنما هم موسيقيون مدرّبون على التعامل مع الحالات المرضية واختيار الموسيقى المناسبة لكل حالة، فاختيار تلك الموسيقا يكون بناءً على معايير أقرتها  منظمة " أيزو" وهي أن تتناسب الموسيقا مع حالة المريض النفسية والجسدية.

الأماكن المخصصة للعلاج بالموسيقا:

طبّق هذا العلاج في العديد من المشافي، أو مراكز إعادة التأهيل والإصلاح مثل: مركز هثرهيل ومركز كورين دولان في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بدأ تدريس العلاج بالموسيقا في العديد من الكليات والجامعات الأمريكية، وأصبح جزءاً من مناهجها الدراسية، كما شُكّلت أول رابطة للمعالجين بالموسيقا عام 1950، سُميت الرابطة الوطنية للعلاج بالموسيقا.

يعترف المعالجون النفسيون أن طريقة هذا العلاج فيها الكثير من المتعة  للمستمع مع الاستشفاء.

تتوزع  في كل مركز العديد من الغُرف والقاعات، لكل منها وظيفته ومهمته الخاصة، مثل: غرفة التعليم والترفيه، ومهمتها تفعيل السلوكيات وتوظيفها للحث على التعليم، وزيادة المهارات الاجتماعية والقدرة على التعبير، وهناك غرفة الطب النفسي، وغرفة الزهايمر، وغرفة إعادة التأهيل، ثم غرفة المثول للشفاء وهذه الغرفة مهمتها تعزيز الراحة والاسترخاء، والتخفيف من القلق، للمحافظة على الوظائف الحيوية لدى الفرد، و تمكين ما يُسهل الشعور العام  لديه بالشفاء.

ماهي الحالات التي تُعالجها الموسيقا؟:

 للموسيقا تأثيرها الجيد في عمليات الجراحة الدقيقة مثل: جراحة أوعية القلب أو جراحة الركبة تبيّن ذلك من خلال النتائج التي أحرزتها دراسة: فالمريض الذي استمع للموسيقا قبل العملية كان أكثر هدوءاً واسترخاءً، فلم يكن بحاجةٍ لجرعات مرتفعة من المخدر، كما أنه لم يتلق مسكنات قوية بعد إجرائه العمل الجراحي.

* ساعدت الموسيقى في حالات الولادة وسهّلتها، وخلقتَ جواً ممزوجاً بالراحة والاسترخاء لكلا الوالدين.

* المرضى الذين تعرضوا لإصابات رأسية أفقدتهم حاسة النطق، حين استمعوا للموسيقا العلاجية، ساعدتهم من خلال تحفيز الجزء الأيمن ليعطي إشارات للجزء الأيسر، والذي بالتالي يُرسل إشارات للسان بالتفاعل والغناء.

* المرضى الذين يتبعون العلاج الكيميائي، قللت الموسيقا من الآثار الجانبية لهذا العلاج مثل الشعور بالقيء والغثيان.

* ساعدت الموسيقا مرضى الإيدز على التخفيف من آلامهم وتقليل الشعور بالحزن والاكتئاب لديهم.

* ساعدت الموسيقا مرضى الزهايمر على استحضار الذكريات والمشاعر، وقللت من الضيق والتوتر، وحسنت من مستوى تواصلهم مع من حولهم.

* ساعدت مرضى التوحد من الأطفال الذين تفاعلوا مع الموسيقا، فعملت على زيادة إدراكهم عموماً، وحسنت من مهاراتهم اللفظية.

أخيراً إن العلاج بالموسيقا لم يكن حديث العهد وإنما قديم، لكنه تطور مع تطور البشرية وتمّ توظيفه في علاج الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، فمنح وساعد في شفاء الكثيرين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

10

متابعين

11

متابعهم

8

مقالات مشابة