هل السِّمنة مرض أم سلوك تغذية ونمط حياة؟

هل السِّمنة مرض أم سلوك تغذية ونمط حياة؟

0 المراجعات

هل السمنة مرضٌ حقاً؟ لماذا تُصيبُ البعض بينما ينجو الآخرون؟ هل هي نمط حياة؟ هل الحياة بطبيعتها المعاصرة وغناها بالوسائل الحديثة، جعلت قلة الحركة والكسل تُرافق الإنسان؟

دراسات حديثة أشارت أن السمنة لا يمكن اعتبارها مرضاً، بقدر ما يمكن اعتبارها عادات سلوكية غير صحيّة ،إن أُهملت نتج عنها الكثير من الأمراض الخطيرة التي تُهدد حياة الإنسان، كمرض السكر، وأمراض القلب والشرايين و المفاصل  وغيرها من الأمراض.

تعريف السِّمنة: 

السِّمنة هي تكدّس الدهون في مناطق متفرقة من الجسم بنسبٍ زائدة، تحمّل الجسم عبئاً مضاعفاً وتُعيق من عمل أجهزته على المدى الطويل.

أشكال البدانة:

يمكن للبدانة أن تبدو لدى النساء بتكدس الدهون في الفخذين والأوراك والحوض وتوازيها مشاكل عديدة في المفاصل، أما لدى الرجال فتكون الدهون مجمّعةً في البطن وحول المعدة وفي جدار الصدر، وهذا النوع يمكن أن يظهر أيضاً لدى النساء.

أسباب السمنة والعوامل المؤثّرة فيها:

 أكثر حالات السمنة تتركز في العادات السلوكية كالإكثار من السكريات والدهون والإدمان على الوجبات السريعة والحلويات، والآيس كريم والمشروبات الغازية، والابتعاد عن الخضراوات والفواكه والحبوب الغنية بالألياف،وعدم  الحركة وممارسة التمارين الرياضية.

كما أن سرعة الأيض ( الحرق)، أو إصابة المنطقة المسؤولة عن إفراز الهرمونات المُسماة " تحت المهاد" تكون سبباً  في زيادة الوزن أيضاً، أسباب أخرى تتجلى في تناول الأدوية مثل الكورتيزون ومضادات التحسس وبعض أدوية الصرع والأنسولين والهرمونات النسائية كالاستروجين والبروجيسترون، كلها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسمنة.

إن نمط الحياة السريع وانتشار التكنولوجيا وأدوات الترفيه التي تحدُّ من حركة الإنسان عامل مهم من العوامل التي تُساعد على السمنة وزيادة الوزن، ويؤدي الفكر التقليدي المنتشر، لدى العرب عن تفوق المرأة السمينة في الجمال، دوره أيضاً في اكتساب المرأة للوزن عن رضاً غير آبهة لمخاطره على صحتها.

عوامل أخرى تتعلق بالفرد وهرموناته وجيناته الوراثية، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية إصابته بالسمنة، كذلك بعض حالات الاضطراب النفسي والانفعالات أن تزيد من تناول للطعام لديه. 

من هم الأكثر عُرضة للإصابة بالسِّمنة:

بالطبع هم أولاً من يعشقون الطعام وتجربة أصنافه المختلفة، ثم الأطفال –خاصة- من يتم تغذيتهم بالرَّضاعة،  ثم النساء في سنوات الحمل، وبعدها في سن اليأس، أو من تكثر لديهنّ المسؤوليات فيبتعدن عن الاهتمام بأنفسهن وغذائهن، كذلك من يتّبعون حميات غذائية قاسية  تؤدي إلى نتائج عكسية في اكتساب الوزن بدل فقدانه، ومن يتناولون الطعام بكميات قليلة أو مايُسمى بالنقرشة بين الوجبات ودون الشعور بالجوع، ومن يتناولون الطعام أثناء مشاهدة التلفاز فلا يشعرون بالكمية التي تناولوها، ومن يغيّبون وجبة الإفطار فتصل بهم إلى الشعور بالتّعب والجوع بعد ساعتين وتضطرهم إلى تناول أغذية غنية بالسعرات الحرارية كالشوكولا والبسكويت.

العلاج: 

يمكن أن تعالج السّمنة دوائياً عن طريق الأدوية التي تقلل من امتصاص الدهون في الأمعاء، أو تمنع الإحساس بالجوع لكن بإشراف طبي ، أو بإجراء عمليات جراحية تُسمى تصغير المعدة أو ربطها.

وقد أثبت العلاج بالإبر الصينية - بحسب دراسات- نجاعته  في إنقاص الوزن من خلال: تأثيره على المراكز العصبية التي تُخفف من الإحساس بالجوع، وتزيد من سرعة الحرق، وقد أمكن استخدام علاج الوخز بالإبر موضعياًّ في المناطق المكتنزة مما عمل على تفتيت الدهون وتصغيرها في تلك المناطق.

أما العلاج الأفضل والوقائي فيكون باتباع عادات غذائية سليمة تعتمد على: الإكثار من الألياف كالحبوب والخضار والفواكه، وتجنّب المأكولات التي تحتوي على السكريات والدهون، كالمأكولات السريعة و الحلويات والمربيات الغنية بالسكريات، والاستعاضة عن المشروبات الغازية والعصائر المحلاة صناعياً ، بالعصائر الطبيعية، وتغيير نمط الحياة بتفعيل الحركة وممارسة المشي والتمارين الرياضية .

إحصائيات:

في دراسات حديثة أُجريت تَبيّن أنَّ أعلى نسب بدانة تركزت في الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تأتي بعدها المملكة المتحدة، أما في الدول العربية فأتت الكويت في المقدمة، بعدها السعودية ومصر.

أخيراً يمكن القول أن درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج، فما يمكننا تداركه في مراحل مبكرة من حياتنا يمكن أن يغنينا عن مشاكل السمنة، وما يمكن أن يترتّب عنها من أمراض خطيرة فيما بعد .

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

10

متابعين

11

متابعهم

8

مقالات مشابة