مصل الإنفلونزا الدرع الواقي ضد الإنفلونزا مع دخول الشتاء
مصل الإنفلونزا
تُعد الإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية شيوعًا حول العالم، حيث أثبتت الإحصائيات إصابة ملايين الأشخاص بهذا الفيروس كل عام، مسببًا لهم أعراض تتراوح بين الخفيفة والشديدة، ومع التطور الطبي والعلمي ظهر مصل الإنفلونزا والذي يعد من أهم طرق الوقاية من الإصابة بهذا الفيروس وتقليل أعراضه ومضاعفاته، وفيما يلي سوف يتم التعرف على أهمية هذا المصل، وطريقة عمله، ومن هم الأشخاص الأكثر حاجة لمصل الإنفلونزا.
ما هو مصل الإنفلونزا؟
مصل الإنفلونزا هو لقاح (تطعيم) يُعطى عن طريق الحقن، يحتوي هذا اللقاح على أجزاء غير نشطة من فيروس الإنفلونزا أو على بروتينات مشابهة للبروتينات الموجودة في الفيروس الحقيقي؛ ويهدف ذلك إلى تحفيز الجهاز المناعي في الجسم من أجل إنتاج أجسام مضادة والتي تقوم بدورها في التعرف على الفيروس الحقيقي الذي يدخل جسم الإنسان مستقبلاً ومهاجمته وبالتالي الوقاية من الأعراض التي يسببها والمضاعفات أو تقليلهما.

أهمية مصل الإنفلونزا
وفقًا لما نشرته منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن مصل الإنفلونزا له دور كبير للوقاية من مشاكل فيروس الإنفلونزا حيث تتمثل أهميته في النقاط التالية:
- تقليل احتمالية الإصابة بفيروس الإنفلونزا بنسبة تتراوح من 40% إلى 60% اعتمادًا على مدى تطابق اللقاح مع سلالات الفيروس المنتشرة.
- حماية بعض الفئات التي قد تتضرر من الإصابة بالإنفلونزا مثل كبار السن، الأطفال، الحوامل، المصابين بأمراض الجهاز التنفسي والمصابين بأمراض المناعة.
- تقليل نسب الدخول إلى المستشفى بسبب مضاعفات الإنفلونزا والتي قد تسبب الوفاة لبعض الفئات.
- الحد من انتشار العدوى في الأماكن المختلفة كالمدارس، والمستشفيات، ووسائل المواصلات وغيرها.
أنواع مصل الإنفلونزا
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لمصل الإنفلونزا حتى الوقت الحالي، وتتمثل تلك الأنواع فيما يلي:
- لقاح الإنفلونزا المعطل (IIV): وهو أكثر الأنواع شيوعًا، ويؤخذ عن طريق الحقن،ويحتوي هذا النوع على الفيروس الحي أو أجزاء منه لتكوين أجسام مضادة داخل الجسم، وينقسم هذا اللقاح إلى ثلاثة أنواع وهي الثلاثي التكافؤ الذي يحمي من ثلاث سلالات، والرباع التكافؤ الذي يحمي من أربع سلالات، والجرعات العالية منه التي تعطى لكبار السن.
- لقاح الإنفلونزا الحي المضعف (LAIV): وهو لقاح يُعطى عن طريق الرش الأنف وليس عن طريق العضل، وسُمي بهذا الاسم لأن يحتوي على الفيروس حي بعد أن يتم إضعافه، ويمنع هذا النوع للحوامل.
- لقاح الإنفلونزا المؤتلف (RIV): ويحتوي هذا النوع على أجزاء معينة من الفيروس وليس الفيروس بشكل كامل لتحفيز جهاز المناعة لبناء أجسام مضادة عن طريق بروتينات الفيروس على سبيل المثال.
الفئات الأكثر حاجة إلى مصل الإنفلونزا
تتمثل الفئات الأكثر حاجة إلى تلقي مصل الإنفلونزا فيما يلي:
- كبار السن (٦٠ عامًا فيما فوق).
- الأطفال خاصةً في عُمر المدارس.
- النساء الحوامل.
- العاملين في القطاع الطبي.
- الأشخاص المصابين بمشاكل صحية في الجهاز التنفسي والرئة.
- الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
- الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة مثل مشاكل القلب والضغط ومرض السكر.
الفرق بين مصل الإنفلونزا والمضادات الحيوية
كثيرًا ما يخلط الناس بين مصل الإنفلونزا والمضادات الحيوية، ولكن هناك فرق كبير بينهما حيث إن المصل يتم أخذه قبل الإصابة الفعلية بالمرض من أقل الوقاية منه والتقليل من أعراضه ومضاعفاته المستقبلية عند دخوله للجسم، بينما المضادات الحيوية تؤخذ بعد الإصابة الفعلية بالمرض البكتيري، وبالتالي فإن الإصابة بمرض الإنفلونزا لا تُعالج بالمضادات الحيوية لأنها مرض فيروسي، وتُجرى بعض الأبحاث والتجارب السريرية في الوقت الحالي حول فعالية مصل الإنفلونزا في التقليل من مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية ولكنها لا تزال قيد الدراسة.
الآثار الجانبية لمصل الإنفلونزا
قد يسبب مصل الإنفلونزا مجموعة من الآثار الجانبية الطبيعية في بعض الأحيان والتي من أشهرها:
- احمرار وتورم خفيف مكان موضع الحقن.
- ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم.
- الشعور بالدوخة.
- ألم في العضلات.
*عند الشعور بأي أعراض شديدة مثل انتشار الاحمرار في العديد من أماكن الجسم أو عدم القدرة على التنفس أو فقدان الوعي يجب التوجه إلى الطبيب في الحال حيث قد يؤدي المصل في بعض الحالات النادرة إلى رد فعل تحسسي.
نصائح لتعزيز الاستفادة من مصل الإنفلونزا
فيما يلي مجموعة من النصائح التي يمكن من خلالها الحصول على أقصى استفادة من مصل الإنفلونزا:
- تجنب الاختلاط بالأشخاص المصابين بالإنفلونزا أو نزلات البرد.
- اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يحتوي على كافة العناصر الغذائية والفيتامينات التي تدعم جهاز المناعة.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون وتعقيمها بشكل مستمر خاصةً عند لمس الأشياء التي قد تنقل العدوى.
- النوم الكافي بشكل يومي.
- شرب كمية كبيرة من الماء والسوائل.
- عدم التعرض للبرد الشديد سواء عن طريق فتح النوافذ أو الخروج في أجواء غير مناسبة.
في ظل التغيرات الموسمية ودخول فصل الشتاء يعتبر مصل الإنفلونزا من أهم الوسائل التي تعزز صحة الفرد وبالتالي صحة مجتمع بأكمله، حيث أنه يمنع مضاعفات قد تسبب الوفاة، لذلك لا يجب التردد لحظة واحدة في استشارة طبيبك الخاص من أجل أخذ مصل الإنفلونزا.