أضرار المارجرين علي الصحه

أضرار المارجرين على الصحة
في السنوات الماضية، شاع استخدام المارجرين كبديل للزبدة الحيوانية، خاصة بعد أن تم الترويج له على أنه منتج نباتي أكثر صحة وأقل ضررًا. ولكن مع التقدم في الأبحاث الغذائية، تبيّن أن المارجرين ليس كما صُوّر لنا، بل يحمل العديد من الأضرار الصحية الخطيرة التي تستدعي الحذر من تناوله بشكل متكرر.
ما هو المارجرين وكيف يُصنع؟
المارجرين هو مادة دهنية تُستخدم للطهي والخبز والدهن، وتُصنع عادة من زيوت نباتية مثل زيت فول الصويا أو زيت النخيل أو الذرة. ولأن هذه الزيوت تكون سائلة في حالتها الطبيعية، يتم هدرجتها أي معالجتها بالهيدروجين لتتحول إلى مادة شبه صلبة تشبه الزبدة.
لكن هذه العملية تُنتج نوعًا خطيرًا من الدهون يُعرف باسم الدهون المتحولة (Trans fats)، وهي السبب الرئيسي في معظم أضرار المارجرين.
أولاً: أضرار المارجرين على القلب والأوعية الدموية
تُعتبر الدهون المتحولة الموجودة في المارجرين من أسوأ أنواع الدهون على الإطلاق. فهي ترفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، وتقلل في المقابل من الكوليسترول النافع (HDL) الذي يحمي القلب.
وبمرور الوقت، يؤدي هذا الخلل إلى تراكم الدهون داخل الشرايين، مما يسبب تصلب الشرايين وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات. وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن استهلاك الدهون المتحولة يؤدي إلى مئات الآلاف من الوفيات سنويًا بسبب أمراض القلب.
ثانيًا: المارجرين وزيادة الالتهابات في الجسم
تؤدي الدهون المتحولة الموجودة في المارجرين إلى تحفيز الالتهابات المزمنة داخل الجسم، وهو أمر يرتبط بالعديد من الأمراض المزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، والتهاب المفاصل، وحتى بعض أنواع السرطان.
فالالتهاب المزمن يضعف مناعة الجسم ويؤثر على أداء الأعضاء الحيوية، ما يجعل المارجرين عاملًا خطرًا غير مباشر في تدهور الصحة العامة.
ثالثًا: أضرار المارجرين على الدماغ والجهاز العصبي
تحتاج خلايا الدماغ إلى دهون صحية مثل أوميغا-3 لأداء وظائفها بشكل سليم. ولكن تناول المارجرين الغني بالدهون المتحولة يعوق امتصاص هذه الدهون الجيدة، مما يؤثر على وظائف الدماغ والمزاج والتركيز.
وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الإفراط في تناول الدهون المتحولة قد يزيد من خطر الاكتئاب واضطرابات المزاج ويضعف الذاكرة مع مرور الوقت.
رابعًا: المارجرين وزيادة الوزن
رغم أن المارجرين يُسوَّق أحيانًا كمنتج “خفيف” أو “قليل الدسم”، إلا أنه في الحقيقة يحتوي على سعرات حرارية عالية جدًا ودهون صناعية يصعب على الجسم حرقها.
كما أن هذه الدهون تضعف من حساسية الإنسولين، ما يعني أن الجسم لا يستخدم السكر بشكل فعّال، فيُخزن على شكل دهون. وهذا يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
خامسًا: أضرار أخرى للمارجرين
- يحتوي المارجرين على مواد حافظة ونكهات صناعية قد تهيّج الجهاز الهضمي.
- بعض أنواعه تحتوي على ألوان صناعية لإعطائه شكل الزبدة الطبيعية، وهذه المواد قد تسبب حساسية أو مشاكل في الكبد عند الإفراط في تناولها.
- الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى ضعف في جهاز المناعة نتيجة تأثير الدهون المتحولة على خلايا الجسم.
سادسًا: البدائل الصحية للمارجرين
لحسن الحظ، هناك بدائل صحية وآمنة يمكن استخدامها بدلًا من المارجرين، مثل:
- الزبدة الطبيعية: عند تناولها باعتدال، فهي أفضل من المارجرين لأنها لا تحتوي على دهون متحولة.
- زيت الزيتون البكر: غني بالدهون المفيدة للقلب ويُعد خيارًا مثاليًا للطهي أو الدهن.
- الأفوكادو المهروس: يمكن استخدامه كبديل طبيعي للدهن في السندويشات والمعجنات.
- زيت جوز الهند: يحتوي على دهون مشبعة طبيعية يسهل على الجسم حرقها للحصول على الطاقة.
سابعًا: الخلاصة
رغم أن المارجرين قُدِّم في البداية كبديل صحي للزبدة، إلا أن الحقائق العلمية أثبتت عكس ذلك. فاحتواؤه على الدهون المتحولة والمواد الصناعية يجعله من أكثر المنتجات ضررًا على القلب والصحة العامة.
إن الابتعاد عن المارجرين واختيار الدهون الطبيعية مثل الزبدة وزيت الزيتون هو خطوة أساسية نحو حياة أكثر صحة. فالصحة تبدأ من المائدة، ومن اختيار ما نضعه في أطباقنا يوميًا.