تعرّف على مكاسب الشاي الداكن للإنسان ومضارّ الإفراط في استهلاكه
نال الشاي الداكن مكانة بارزة في محاربة السرطان لكونه يحوي مادة الكاتيكين (مضادات التأكسد). علاوة على ذلك؛ لديـه منافع عديدة كالتخفيف من الالتهابات، ودعم العظام، وطرد السموم من الكبد، وإشراقة الجلد، وتعزيز الحافظة. احتساء الشاي دون تحلية مفيد لمكافحة التأكسد والتقدم في السن.يعُدُّ المشروب أحد أكثر المأكولات استهلاكاً بعد الماء في العالم. الشاي، الذي يُرتشف
بنسبة ملائمة، نافع جداً. وفقاً للتقصيات، يؤثر الشاي الداكن إيجابياً على سلامة القلب. وبالإضافة إلى هذا، يحول الشاي دون تشكّل الأورام الخبيثة. يحتوي الشاي ومواد البوليفينول الموجودة في الشاي على صفات كابحة لنمو الميكروبات والجراثيم، وبذلك يدعم جهاز المناعة.
ما هي منافع الشاي الداكن؟
يُقدِّم الشاي جملة من التأثيرات الحميدة للإنسان بفضل خصائصه المضادة للأكسدة. يمكننا تعداد هذه التأثيرات كما يلي؛
قد يكون مفيداً للقلب: يحوي الشاي الداكن مجموعة من مضادات الأكسدة تُدعى الفلافونويدات التي تصون سلامة القلب. فضلاً عن ذلك، يمكن أن تُلتمس الفلافونويدات في الخضروات والثمار والشكولاتة الداكنة. يُسهم استهلاك الفلافونويدات بطريقة مناسبة في تقليص مسببات ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وأمراض القلب. الشاي فعّال أيضاً في خفض ضغط الدم.
وهو خيّر للأمعاء: يشتمل الشاي الداكن على البوليفينول ويُعين على ازدهار الجراثيم المفيدة ويمنع تكاثر الجراثيم المؤذية. علاوة على ذلك، يتمتع الشاي الداكن بصفات مُضادة للجراثيم التي تُقوّي الميكروبات المعوية الضارة وجهاز المناعة.
قد يُسهم في تقليص احتمال الإصابة بجلطة دماغية: بناءً على البحوث، يُخفِّض الشاي الداكن خطر التعرض لجلطة دماغية. ووفقاً لبحثٍ آخر، تبين أن الأفراد الذين يتناولون أكثر من 3 فناجين من الشاي (الشاي الداكن والأخضر) يومياً ينخفض لديهم احتمال الإصابة بجلطة دماغية بنسبة 21% بالمقارنة مع الأشخاص الذين يتناولون أقل من فنجان واحد من الشاي يومياً.
قد يُحدِث انخفاضاً في مستويات الغلوكوز في الدم: يحتوي الشاي الداكن على جُسيمات تزيد من استخدام الأنسولين في الجسد، وعند تناوله دون سكر وُجد أن له تأثيرات مفيدة على مستوى الغلوكوز في الدم.
قد يكون له أثر على الخلايا السرطانية: حسب الدراسات، جرى تمحيص مادة البوليفينول الموجودة في الشاي ضمن الخلايا السرطانية. وكنتيجة لذلك، لُوحظ أن الشاي الداكن والأخضر يُنظّمان نماء الخلايا السرطانية ويُسهمان في الحد من تكاثر الخلايا الجديدة.
قد يُعين على التيقظ: وفقاً للتحريات، تبيّن أن الشاي الداكن له تأثيرات إيجابية على تركيز الأفراد.
ما هي مساوئ احتساء الشاي الداكن؟
شرب قسط وافر من الشاي يُفضي إلى العديد من المظاهر السلبية. لا تتماثل عملية الأيض والاستعداد الجيني والنظام الغذائي لكل فرد. لذا، من الجائز أن تتأثر بالتبعات الجانبية للشاي بمقادير متباينة. يمكننا إيراد مساوئ الشاي كما يلي؛
تدنّي امتصاص الحديد: الشاي غزير جداً بمحتواه. العفص موجود في المأكولات ويمكن أن يتسبب في إعاقة امتصاص الحديد في الجهاز الهضمي بسبب الحديد. لذلك، قد يعتري نقص الحديد في الجسد.
قد يُسبّب التوتر وقلة الرقاد: تشتمل وريقات الشاي على الكافيين. ومن المعلوم لدى الكثيرين أن الإفراط في تناول الكافيين يُحدث انخفاضاً في النوم. بيد أن الكثيرين قد لا يدركون أنه يتسبب في العصبية والأرق والقلق.
الصداع: إن استهلاك الكافيين المتقطع فعّال في تلطيف بعض أنواع الصداع. ينبغي تقدير تناول الكافيين في حالات الصداع المزمن غير المُعلَّل السبب. وعليه، من اللائق تقليص السوائل المحتوية على الكافيين كالشاي أو القهوة لفترة من الزمن.
التأثيرات على جهاز المناعة: حتى لو تبيّن أن الشاي مفيد للأمعاء، فإن تناوله قُبيل الطعام يمكن أن يُحدِث بعض الغثيان والحُرقة. يجب استيعاب الضرر المُحتمل للشاي.
هل الشاي المغلي يضر بالمعدة؟لطالما استمتع الناس بارتشاف الشاي، إذ يُعتبر المشروب الثاني الأكثر استهلاكًا عالميًا بعد الماء مباشرةً، وبينما تقدم كافة أصناف الشاي منافع متباينة، لا يزال العلماء يواصلون استقصاء المزايا الصحية للشاي الداكن تحديدًا.
إليك ما ينبغي أن تعلمه عن الشاي الداكن وخصائصه الفريدة:
ما الذي يميّز الشاي الأسود؟
تتميز أصناف الشاي كافةً بأنها تُصنع أساسًا من وريقات نبتة الكاميليا الصينية (Camellia sinensis)، وأبرز أشكاله: الشاي الأخضر، وشاي الأولونغ (Oolong tea)، والشاي الأبيض، فضلًا عن الشاي الداكن الذي يُعد الصنف الأكثر انتشارًا في شتى أنحاء المعمورة، إذ تتباين أنواع الشاي فيما بينها بشكل رئيسي حسب أسلوب معالجتها.
ما يغاير الشاي الداكن عن غيره من الأصناف هو أن وريقاته تمر بعملية تخمير كاملة، حيث تتعرض الخلايا في الأوراق للأكسجين وتتأكسد كليًا، أما بالنسبة للأصناف الأخرى من الشاي، فالشاي الأخضر لا يخضع للأكسدة، بينما الشاي الأبيض أو شاي الأولونغ يتأكسدان ولكن بدرجة جزئية.
السمة المميزة هي أن هذا التباين يمنح الشاي الداكن فوائد علاجية مميزة تختلف عن المنافع التي تأتي بها أصناف الشاي الأخرى.
ما منافع تناول الشاي الأسود؟
تتركز أغلب المزايا الصحية لأصناف الشاي المتنوعة في مضادات الأكسدة التي تحتويها، لا سيما مركبات البوليفينول (Polyphenols)، فهي تسهم في حماية الجسم من التعرض للأمراض المزمنة.
لكن الشاي الداكن تحديدًا يحوي مجموعة فريدة من مركبات البوليفينول هذه، مما يجعله صنفًا استثنائيًا وذا فوائد صحية بارزة مقارنة بالأصناف الأخرى، وتُعرف هذه المجموعة باسم ثيفلافينات (Theaflavins)، والتي تُستحدث أثناء عملية الأكسدة، وتشكل ما يقارب 3- 6% من البوليفينول في الشاي الداكن.
بشكل عام، نوصيك باستخدام وريقات الشاي عند إعداده بدلًا من أظرف الشاي، فهي تستوعب جلّ الفوائد الصحية المرتبطة بالشاي الداكن.
أما فيما يخص المنافع التي كشفت عنها الأبحاث المتعلقة بشرب الشاي الداكن، فيمكن إيجازها في التالي:
1. دعم صحة القلب
يتمتع الشاي الداكن بالعديد من المنافع الصحية المتعلقة بسلامة القلب، وإليك أبرزها:
تقليل مستويات الكوليسترول الزائدة في الدم، ويعود ذلك لاحتوائه على مادة الثيفلافين.
خفض احتمال الإصابة بأمراض القلب المختلفة بنسبة 8% تقريبًا، وهذا بفضل احتوائه على الفلافونويدات، وهي ذات مضادات الأكسدة الموجودة في النبيذ الأحمر، والشكولاتة الداكنة، والمكسرات.
كما تبين بناءً على بعض البحوث العلمية أن احتساء فنجان من الشاي يوميًا قد يساعد في خفض ضغط الدم، وتقليل احتمال التعرض لكل من الجلطات القلبية والنوبات الدماغية، وخفض معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب المتعددة.
2. تقليل هامش الإصابة بالسكتة الدماغية
لوحظ أن استهلاك الشاي الداكن يلعب دورًا في تقليل احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية، ثاني أكبر سبب للوفاة عالميًا، فوفقًا للدراسات العلمية، تبين أن الأفراد الذين يشربون فنجانين من الشاي الداكن يوميًا على الأقل قد انخفض لديهم هامش الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 16% تقريبًا، مقارنة بالأشخاص الذين لا يتناولون الشاي الداكن.
3. رفع مقدرة التركيز
قد يكون للشاي الداكن دور في زيادة التيقظ والتركيز، ويعود الفضل في ذلك لاحتوائه على مزيج يتألف من الكافيين – الذي تُقدر كميته بنصف الكمية الموجودة في القهوة – وحمض ل-اثيانين الأميني (L-theanine)، إذ ثبتت كفاءة هذا المزيج في إحداث طاقة أكثر استدامة وثباتًا للجسم، مقارنة بالكافيين منفردًا الذي يمنح دفعة سريعة لكنها أقل استقرارًا في البدن.
وبناءً على دراسة صغيرة نسبيًا، ظهر أن الأفراد الذين يواظبون على شرب الشاي الداكن قد يتمتعون بذاكرة وقدرة وظيفية أفضل مقارنة باحتساء الماء.
4. خفض مستوى السكر في الدم
قد يجدي شرب الشاي الداكن غير المُحلى نفعًا في خفض نسبة السكر في الدم، وتحسين قدرة الجسم على ضبط مستوياته.
فقد أبرزت المباحث العلمية أن الشاي الداكن يحسّن مستويات السكر في الدم لدى الأفراد الأصحاء أو الذين يعانون من حالة ما قب
ل السكري (Pre-diabetics)، وذلك عند احتسائه عقب تناول الطعام مباشرة.
5. تقليص احتمال التعرض لبعض أنواع السرطان
أوضحت البحوث والدراسات العديدة التي أُجريت على مدار السنوات أن مادة البوليفينول الموجودة في الشاي بمختلف أنواعه تسهم بشكل كبير في مكافحة بعض التشكيلات المحددة من السرطان، ففي إحدى الدراسات وُجد أن الشاي الداكن يساعد في الوقاية من سرطان الخلايا الحرشفية الجلدي (Squamous cell carcinoma skin cancer) وهو نمط من سرطان الجلد الشائع.
واستنتج أحد المراجعات القائمة على 64 دراسة أن الشاي بمختلف أشكاله قد يكون له دور في الحماية من بعض السرطانات الأخرى، من أبرزها:
سرطان الفم.
سرطان الثدي.
سرطان الرئة.
سرطانات الجهاز التناسلي الأنثوي أو الأورام النسائية.
سرطان الغدة الدرقية.
ولكننا نحتاج إلى مزيد من التحريات لتأكيد فاعلية الشاي في الحالات المذكورة آنفاً.
6. تخفيض معدلات الوفاة
استنادًا إلى بحث حديث، تبين أن تناول فنجانين على الأقل من الشاي الداكن يوميًا قد يقلل من احتمال الوفاة لأي سبب بنسبة 13٪ تقريبًا.
إضافة إلى ذلك، يلعب الشاي دورًا في خفض مخاطر الإصابة بأمراض الشرايين التاجية، والسكتة الدماغية، والاعتلالات القلبية المتنوعة.
هل يمكنك الإفراط في تناول الشاي الداكن؟
ذكرنا سابقًا أن الشاي الداكن يتميز عن سائر أنواع الشاي لاحتوائه على مادة الكافيين (بواقع 50 إلى 90 ملليغرام في كل فنجان تقريبًا)، مع العلم أن المقدار المسموح به يوميًا من الكافيين ينبغي ألا يتجاوز 400 ملليغرام؛ لأن التناول المفرط قد يعرضك لآثار جانبية مختلفة، مثل:
التململ والاضطراب.
العجز عن النوم الجيد.
ولتفادي هذه التأثيرات، عليك مراقبة الكمية التي تستمدها من الكافيين يوميًا، مع الأخذ في الحسبان أن الشاي الداكن لا يمثل المصدر.
