الهشاشة تربية وليست طبيعة

الهشاشة تربية وليست طبيعة

0 المراجعات

وو

الهشاشة تربية وليست طبيعة  

 

هل الصلابة أو المرونة النفسية أمرنسبي يمكن تعويد النفس عليه وتدريبهاا على اكتسابه، أم أنها طبيعة لا تتغير بتغير الزمان والمكان؟ 

 

كتبنا في المقالات السابقة عن الهشاشة النفسية وعن الجيل Zو جيل الرقائق الثلج يمكن أن ترجع لها لتتابع وتزداد إفادتك. 

للإجابة عن السؤال في بداية المقال علينا أولا علينا أن نبحث في ثنايا الحياة الصعبة التي عانى منها آباؤنا  

وأمهاتنا، فكم التكنولوجيا الذي سهل معيشتنا لم يكن متوفرا لهم حينذاك، وقد تخطوا مشقات وعقبات ربما لم  

يتعرض لها واحد منا، ومع ذلك لم نرهم يشتكون دائما من قسوة الحياة وصعوبة الحياة وصعوبة المعيشة، بل كان هذا هو الطبيعي السائد عندهم. 

 

التكيف والمرونة النفسية  

 

الإنسان منذ صغره لديه مرونة نفسية تمكنه من التكيف مع المؤثرات الخارجية وفقا لاستجابته لها، ويقسم الناس إلى ثلاثة أصناف: ضعيف، وقوي، ومتين غير قابل للكسر.  

فاستجابة جيل الشباب المراهقين للضغوط قد تختلف جذريا عن استجابة آبائهم وأمهاتهم لها، والسبب يعود إلى التنشئة والتربية ومدى مرونة النفس والقدرة على المقاومة والصبر على المكاره. 

 

حالة الضحية  

كثيرا من جيل الشباب يعيشون حالة الضحية بشكل دائم، تجرح مشاعره من أقل شئ، ويشعرون بالإهانة من أصغر كلمة، وأحيانا يتعمدون إظهار هذه النفس الضعيفة من أجل جذب التعاطف. 

هذه الحالة من الدائمة من الشعور بالضعف تحطم صلابة المرء النفسية وتجعله معرضا للتحطيم بالكامل مع أول صدمة في الحياة الحقيقية. 

 

عالمنا العربي ووسائل التواصل الاجتماعي مع التنمر  

لم يكن مصطلح التنمر معروفا بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي، وفي غضون سنة صار الجميع يشتكي منه ويبالغ في تقديره ويسارع بإعلان أنه تعرض للتنمر في موقف ما، ولما لن ونحن نجد أنه ما من شخصية عامة واحدة إلا وتنتقد التنمر 

(حتى صار هذا جذابا للمراهقين أن يدعوا أنهم تعرضوا للتنمر، فهو أداة لجذب الانتباه ومجلبة للتعاطف بدون أن يتم تحديد ما المقصود بالتنمر ابتداء؟) 

 

أراء عن الحملة الرهيبة ضد التنمر  

(الربط بين التنمر والمرض النفسي يثير القلق. إن الصناعة المضادة للتنمر هي التهديد الحقيقي للحالة النفسية للشباب صغير السن، فبدلا من طمأنة الجمهور فإنها تؤكد الأثار السيئة للتنمر وتضخمها وهذا  

يؤثر على ميكانزمات التكيف للشباب الصغير) 

 

(نحن الآن أما جيل من المراهقين والشباب الذين يعتبرون أنفسهم ضعفاء وهشين، ويعتقدون أن مناداتهم بألفاظ سيئة يؤدي إلى مرضهم نفسيا، وأنهم لن يستطيعوا النجاة بدون علاج من طبيب متخصص) 

 

(إنهم يضيفون المرض النفسي على كل شيء: مشاكل الحياة الاستقلالية اليومية، الامتحانات الجامعية، النقد الموجه لهم) 

 

لا ننكر التنمر هنا نعم هناك تنمر سئ ومضر وينبغي محاربته، وثمة حالات انتحار مرصودوة لأناس تعرضوا للتنمر بشكل مؤذي سلبهم الثقة في أنفسهم وأدخلهم في دائرة اكتئاب حادة بالفعل. 

 

هل تتذكر في اول مقال عن  رجال لكن مراهقون ونساء لكن مراهقات 

عن الفتاة التي جاءت تبكي بحرقة وتخبر أمها أنها تعرضت للتنمر لأن زميلاتها لم يرسلن لها لتنزه معهن!! 

هذا هو المقصود  

لماذا صارت أدنى مشكلة عادية تنمرًا؟  

لماذا صارت تقلبات الحياة العادية مشاكل نفسية تستدعي التدخل العلاجي الفوري؟ 

 

وهناك مثل يقول ( What dosen't kill you makes you stronger) ما لا يقتلك يجعل أقوي  

فالمشاكل في الحياة العادية تساعدنا على تطوير أنفسنا للتحمل أكثر. 

 

فالحزن الحزن ليس مؤشرا للمرض النفسي إنه جزء متكامل من الوجود الإنساني. وعندما يتم تحويل الحزن إلى مرض نفسي، فإن المراهقين و الشباب الصغير لن يتمكنوا من تطوير وسائلهم الخاصة للتغلب على التجارب المؤلمة. 

 

في المقال القادم إن شاء الله سأكتب عن المرونة النفسية وأنها تنمو تدريجيًا. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة