الضغط النفسى للاطفال والكبار

الضغط النفسى للاطفال والكبار

0 المراجعات

 

الضغط النفسى لدى الطفل

 

الضغط النفسي عند الاطفال يُعد واحد من بين الاضطرابات النفسية الأكثر 

شيوعًا لديهم، والذي ينشأ نتيجة عدد من الأسباب والتي لا تُعتبر مجهولة

، وهي التي تدفع لأن يكون الطفل مرهق نفسيًا بشكل كبير، وفيما يلي

 نوضح مفهوم هذا الاضطراب من الناحية النفسية، مع بيان أسباب 

وعلامات هذا الاضطراب، وتحديد الأثر السلبي للضغط النفسي على الطفل،

 مع التعرف على أهم الطرق التي يجب اتباعها في العلاج

ما هو مفهوم الضغط النفسي عند الاطفال؟

 

هو ذلك الضغط النفسي الذي يقع على الطفل حينما يكون مُطالب

 بالتكيف، أو التأقلم مع وضع جديد بكيفية معينة، وسلوكيات محددة،

 ومن الممكن أن يُكون بسبب البدء في نشاطات جديدةإيجابية، وتغيرات

 جيدة، ومن الممكن أيضًا أن يكون مرتبط بتغيرات سلبية تعترض حياة

 الطفل كوفاة أو مرض شخص عزيز لديه.

 

تطرقنا من خلال ما سبق إلى معنى الضغط النفسي عند الاطفال، وما يلي

 هو استعراض لأهم الأسباب التي تجعل الطفل في حالة من التوتر 

والضغط النفسي والعصبي:

ما هي اسباب الضغط النفسي علي الاطفال؟

 

أسباب الضغط النفسي على الأطفال نعرضها على النحو التالي:

  • قد يؤدي شعور الطفل ببعض الآلام في جسده، أو الإصابة بمرض

 معين إلى تغيير شديد في حالته النفسية إلى السلب، وتلك من بين 

أكثر مسببات الضغط النفسي للطفل

 

  • القلق الذي يُصيب الطفل بسبب مهام الدراسة، ومستواه التحصيلي 

ودرجات الاختبارات الخاصة به.

  • تعرض الطفل بشكل مستمر لحالة من الرفض والتنمر من قبل 

أصدقائه، ومن الممكن أن يكون التنمر من داخل الأسرة وهذا ما

 يُسبب تفاقم الحالة بشكل أكبر لأن الطفل يكون معرض للضغوط

 بشكل أكثر كثافة.

  • قد يكون انتقال الطفل من مدرسة لأخرى، أو منزل لآخر سبب من

 أسباب الإجهاد النفسي لديه.

 

  • حالة التفكك الأسري وانفصال الوالدين من أكثر العوامل 

المسببة للقلق والإجهاد النفسي لدى الأطفال.

 

  • الأفكار الخاطئة التي يُكونها الأطفال عن أنفسهم، وعدم تقييمهم

لذاتهم بشكل صحيح وهذا قد يكون راجع لصغر مرحلتهم العمرية

 

  • ضعف ثقة بعض الأطفال بأنفسهم عامل يقف وراء الضغوط النفسية

 المُجهِدة بشدة للطفل

  • بعض التغيرات الجسمية والتي يندهش لها الأطفال من الذكور 

والإناث قد تتسبب لهم في حالة من الضغط النفسي والتوتر العصبي

 الزائد، حيث أنهم غير معتادين على تلك التغيرات في أجسادهم. 

 

وبالنظر لما سبق من أسباب يدفع للتطرق إلى أهم العلامات التي من خلالها يمكن للآباء التعرف على حالة الطفل، وعما إذا كان مجهد نفسيًا أم لا، وتلك الأعراض نقدمها على هذا النحو الآتي:

اعراض الضغط النفسي عند الاطفال

أعراض الضغط النفسي عند الاطفال هي التي تشير إلى مدى إصابتهم

 بحالة الإجهاد والقلق النفسي الزائد، وتلك الأعراض نوجزها فيما يلي:

  • الانفعال ونوبات الغضب التي تكون ما بين وقت وآخر.
  • انسحاب الطفل من أي نشاط معتاد يومي كان يزاوله من قبل.
  • الطفل يكون دائم التعبير عن اضطرابه وقلقه.
  • الشكوى المستمرة من المدرسة.نوبات من البكاء.
  • قد يصدر عن الطفل بعض ردود الفعل غير المتوقعة وقد تكون مخيفة.
  • يُصبح شديد التعلق أو التشبث بأي شئ
  • تتغير لديه العادات التي تتعلق بالنوم، وتناول الطعام

 

الضغوط النفسية وأثرها على الطفل

الضغوط النفسية واثرها علي الطفل هي ما يستوقفنا في تلك الفقرة حيث أن التأثير قد يمتد مع الطفل ويكون بعيد المدى، و الضغط النفسي عند الاطفال له العديد من الآثار السلبية الشديدة ومن بينها:

  • الهروب من المسئوليات مثل الذهاب للمدرسة أو الهرب من ممارسة

 الأنشطة اليومية المعتادة

  • حالة من التجنب قد تكون في المنزل، أو في المدرسة.
  • مستوى تحصيل الطالب يقل بشكل ملحوظ.لا يرغبون في أن 

يكملوا مهامهم، وأنشطتهم اليومية.

  • في الحالة التي يكون فيها الطفل متوتر، يكون أكثر عرضة للإصابة 

بالصداع

  • القلق الزائد والاكتئاب 

كيف تتعاملين مع أطفالك عندما يمرون بضغوط:

  1.  في حال كان الطفل صغير وظهرت عليه بعض من الأعراض السابقة، حاولي تقديم الدعم والمساعدة له بتهيئة الأجواء اللطيفة الهادئة بالاحتضان، بقضاء الوقت باللعب معه.
  2.  معرفة سبب الضغط الذي يتعرض له سوف يساعد في التعامل معه

 ووضع آلية مناسبة له.

  1.  بغض النظر عن نوع الضغط الذي يتعرض له فإن تعليم الأطفال 

 آليات التأقلم الصحية تعتبر خطوة مهمة فبالإمكان شرح كيفية

 الحديث الإيجابي الذاتي والتفكير الإيجابي، فحين يقوم بتركيب

 لعبة ما ويشعر بالصعوبة والتوتر بسببها، بإمكانك إخباره بأن عليه 

التوقف قليلاً لأخذ بعض الأنفاس العميقة حتى يهدأ ومن ثم يحث 

نفسه على إتمامه وأنه يستطيع فعل ذلك!

 

  1.  لا نخفي ما لتعليم الأطفال من مهارات حل المشكلات من أثر كبير

 في تحديد ماهي المشكلة وإيجاد حلول واختيار الحل المناسب منها.

 

  1.  كتابة ما يشعر به أو الرسم لما يخالجه من مشاعر تعتبر تقنيات 

مفيدة تساعده ليفصل نفسه عن التوتر والضغط الذي يشعر به.

 

  1.  من تقنيات الاسترخاء ممارسة التخيل: بأن يتخيل الطفل نفسه في

 مكان هادئ وسؤال الطفل عما يشعر به وهو بهذا المكان.

 

  1.  ممارسة الرياضة وتعلم الهوايات الجديدة ومحاول شغل أوقاتهم بقدر الإمكان بما ينفعهم.

أضرار الضغوط النفسية على الصحة الجسمية:

 

للضغوط النفسية الكثير من الآثار الجانبية، والتي يمكننا تجنبها باتباع

 إرشادات الوقاية السابقة بإذن الله، وللتنبيه ولفت الانتباه لخطورة هذه

 الضغوط سنذكر طرفا من هذا الأثر، فهي قد تعود على الطفل بالضررالبالغ 

على حالته الصحية: حيث إن الإجهاد والضغوط المختلفة، تؤثر على

 العضلات المختلفة في جسم الطفل التي تستجيب بدورها إلى الانفعالات

 والتوتر والاجهاد بالتشنجات العضلية والشد العضلي الذي يمكن أن يكون

 التغلب عليه صعبا، خاصة في منطقتي الكتفين والرقبة، مما قد يؤدي إلى

 ظهور أعراض مزمنة كالصداع المزمن أو مشاكل المعدة والأمعاء، أما

 الأوعية الدموية والقلب فإنها تتأثر بشكل بالغ على المدى الطويل بارتفاع

 نبضات القلب، وارتفاع إنتاج هرمونات التوتر والخلل في مستوى ضغط 

الدم.

مظاهر الضغوط النفسية عند الاطفال:

تظهر أعراض عديدة على الطفل الذي يعاني الضغوط النفسية منها:

  1.  اضطرابات المشاعر: مثل الخوف والقلق والاكتئاب والفزع والشعور 

بالنقص والغيرة والحقد والخجل والخوف من المدرسة

  1.  الاضطرابات الجسمية مثل فقدان الشهية والاضطرابات المعوية

 واضطرابات الإخراج والتبول اللاإرادي واضطرابات الحواس

 واضطرابات الوظائف الحركية واضطرابات الكلام مثل تأخر الكلام والتلعثم والثأثأة

  1.  إصابته بالنزعات العصبية مثل قضم الأظافر ومص الأصبع واللزمات الحركية.
  2.  اضطرابات النوم المختلفة مثل المشي أثناء النوم والبكاء قبل النوم 

أو أثناء النوم أو مص الأصابع أثناء النوم وكثرة النوم والأحلام

 المزعجة والمخاوف الليلية وقرض الأسنان أثناء النوم.

  1.  انحرافات سلوكية مثل الكذب والسرقة والانحرافات الجنسية.
  2.  التأخر الدراسي وهومن أهم آثار الضغوط النفسية على الطفل، وقد

 يكون تأخرا دراسيا عاما في كل المواد الدراسية، وقد يكون تأخرا 

دراسيا خاصا في مادة دراسية معينة.

أنواع الضغوط:

فيما يلي وصف لثلاثة أنواع من الضغوط حددها المجلس العلمي العالمي

 لنمو الطفل بناء على نتائج بحوث علمية:

الضغط الإيجابي

 ومنه الضغوط الناجمة من الخبرات غير المناسبة التي يتعرض لها الطفل، 

وعادة ما تكون مدة بقائها لديه قصيرة، ومن الأمثلة على ذلك حينما يقابل

 الطفل أشخاصا غرباء أو حينما تؤخذ منه دميته، يسبب هذا النوع من 

الضغط تغيرات فسيولوجية مثل زيادة ضربات القلب وتغيرات في 

مستويات إفراز الهرمونات، وبقليل من المساندة لهذا الطفل من الوالدين 

يمكن له أن يتعلم كيفية إدارة هذا النوع من الضغط والتغلب عليه.

الضغط المحتمل 

ويشير هذا النوع من الضغط إلى خبرات تكون أكثر حدة غير أن مداها في 

الاستمرار ما زال قصيرا: مثل وفاة أحد المقربين أو الكوارث الطبيعية أو

 حادث مخيف أو الطلاق بين الوالدين، وإذا حصل الطفل على مساندة من

 الراشدين فعادة ما يتغلب على هذا النوع من الضغط.

 

الضغط السٌّمِّي 

يحدث هذا النوع من الضغط نتيجة لخبرات حادة غير مناسبة يمكن أن 

تؤثر على الطفل لفترة طويلة من الزمن قد تصل إلى أسابيع أو شهور أو 

سنوات، ومن الأمثلة على ذلك تعرض الطفل لإساءة المعاملة والقسوة

 الشديدة أو الإهمال، أو الاعتداء الجنسي، ولأن الطفل لا يمكنه إدارة هذا

 النوع من الضغط والتغلب عليه، فإن الاستجابة له تدوم مدة طويلة، مما

 يؤدي إلى تغيرات دائمة في نمو الدماغ، ويمكن التقليل من هذه الآثار

 بدعم ومساندة الراشدين.

 

تختلف الاضطرابات النفسية ومصدرها بحسب الحالة العمرية لدى الطفل،

إلا أن المعاناة من الضغوطات وحالات التوتر والاكتئاب في سن مبكرة،

 بدون أي تدخل من الأهل أو الأخصائيين النفسيين، تزيد من فرصة 

إصابة الطفل ببعض تلك المشاكل النفسية على المدى الطويل، 

خاصة إن لم تتم مرحلة التثقيف بالطريقة والوقت الكافي.

 ومن أهم الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأطفال وخاصة في

 المدرسة هي التنمّر، وهو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء البدني 

والنفسي. وفي التحقيق التالي نتعرف إلى هذه المشكلات وكيفية 

مساعدة أبنائنا في التخلص منها، دون أن تترك آثاراً سلبية على حياتهم 

في المستقبل.

يبين الدكتور محمد طاهر، المختص في الطب النفسي، أن «راحة الجسد

 من راحة البال»، مقولة لم تعبر فقط عن عمر معين، بل تضمنت كل

 شخص يتعرض لأي ضغوط نفسية تؤثر على أفكاره وتصرفاته، فالطفل

 كالإنسان الراشد يتعرض لضغوطات نفسية نتيجة عوامل خارجية

 ربما تغير من توجه تفكيره، وتؤثر على تصرفاته على المدى البعيد، ونذكر 

منها تلك العوارض الطبيعية التي تحدث للطفل بسبب عمره أو بسبب 

العوامل البيولوجية التي يمر بها، وهنا يجب على الوالدين الاهتمام الأكبر 

بالطفل ومحاولة توعيته من خلال إرشاده لمختلف الأنشطة والفعاليات

 التي من خلالها يسلّط معظم طاقته ويبتعد عن التفكير في الأمور

 الثانوية، إلا أن بعضاً من هذه الضغوطات النفسية تساهم في بناء

 شخصية الطفل، وتشجعه على مواجهة مصاعب الحياة مهما كان حجمها.

مؤثرات نفسية

ويذكر أن هناك بعض الأسباب الشائعة للضغوطات النفسية في مرحلة

 الطفولة ومنها:

• أبسط الأمور التي تزعج الأطفال في السن المبكرة، تتشكل في الشعور

 بعدم الأمان يتخللها الابتعاد عن الآباء والأمهات، والحاجة إلى الاحتياجات 

الأساسية للحياة مثل الغذاء والماء، إضافة إلى النظافة الشخصية وأهمية

 التواجد بالقرب من أحد. وعندما يكبر الأطفال يصبحون أكثر عرضة للتأثر 

بالضغوط النفسية الناتجة عن المذاكرة والدراسة، والالتزام بالواجبات

 المنزلية، إضافة إلى التوتر والاكتئاب الذي ينتج عن محاولة الطفل للتأقلم 

مع زملائه في المدرسة، وأن يكون على مستوى متساو مع غيره من

 ذات الفئة العمرية.

• من ناحية أخرى يتأثر الأطفال عند عدم الشعور باهتمام الأم والأب معاً،

 وذلك بسبب تخلخل مشاعر الحبّ والانتماء، وخاصة في المرحلة المبكرة

، وغالباً ما يتدخل الأطفال بشكل غير مباشر في جميع الظروف التي تمر

 بها العائلة، من الناحية المالية أو الاجتماعية، والتي تؤثر على نفسية

 الطفل، ويشعر ببعض الضغوط النفسية والشعور بالنقص والمسؤولية، وإن

 عانى الآباء مرضاً معيّناً، أو مشكلة اجتماعية مثل الطلاق والانفصال،

 يشعر الطفل بنوع من الوحدة والخوف من الفقدان.

 

• مع تقدم العمر لدى الأطفال ونضج الحالة العقلية، يصبح الطفل أكثر

 استجابة حتى للأخبار المحلية والعالمية حوله، وجميع ما تنقله وسائل 

الإعلام التقليدية والحديثة من صور، ورسومات حزينة، ومروعة، 

تشعره ببعض المسؤولية وتُملي عليه نوعاً من العبء الذي يترجم إلى بعض التصرفات كالبكاء أو حتى مزاولة الوحدة، والابتعاد عن الآخرين

 لبعض الوقت، كما أن الأطفال في سنّ معينة يكون لهم حس الفضول

 الكبير لمعرفة الأشياء والعالم المجهول، إلا أن بعض تلك المواضيع تكون

 معقدة قليلاً على الطفل، وتمنعه من السؤال بطريقة مختصرة وبسيطة،

 فيشعر بالتالي بالخجل من طرحها والتحدث عنها ما يسبب نوعاً من 

الارتباك والإرهاق.

أعراض الضغط النفسي

ويفيد أن أعراض الإصابة بالضغوط النفسية عند الأطفال متشابهة إلى حد

 مّا، حتى ولو اختلفت المصادر المسببة لذلك، ولابدّ أن يلاحظ الآباء أو

 المقربون، الفرق بين أنشطة الطفل اليومية، ففي معظم الحالات يمكن

 ترجمة الأعراض الشائعة من الناحية النفسية في الشعور بالإحباط،

 وعدم التسامح والحزن المستمر، والشعور بالنقص والخجل من اكتشاف

 المزيد. أما من الناحية الجسدية فيفقد الطفل الاهتمام بأداء الأنشطة

 اليومية والروتينية، ويتعرض للبدء في التبول اللاإرادي خلال النوم

، واضطرابات الكلام، والتأخر في النطق، حيث إن بعض تلك العوامل

 تنعكس على الأعصاب مباشرة، فلا يستطيع الطفل التحكم بها 

من ناحية متكاملة.

ويستكمل: «إن كان الطفل في المدرسة يبدو واضحاً تشتت انتباهه 

بشكل مستمر، وصعوبة تركيزه أثناء الدراسة، وصعوبة البقاء في

 مكان واحد، وهذا ما يؤثر بالتأكيد على الأداء الدراسي للطفل بشكل مباشر، ويبتعد الطفل أيضاً عن الطعام، وتقلّ شهيته، ما يؤثر على 

نقص وزنه بشكل متزايد. أما الأطفال الأصغر عمراً فيظهرون بعض

 السلوكيّات مثل مصّ الإبهام والتحدث بطريقة متلعثمة، والمرور 

ببعض الكوابيس خلال النوم، وضعف التركيز بشكل عام».

أنواع ووقاية

ويشير إلى أن الضغوطات النفسية تنقسم إلى أنواع عادية أو إيجابية،

 وهي تلك التي يتعرض لها الطفل في حياته وتؤدي إلى بناء شخصيته 

بالطريقة التي تشجعه على تحمل مختلف مصاعب الحياة، ومنها:

• الضغوطات المحتملة، التي تستمر لفترة قصيرة إلا أنها تؤثر في الطفل

 كثيراً مثل وفاة أحد المقربين، أو حدوث مشاكل اجتماعية معقدة، وإن 

لم يستجب بطريقة تفاعلية لهذه المشكلة ربما تؤثر عليه سلباً.

• الضغط السلبي أو السمّي، ويستمر تأثيره لفترات طويلة ولا يمكن 

للطفل أن يدير هذه المشكلة بنفسه، مثل المعاملة السيئة وغيرها، وهنا 

يكون التأثير صحياً وجسدياً على الطفل، وتستمر مع تقدم العمر، ويحتاج 

بعدها إلى استشارة مختصة واهتمام أكبر.

• تعد الرعاية الصحية والاهتمام المستمر من العائلة أحد أهم العوامل التي

 تقي الأطفال الإصابة بضغوطات نفسية تؤثر على حياتهم الطبيعية،

 ويجب على الأطفال أن ينالوا كمية كافية من الغذاء والراحة، إضافة

 إلى الشعور بالعناية من قبل الأهل، من خلال الاستماع لكلامهم و

الإجابة عن كلّ استفساراتهم.

• التعرض للإجهاد بشكل معتدل يعدّ أمراً طبيعياً ومن أساسيات الحياة

، ولكن إن زاد مستوى التوتر لفترة طويلة، فيجب تقديم المساعدة في

 أسرع وقت ممكن، لتجنّب الوصول إلى نتائج أكثر خطراً.

 

التنمّر (البلطجة في المدارس)

 

وعن مشكلة التنمّر التي يتعرض لها الأطفال، توضح الدكتورة حنان حسين، 

استشارية الطب النفسي، أن هذه المشكلة أصبحت مؤرقة للآباء والمدرسة

 على حد سواء، وأدرك الجميع أن نتائجها وخيمة، ولا تقتصر على إصابات

 جسدية مؤقتة ولكن تمتد لتؤثر سلباً على بناء الشخصية والصحة النفسية

 للأبناء، ولذا يجب أن يتشارك الجميع لمواجهة تلك المشكلة والقضاء عليها،

 من أجل بيئة مدرسية آمنة. ويعرّف التنمّر بأنه شكل من أشكال الإيذاء،

 ويتميز بكونه متعمداً أو متكرراً على مدار الوقت، من قبل شخص أو 

مجموعة ضد الآخر الأضعف، ويكون على أكثر من شكل:

• التنمّر اللفظي مثل إطلاق ألقاب مهينة أو السخرية أو التهديد بالأذى.

• التنمّر البدني بالضرب والركل وإتلاف الممتلكات.

• التنمّر الاجتماعي وفيه يقوم المتنمر (المعتدي) بتخريب علاقات الطفل

 المعتدى عليه (الضحية) الاجتماعية، أو تشويه سمعته أو حتى استبعاده،

 أو أقصائه من المشاركات عمداً.

• التنمّر عبر الشبكة العنكبوتية، وهو نوع مستحدث من التنمر نتيجة 

إتاحة الإنترنت للأطفال والمراهقين، وفيه يعاني الضحية التجريح 

والإهانة عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، أو في مواقع التواصل

 الاجتماعي

ضحايا التنمّر

وتذكر ، أن للتنمّر نتائج سلبية كبيرة على الضحية سواء على المدى

 القريب أو البعيد، مثل:

• التغيّب عن المدرسة بسبب الشعور بعدم الأمان وضعف التحصيل

 الدراسي بسبب القلق والخوف.

• احتمال الإصابة ببعض الأعراض المرضية المجهولة الأسباب، كالصداع

 المتكرر، والآم المعدة، وضعف التقدير الذاتي، وصولاً إلى ارتفاع نسب

 تعرضهم لاضطرابات الاكتئاب، والقلق واضطرابات نفسية أخرى، تنتهي

 باللجوء إلى سلوك تدمير الذات، ووصولاً إلى الانتحار، أو محاولة حمل

 أسلحة إلى المدرسة، بهدف الدفاع عن النفس، وما قد ينتج عنه من 

حوادث العنف المدرسي.

• لا تقتصر نتائج التنمّر وتأثيراته السلبية على الضحية؛ بل تمتد لتؤثر 

على المتنمّر نفسه الذي ينشأ معتاداً على الاعتداء على الآخرين بدون

 رادع أو ضمير.

وتضيف: «ضحايا التنمّر عادة هم الأطفال الذين يفتقرون إلى 

القدرات بشكل عام، المنعزلون اجتماعياً والخجولون من أصحاب البنية 

الجسمية الضعيفة، الذين لا يمارسون الرياضة، أو من يسهل استفزازهم

 ويبكون بسهولة، أو لا يشعرون بالطمأنينة ويتعلقون بالكبار، ولكنهم أحياناً يكونون أطفالاً لديهم مشاكل في التركيز في المدرس، أو يعانون فرط

 نشاط الحركة، أو سريعو الاستثارة، ويحاولون الرد على الإهانة، أو من

 لديهم عادات مزعجة تجعلهم غير محبوبين من الأطفال الآخرين أو

 البالغين»

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

8

متابعين

8

متابعهم

110

مقالات مشابة