هل الكولشيسين هو العلاج الأمثل لمرضى حمى البحر المتوسط؟

هل الكولشيسين هو العلاج الأمثل لمرضى حمى البحر المتوسط؟

0 المراجعات

هل الكولشيسين هو العلاج الأمثل لمرضى حمى البحر المتوسط؟

على الرغم من أن الكولشيسين هو الخيار الأمثل لتخفيف أعراض حمى البحر المتوسط؛ إلا أن 5% إلى 10% من المرضى لا يمكن السيطرة على الأعراض الظاهرة عليهم باستخدامه.

ولكن، لا تقلق عزيزي المريض؛ فهناك العديد من الخيارات العلاجية الأخرى غير الكولشيسين قد تناسبك.

وسنتعرف في هذه المقالة على معلومات بشأنها، كما سنتناول معلومات عن هذا المرض، وأسبابه، وطرق تشخيصه، وأعراضه، ومضاعفاته، وطرق علاجه.

ما هو مرض حمى البحر المتوسط؟

مرض حمى البحر المتوسط العائلية هو أكثر الأمراض الوراثية ذاتية الالتهاب شيوعًا في العالم، إذ يعاني المصابون به نوبات التهاب وحمى متكررة. وتظهر أعراضه في مرحلة الطفولة، وقد يصاب المريض بالنوبة الأولى قبل سن العاشرة.


سُمي المرض بهذا الاسم لأنه يصيب عادةً سكان دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وشمال إفريقيا، والشرق الأوسط مثل: سلالات اليهود، والعرب، والأتراك، والأرمن، إضافة إلى اليونانيين، والإيطاليين.

الأسباب

يحدث مرض حمى البحر الأبيض المتوسط بسبب تغير، أو طفرة في جين MEFV، ويحدث ما يزيد عن 300 طفرة لهذا الجين، ولكن القليل منها يسبب هذا المرض.

يُنتج جين MEFV بروتينًا يُسمى البيرين، والذي يؤدي دورًا في عمل الجهاز المناعي للجسم، وعند حدوث خلل في هذا الجين يقل إنتاج هذا البروتين، ويُنتج الجهاز المناعي بروتينًا التهابيًا يُسمى (إنترلوكين -1)، وهو المسؤول عن نوبات الالتهابات والحمى التي تظهر على المريض.

التشخيص

لا يوجد ما يسمى بتحليل حمى البحر المتوسط، ولكن ستخضع لعدد من الفحوصات، والاختبارات لتأكيد الإصابة بالمرض وتتضمن هذه الإجراءات ما يلي:

الفحص البدني. ستخضع للفحص البدني، وسيسألك طبيبك عن الأعراض التي تشعر بها، لاستبعاد أي أمراضٍ أخرى.


 

التاريخ العائلي. نظرًا لأن المرض وراثي، سيسألك طبيبك عما إذا كان أحد أفراد عائلتك مصابًا بهذا المرض.

الاختبارات المعملية. ستخضع لعدد من الفحوصات لتأكيد إصابتك مثل تحاليل الدم، فإذا أظهرت ارتفاعًا في مستويات كرات الدم البيضاء، أو ارتفاعًا في معدل ترسيب كريات الدم الحمراء، أو ارتفاعًا في معدل بروتين سي التفاعلي؛ فهذا مؤشر واضح لوجود التهابات.

كما يمكن إجراء تحليل للبول، والذي قد يوضح وجود مشكلات في الكلى مرتبطة بنوبات حمى البحر المتوسط، إذا ظهرت كميات كبيرة من البروتين في البول.

الاختبار الجيني. يمكن إجراء فحص للحمض النووي الخاص بالجين MEFV للكشف عن وجود طفرة مرتبطة بالمرض، ولكن لا يمكن الاعتماد كليًا على هذا الاختبار في تشخيص الإصابة، بسبب تعدد الطفرات لهذا الجين كما ذكرنا سابقًا.

الأعراض

تظهر الأعراض في صورة نوبات حمى، وقد تستمر من يوم إلى ثلاثة أيام، بالإضافة إلى نوبات آلام المفاصل والتي تستمر لعدة أسابيع، وقد تصل لعدة أشهر.

وتظهر آلام المفاصل عادة في الركبة، أو الكاحل إذ يكون متورمًا لدرجة يصعب معها المشي، وتتشابه هذه الأعراض في البداية مع مرض التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب، لذلك يلزم إجراء الفحوصات الأخرى لاستبعاد المرض أو تأكيد الإصابة به.


وبالإضافة إلى الأعراض السابقة، هناك أعراض أخرى قد تظهر على المرضى خلال فترة النوبات مثل:

  1. ألم شديد في البطن.
  2. ألم في الصدر قد يصل إلى حد الشعور بصعوبة في التنفس.
  3. طفح جلدي على الساقين أو الكاحلين.
  4. آلام في العضلات.
  5. تورم كيس الصفن، أو حدوث ارتخاء به.
  6. إمساك يتبعه إسهال.

وقد تحدث نوبات حمى البحر المتوسط لأسباب متعددة مثل: العدوى، أو الإجهاد، أو ممارسة التمارين الشاقة، أو حتى بسبب الدورة الطمثية.

وتستمر النوبة لبضعة أيام، ثم تزول؛ فيشعر المريض أنه استعاد حالته الطبيعية، وتزول الأعراض عنه، وتستمر هذه الفترة عدة أسابيع، وربما أشهر، أو حتى سنوات.

المضاعفات

قد يؤدي الإهمال في متابعة وعلاج المرض إلى حدوث مضاعفات مثل:

  1. الداء النشواني. إذ يفرز الجسم خلال فترة النوبات بروتينًا يُسمى (أميلويد A)، وهو بروتين غير طبيعي يتراكم داخل الكلى مسببًا تلفها.
  2. العقم. فقد تصيب الالتهابات الشديدة الأعضاء التناسلية، مما قد يؤدي للإصابة بالعقم.
  3. التهابات بالقلب، أو أغشية الدماغ. قد تؤثر الالتهابات على التامور، وهو الغشاء الرقيق المحيط بالقلب، كما أنها قد تصيب الأنسجة حول الدماغ، والنخاع الشوكي (التهاب السحايا).
  4. تضخم الطحال، والتهاب الأوعية الدموية.

العلاج

تُستخدم الأدوية لتخفيف أعراض حمى البحر المتوسط، ولكن لا يوجد علاج شاف، وفيما يلي أهم الخيارات العلاجية، وتشمل:

الكولشيسين.

        هو دواء يسيطر على الالتهابات، ويمكنه أن يساعد في منع حدوث النوبات عند تناوله بانتظام، وجرعته المعتادة من مرة إلى 

 مرتين يوميًا، أو كما يصف الطبيب، ولكن لتعلم عزيزي المريض، لا يمكن أن يفيدك الكولشيسين إذا كنت مصابًا بالنوبة بالفعل.

قد يساعدك الكولشيسين عند تناوله بانتظام في أن تعيش حياةً طبيعيةً مع المرض بدون نوبات لفترات طويلة، ولكن في بعض الأحيان قد يسبب أعراضًا جانبيةً مثل: الإسهال، أو الغثيان، أو ألم في البطن، أو قيء، لذا استشر طبيبك إذا شعرت بأحد هذه الأعراض.

حاصرات الإنترلوكين -1.

 إذا لم يفِدك الكولشيسين في السيطرة على الالتهابات لديك، فقد يصف لك طبيبك حاصرات الإنترلوكين -1، وقد اعتمدت منظمة الغذاء، والدواء الأمريكية عددًا من الأدوية التي تنتمي لهذه المجموعة مثل:

 كاناكينوماب (إيلاريس).

ريلوناسبت (أركاليست).

أناكينرا (كينيريت).

المسكنات غير الستيرويدية.

قد تساعدك المسكنات غير الستيرويدية على تخفيف الحمي، وألم المفاصل أثناء فترة النوبات.

وفي النهاية عزيزي المريض قد تشعر بأن إصابتك، أو إصابة طفلك بمرض حمى البحر المتوسط أمر مؤسف، ولكن تذكر دائمًا، من الممكن التعايش مع هذا المرض بدون حدوث نوبات إذا التزمت بالعلاج، وعندها يتحول هذا المرض لصديق لك.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

7

متابعين

8

متابعهم

12

مقالات مشابة